16 نوفمبر، 2024 3:56 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. نوزت شمدين آغا: بقيت روحي في الموصل بعد خروجي منها

مع كتابات.. نوزت شمدين آغا: بقيت روحي في الموصل بعد خروجي منها

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“نوزت شمدين آغا” كاتب وصحفي وروائي عراقي، اسمه “نوزت سالم خليل شمدين آغا”، ولد في منطقة الفيصلية بمدينة الموصل عام ١٩٧٣، أكمل فيها دراسته الأولية، وحصل على شهادة البكالوريوس في القانون من كلية الحدباء الجامعة. عمل في نطاق المحاماة ثمان سنوات قبل أن يتركها ويتفرغ على نحو كامل للصحافة.

بقي في مدينة الموصل بخلاف باقي أفراد أسرته الكردية السنية المعروفة، بدأ مطلع التسعينيات بنشر مقاطع صغيرة في صحيفة (الحدباء) وصحف بغداد الأسبوعية واليومية، كتب الشعر في بدء مشواره، ثم انتقل إلى عالم القصة القصيرة، فكتب ونشر العديد منها في العراق وخارجه، وشارك في إصدارين من كتاب (قصص من نينوى)، وحصل على جوائز تقديرية، لتأتي سنة 2002 ويصدر روايته الحقيقية (نصف قمر) التي مثلت انطلاقته الحقيقية. بعد ٢٠٠٣ عمل محرراً في جريدة (وادي الرافدين) ثم (مستقبل العراق)، وفي أواخر ٢٠٠٤ عمل مراسلاً لجريدة (المدى) اليومية في الموصل، واستمر في عمله حتى ٢٠١٤ قبل أن يغادر مع عائلته إلى النرويج.

نشر في جريدة المدى وعلى نحو يومي على مدى تلك السنوات، الآلاف من الأخبار والتقارير والتحقيقات والمقابلات عن مدينة الموصل، وعمل خلال تلك الفترة مراسلاً لموقع نقاش الألماني، واستمر كذلك حتى أصبح محرراً فيه بالعاصمة برلين في ٢٠١٤. نشر في هذا الموقع العشرات من القصص والتقارير الإخبارية وعمل أيضاً مراسلاً لمجلة WPI الألمانية الاقتصادية، وكتب لها عن شأن الموصل الاقتصادي والتحديات التي واجهتها المدينة في هذا الخصوص بين سنتي ٢٠٠٩- ٢٠١١.

وعمل محررا في جريدة (عراقيون) ومديراً لموقع (وكالة أنباء عراقيون)، لكن أهم ما فعله كان إصداره جريدة (ثقافات) الأدبية الشهرية ب ٣٦ صفحة. مثلت أول مطبوع أدبي من نوعه في نينوى، فُتح أبوابه لجميع الأقلام الأدبية دون استثناء لحداثوي أو كلاسيكي لسياسي أو مستقل.

بين ٢٠٠٤ و٢٠١٤ عمل “نوزت شمدين” عضواً في الهيئة الإدارية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، وفاز في ثلاث دورات انتخابية. في النرويج كانت فرصته الكبيرة في طرح قضية الموصل التي تبناها على نحو شخصي، وصار يجوب العواصم الأوربية متحدثاً عن الظلم الواقع عليها، ويروي هناك قصة تدميرها. فعل ذلك في مؤتمر الكابيتال في ستافنجر النرويجية، وفي العاصمة الهولندية أمستردام خلال مؤتمر الأيكورن، وفي مهرجان مولدة النرويجي، وفي جلسة دورية لحكومة تليمارك جنوب شرق مملكة النرويج، وكذلك في بلدية العاصمة الفرنسية باريس، وجال أيضاً في السويد وفنلندا وألمانيا والدنمارك وتونس وتركيا، ليلقبه أصدقاؤه ومعارفه بسفير العراق أو الموصل.

قام شمدين بتدريب صحفيين عراقيين في ورش تطويرية في العاصمة التركية أسطنبول وحاضر في معهد الصحافة العالي في العاصمة النرويجية أوسلو. وأصدر كتاب (قادمون يا عتيق) أواخر ٢٠١٤، وهو أول كتاب مقاوم يصدر ضد احتلال داعش لمدينة الموصل، ووزع فيها على نحو محدود. وقبلها كان قد أصدر كتاب مقالات عنوانه (الموصل في بكين)، ونشرت له منظمة الأيكورن والقلم الدولية كتاباً عنوانه (قصة ناج من الموصل) باللغة الإنكليزية، ووزع في أوربا ونشرته مواقع الكراندا والأيكورن والقلم النرويجية، وهو عبارة عن حوار مطول أجراه معه الصحفي الأمريكي الشهير لاري سايمس، وتولى الترجمة الفورية باسم مردان.

كما أصدر سنة ٢٠١٥ الطبعة الثانية من رواية (نصف قمر) عن دار مومنت في لندن. وفي السنة ذاتها أصدر روايته الثانية (سقوط سرداب) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. ترجمت إلى اللغات الكردية والألمانية والإنكليزية.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • فقداني لرعاية الوالدين في وقت مبكر من حياتي وتولي عمتي تربيتي، مهد لي طريقي في عالم الكتابة، وكانت البداية بإدمان القراءة بدء من كتب الأطفال ثم مروراً بكلاسيكيات الأدب في المكتبة المركزية العامة بالموصل، التي كنت قضي فيها ساعات طوال بدلاً من اللعب مثل باقي أقراني. بعدها بدأت محاولات كتابية في مختلف المجالات. الآن حين أنظر إلى الخلف بعد كل تلك السنوات، أجد بأنني كنت محظوظاً بتلك الحياة التي عشتها طفلاً وشاباً على الرغم من مواجعها والوحدة التي قاسيتها، لأنها أسهمت في تكويني. فمن يدري أي مسار كانت ستتخذه حياتي لو نشأت في كنف والدين يحققان لي كل شيء يشير له أصبع رغباتي!.

(كتابات) بدأت بالشعر ثم القصة القصيرة ثم اتجهت لكتابة الرواية.. احكي لنا عن هذه المسيرة في كتابة الأدب؟

  • بالنسبة للشعر، كل ما فعلتهً أنني نظمته ولم أكن في يومٍ شاعراً قط. فالشعراء يولدون كذلك أما أنا فلم أولد شاعراً. والقصة القصيرة فربما أحجمت عن نشرها مؤقتاً، لكنني لم أتوقف عن كتابتها. وحتى بالنسبة للرواية فقد كتبت (الغريبة) قبل أن أنشر أول قصصي في ملاحق الصحف الثقافية. وحبوي المبكر ذاك أتبع برواية مخطوطة مازلت احتفظ بها، عنوانها (الآغا الصغير). وكان ذلك قبل خطوتي الجادة الأولى برواية (نصف قمر)- 2002، عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد.

(كتابات) لما اتجهت للعمل في الصحافة ولما كان اهتمامك مركزا على مدينة الموصل؟

  • بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 صدرت العشرات من الصحف والمجلات الورقية ومثلها الكترونية ومواقع إخبارية. لذا أصبح العمل الصحفي متاحاً في تلك الفترة بخلاف الفترة التي سبقتها، إذ كان عملي يقتصر على مساهمات خجولة هنا وهناك. والموصل أصبحت محط اهتمام الصحافة المحلية والدولية بنحو عام بسبب الأحداث شبه اليومية التي شهدتها، إذ تحولت إلى ساحة حرب بين القوات الأمريكية ثم لاحقاً قوات عراقية وعناصر مسلحة شبحية كان الموت شعارها الأول والأخير. ولهذا كله كانت حرب الشوارع وتداعياتها على المجتمع مواداً إخبارية تتلقفها الصحافة بشغف، وهو ما أصبح شغلي الشاغل لسنوات.

(كتابات) في رواية (ديسفيرال) لما اخترت الحكي عن مرض الثلاسيميا تحديدا ومعاناة المصاب به؟

  • خلال عملي مراسلاً لصحيفة المدى في 2005 أعددت تقريراً عن المرض ومسبباته وكان عليّ مقابلة المرضى وذويهم في المركز الخاص بالمرض. وحين شاهدت تلك الوجوه الصغيرة المتعبة وأذرع أصحابها المقيدة بأنابيب الدم وتلك النظر اليائسة في عيون الأمهات والآباء أصبحت مهمتي تعريف العالم بمعاناتهم والتحذير من المرض الذي يهدد المجتمع. إذ أنه وراثي ينجم عن اقتران شخصين يحملان صفة المرض وينجبان مصاباً به. والمريض يحتاج ومنذ شهره السادس إلى منحه كيس دم شهرياً في الأقل. مع دواء (الديسفيرال) لطرد الحديد من جسمه، يعطى إليه بواسطة مضخة تحقن له الدواء عبر إبرة تغرز في جلد بطنه وتمكث هناك بين (10-12) يومياً.

ظهر دواء جديد أسمه (اكسجيد) لكنه غالٍ ولا يتوافق أحيانا مع بعض المرضى. ولكي يتخلص المصاب من المرض نهائياً يحتاج إلى متبرع بنخاع العظم من شقيق يتطابق نسيجه معه 100%. وهو شيء نادر جدا. وإذا وجد ذلك فإن تكلفة عملية زرع النخاع تصل إلى نحو (200 ألف دولار) وتجرى في ايطاليا. ومؤخراً قيل بأنها تجرى في الهند كذلك.  بعد سنوات من متابعتي للمرضى وجمعية الثلاسيميا في نينوى وأنشطتها صار عندي كم معلومات كبير جداً أصبحت ثمرته روايتي (ديسفيرال). وقد يكون هذا العنوان غريباً بالنسبة للبعض أو حتى ربما دعائياً. لكنني تمسكت به على الرغم من اعتراض دار النشر في بداية الأمر، لأنني أعرف ما يعني هذا الاسم بالنسبة لمريض الثلاسيميا.  ومن يدري فقد تكون الرواية سبباً في أن تلتفت وزارة الصحة العراقية لهذه الشريحة وتوفر لهم الدواء وباقي المستلزمات بعد إهمال ولامبالاة طويلين.

(كتابات) بعد سفرك إلى النرويج كان عرض قضية الموصل أمر هاماً بنسبة لك.. حدثنا عن ذلك؟

  • عشت أربعين سنة في الموصل. مشيت فيها خطوتي الأولى وتعلمت وعملت وتزوجت وحصلت على عصافيري الثلاث (أبنائي). ليس سهلاً أن أدير ظهري لكل ما منحتني إياه لمجرد أنني اضطررت للمغادرة بعد تهديدات القتل التي تلقيتها من المجرمين. ومنذ يوم وصولي الأول إلى مملكة النرويج ككاتب ضيف، بدأت مشروع الكتابة عن الموصل أو بالأحرى واصلته. وشاركت في أكثر من (70) مؤتمراً وندوة في مختلف المدن الأوربية للحديث عن معاناة أهل مدينتي الموصل في ظل الاحتلال الداعشي وتخاذل العالم المخزي عن نجدتهم.

وقضيت الوقت الآخر منشغلاً في الكتابة بشقيها الصحفي والأدبي والموصل عنوانً رئيسي فيهما. حتى أن زوجتي اعتادت على أن تقول لي: ” لقد جئت بجسدك معنا إلى النرويج لكن روحك بقيت هناك في الموصل). والحق فأنني أشعر بتقصير شديد تجاهها على الرغم من كل ما كتبت في الصحافة وأصدرت من كتب، فبعض المدن والأوطان إن لم نسكنها، سكنتنا هيّ. ومنذ خروجي من العراق في آذار 2014 صدرت لي هذه العناوين (كتاب قادمون يا عتيق- عن دار الجيل العربي في الموصل أواخر سنة 2014. رواية (سقوط سرداب) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 2015. وطبعة كردية عن دار آنديشة في السليمانية- العراق 2017، ثم طبعة عربية ثانية عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في نينوى سنة 2017. والطبعة الثانية من رواية (نصف قمر) عن دار مومنت في لندن سنة 2015. وكتاب قصة ناج من الموصل (باللغة الانكليزية) صدر عن منظمة القلم النرويجية ووزع في أوربا سنة 2015. رواية (شظايا فيروز) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت   2017. ثم طبعة ثانية عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين فرع نينوى 2017. رواية (ديسفيرال) عن دار سطور وسنا وسومر 2019. وقسم من رواية (ديسفيرال) باللغة النرويجية في كتاب مشترك وزع في النرويج بعنوان (قبلة للهور وقبلة للصحراء) 2019.

(كتابات) كتاب “قادمون يا عتيق” ضد احتلال داعش لمدينة الموصل كيف كانت طريقة التناول؟

  • خلال الفترة السابقة للغزو الداعشي للموصل في حزيران 2014 وحتى بعدها بأشهر كتبت الكثير من المقالات والتقارير والقصص الخبرية عن ممارسات التنظيم الذي كان عملياً يتحكم بالموصل وأهلها منذ تشكيله في 2006. فكان يتقاضى إتاوات من كل مقتدر من الأهالي بل وحتى 20% من نسب المشاريع من ديوان محافظة نينوى، ويفجر ويخطف ويقتل ويهدد ويروع على الرغم من تواجد القوات الأمريكية وبعد جلائها في 2011 بوجود القوات العراقية التي بلغ تعدادها نحو 50 ألف مقاتل تركوا المدينة في العاشر من حزيران 2003 تاركين للغزاة ترسانة عسكرية هائلة بأوامر من رئيس الوزراء نوري المالكي وقتها.

