25 نوفمبر، 2024 6:34 م
Search
Close this search box.

العراق , والتوازن بين طهران وواشنطن

العراق , والتوازن بين طهران وواشنطن

العنوان اعلاه ليس من اختياري بالنّص الحرفي , وإنّما كان من ضمن الفقرات الستراتيجية التي تطرّق اليها د. مظهر محمد صالح – مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية , صبيحة يوم امس الأربعاء في قاعة عشتار في وزارة الثقافة , ضمن محاضرة اقتصادية – سياسية ابهرت الحضور . حيث أكّد د. صالح بأن وزارة الخارجية العراقية تتولى مهمة إقامة التوازن في علاقة العراق بكل من الولايات المتحدة وايران , وخصوصاً أنّ ايرادات العراق المالية من تصدير النفط كانت توضع سابقاً في حسابٍ خاص عائد الى الأمم المتحدة لضمان استقطاع التعويضات الى الكويت , والتي جرى تسديد معظمها وبقيت بضعة مليارات فقط يتم تسديدها بالتقسيط السنوي , لكنه وبعد احتلال الأمريكان للعراق , وثمّ تطوير العلاقات الأمريكية – العراقية , فقد جرى تحويل تلك الأيرادات الى المصرف الفدرالي الأمريكي الذي امسى يشرف عليها ” ولا نقول يتحكّم بها .! ”

وإذ لستُ بصدد الإسترسال في عرض تفاصيل تلك المحاضرة القيّمة , لكنّما اشير الى رفض الولايات المتحدة او تأجيلها لزيارة رئيس الوزراء السيد عبد المهدي الى واشنطن, الى إشعارٍ آخر .! فأنها تكاد تدنو ” بمسافةٍ عريضةٍ ” الى ما سبق لأدارة الرئيس الأمريكي السابق اوباما أن ارغمت رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي والوفد المرافق له على دفع نفقات نزولهم في الفندق الذي مكثوا فيه اثناء زيارة المالكي الى الولايات المتحدة في زيارةٍ رسمية , والتي كانت إهانةً ما بعدها إهانة , وربما اكثر من ذلك , لكنه والى ذلك فالخشية من أنْ يتطور الأمر سلباً وتمتنع ادارة ترامب من استقبال عبد المهدي ” رغم اننا في الإعلام لا نتوقع ذلك ” , حيث من الواضح استحالة امكانية إقامة ايّ نوعٍ من التوازن العراقي في علاقاته السياسية بين كلا الأمريكان وايران , والأدارة الأمريكية تدرك ذلك مسبقاً , لكنها تضع العراق او الحكومة العراقية أمام مسؤولياتها الخطرة في ادارة الدولة , ومواردها ايضاً .!

وضمن محاضرته هذه , وإذ أشار د. مظهر الى أنّ لاشأن له في السياسة وليس له إلماماً فيها , وإنّ ما طرحه من مواضيعٍ حسّاسة تثبت عكس ما ذكره .! , لكنه أثار دهشة البعض من نخبة الحضور بأنّ تركيز الولايات المتحدة في العقوبات النفطية على طهران لا يرتكز على برنامجها النووي وزيادة نسبة التخصيب فيه خلافاً لنصوص الأتفاق النووي السابق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه ” كما كان في زمن الرئيس السابق باراك اوباما ” لكنّ التركيز الأمريكي في ذلك على برنامج الصواريخ البالستية الأيرانية , ولم يتطرّق او يشر الى الدور الأيراني ” المفترض ” في او على الحوثيين في قصف المنشآت السعودية ولا الى حزب الله في جنوب لبنان , وكان محالاً أن يتحدث عن الدور الأيراني في العراق بطبيعة وحكم مركزه , او حتى لأسبابٍ أخريات .

وحيث كما يُلحظ وكما يُدرك صعوبة إقامة هذا التوازن بسبب انتماءات ومشتركات قادة وسادة السلطة في العراق , وإذ نختزل الحديث عن محاضرة د. مظهر الى الحدّ الأدنى وحتى أقلّ منه , فتقتضي الأمانة الصحفية وغير الصحفية للقول أن هذا الرجل – الخبير العراقي \ العالمي في الأقتصاد , فأنه يقطر طيبةً وخُلُقاً ونزاهةً وطيبة وبما يقابلها من الذكاء والعلم وفيض المعلومات , ومن المؤسف أنه في زمن نوري المالكي فقد جرى إلقاء القبض عليه وتمّ وضعه في زنزانةٍ في ” مركز شرطة العلوية ” , وفي حينها كتب السيد عادل عبد المهدي الذي كان وزيراً للنفط مقالةً في جريدة ” العدالة ” كان عنوانها : – التكريم لا السجن للدكتور مظهر , ولا يسنح الوقت لذكر تفاصيلها المذهلة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات