أغنية
ما الفائدة أن تتذكر وقت خمول ألروح وتحاول اصطياد ألذكريات بصنارة صدئة , لكن تفاجأ ان نزيف الاسئلة مستمر سيما وان الذاكرة ليست شجرة عارية فكل اوراقها مازالت عالقة فيها , روحي التي افلتت من اسارها تؤرخ لليلة صيفية على سطح احد منازل الاصدقاء .. كانت الاغنية مسامحك
شما تغيب مسامحك وأتأمل تعود )
وليفي وأريدن صالحك وشيردك ردود)
هذا الشجن السومري المطرز بالحزن يأخذك الى أول قصيدة حب كتبت قبل اربعة ألاف سنة كنبتها صبية ( ابحث عني إلى أن تجدني )
قلبي مثل طيور تصفق باجنحتها اين نجدك … و
تسكرها حجم الاه التي تنتزع من الروح انتزاعا
يا ما إلك ضحّيت والنوب أضحّي
ما يجي بعينك ليش زادي ولا ملحي
ليس ثمة علامة واضحة علّي لا ميت ولا حي
تلفزيون
حين اسرعت الرياح الباردة وهي تصخب كنت اجلس قرب المدفأة في ليلة باردة حين صمت التلفاز كأنه اصيب بنوبة قلبية مفاجئة , الى اين ؟ اذهب نحن الذين صيرنا البؤس خجولين .. ذهبت الى محل صديقي المهندس والشاعر عبد الامير اللامي ابا عادل وضعت التلفاز على المنضدة الخشبية حتى تناوله ووضعه على رف عال و انزل تلفاز ابيض
قال :خذه يا قاسم وكذكرى من زهر التفاح
بدا صوت التلفاز يبدا بالأغنية
مسامحك ))
لو ما إلك يا فلان بكليبي ألف آه )
ما سامحيتك يوم ولا هجرك أرضاه )
ومثل حرائق الغابات تضيء عتمة الشوارع القريبة بدأ ايقاع الاغنية يتسرب الى الروح وكمن مسه السحر صرت منقاد اكثر فأكثر للوهم الذي يطلق صيحات ماكرة في الروح التي غدت كومة ميتة باردة
لقاء
تنام الايام بين ذراعي السؤال الذي مات في الحال
الاكاذيب ليست عملة لها وجهين ( طره وكتبه ) بل وجه واحد قبيح جدا
في مرطبات مشمشة بدأت تقص علي الاكاذيب عن مسابقة للرسم اصغي اليها وضجيج الزبائن مشتبك مع قلقي , كأني اجلس مع شخص لا مرئي مرت امامي لقاءات كثر جمعتنا, لكن أنا مصّر على اجتياز نهر الضباب رغم ان كل ضياء الدنيا لا ينفع اعمى
المتيم الذي امامك ينظر الى دبوس شالك والى شفتيك وهي ترتفع … وثمة مراسيم للتوديع تطوف على اسوار اللقاء
حين خرجنا نظرت للسماء العالية فوق رأسينا شاهدة على اخر لقاء
في الباص الذي أقلني من المنصور الى البيت , يسير ببط وحين وصل الى الرأس الخلفي لتمثال ابا جعفر المنصور رفع سائق صوت المذياع
كفْ لعبة الهجران وارحم دليلي
ما غمض جفني بيوم ولا نمت ليلي
قلبي الذي بدا كمغارة مهجورة
يلعن من ؟
ويسامح من ؟
ويلوم من ؟
اغنية مسامحك .. الحان وغناء القنان عودة فاضل