في شهر نوفمبر 2014 اتصل بي من الموصل المحامي والكتبي (ذاكر خليل العلي) صاحب مكتبة ودار نشر (الجيل العربي) واقترح عليَ طباعة مجموعة مقالات لي وقصص انتخبها بنفسه في كتاب ليكون أول منشور مقاوم للاحتلال الداعشي للموصل. وبعد أيام من موافقتي أرسل لي صورة الغلاف ومسودة الكتابة. ثم قام بطباعته ووزعه بنحو سري في المدينة. على الرغم من أن ذلك كان مجازفة كبيرة، ولاسيما أن التنظيم يقتل أي شخص ولأي سبب تافه، فكيف بمقاومته ورفض وجوده. بعدها بأسابيع قام عناصر من التنظيم باعتقاله وسمعت بأنهم أطلقوا سراحه بعدها ثم عادوا لاعتقاله وما زال مصيره مجهولاً لغاية الساعة حتى بعد مرور سنتين على زوال حكم التنظيم وتحرير المدينة نهائيا منه.

هذا الرجل (ذاكر العلي) يستحق أن يشيد له تمثال يوضع في مركز المدينة تخليداً لذكراه، وتذكيرا للأجيال اللاحقة بما فعله من أجل مدينته وبلاده. ومن الجدير بالإشارة فإن دار نشر(سطور) في بغداد. قامت مشكورةً بإعادة طبع كتاب (قادمون يا عتيق) في 2018 هديةً منها لأهالي محافظة نينوى ومدينة الموصل، وقامت بتوزيعه في مختلف مدن البلاد.

(كتابات) فزت بعدة جوائز في الصحافة ماذا تعني لك الجوائز؟

  • الجوائز لا تعني دائماً بأن الحاصل عليها هو الأفضل. بل قد يكون الأكثر حظاً. وللأسف الشديد أصبحت الجوائز في واقع المنطقة العربية بقع ضوء كبيرة يعيش معظم الكتاب خارجها منسيين. والحديث هنا عن الكتاب غير المؤدلجين أو المرتبطين بأحزاب ومؤسسات تدعمهم وتروج لهم وتلمع صورهم. وفي النهاية لا بد من الإقرار بأن المنجز هو المعيار، فلا الجوائز ولا القرب من كرسي السلطة يمكن لهما صناعة مبدع أياً كان مجاله الإبداعي.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في العراق وهل يمكن الحديث عن نهضة ثقافية؟

  • العراق يحتاج فقط لأن يقول ذات يوم (وداعا للسلاح). ففوهة البندقية وما تقف خلفها من محددات الدين والسياسة والعشيرة والقومية حواجز عالية يصعب للكثيرين تجاوزها. وهذا هو سر لمعان نجم مبدعينا خارج الوطن، لأنهم يحلقون بحرية في عوالمهم دون خوف أو وجل. ويمكن القول بأن هنالك نهضة ثقافية في العراق متى وجدنا أن الكاتب لا يقتل من أجل كلمة كتبها، ولا تطارده العشائر مهددة ولا كلاب السلطة و يواجهه إهمال الحكومة أو يحبطه عجز المؤسسة الثقافية المزمن. العراقيون مجبولون على حب الثقافة ومتى توافرت العوامل للنهضة المنشودة، فالعراق سيكون في الصدارة حتماً.

(كتابات) عند خروج الكاتب من وطنه يعد نفسه أنه لن يتخلى عن وطنه ويظل محتفظا به داخله.. هل هذا صحيح؟.

  • الكاتب إنسان أولاً وأخيراً، وأي شخص ولد وعاش في وطن أياً كانت ظروف حياته فيها لا يمكنه الانفصال عنه روحياً مهما كابر وأدعى.

(كتابات) ما هي الصعوبات التي واجهتك ككاتب وصحفي وما هو جديدك؟

  • الصعوبات الأمنية في العراق كانت أبرز تحد واجهته بعد 2003 وحتى آخر يوم من تواجدي في البلاد ( 6/3/2014) وكدت أفقد حياتي في ثلاثة مناسبات بسبب ذلك لولا عناية الله وحفظه.

أنجزت قبل فترة الجزء الثاني من ثلاثية السرداب، الأول كانت رواية (سقوط سرداب). وأحاول أن أتعامل بهدوء مع مسألة النشر، خصوصاً أن (ديسفيرال) صدرت منذ وقت قريب وأريد أن تأخذ مداها. وكذلك الحال بالنسبة لكتاب توثيقي (خراب الموصل) أعتقد بأنني سأدفعه للنشر مطلع العالم المقبل.

هنالك مشروعان روائيين جديدين، أعكف هذه الأيام على كتابة أحدهما وآمل في إنجازه منتصف العام المقبل. سيكون مغايراً تماماً عن باقي أعمالي الروائية، وستكون بغداد وللمرة الأولى هي مكان العمل الرئيسي إضافة إلى مدن نرويجية وأوربية أخرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة