سقوط حايط العراقيين ابو اِذان…الشيعة اعدل مَنْ استوزر في العراق

سقوط حايط العراقيين ابو اِذان…الشيعة اعدل مَنْ استوزر في العراق

(الحادث العظيم في حياة العراقيين منذ 1500عام الى اليوم هو تحررهم من الخوف من السلطة) الكاتب
اذا كان للصينيين حائطا سورا حماهم واذا كان للالمان حائطا جدارا قسمهم واذا كان للعبرانيين حائطا مبكاهم فان للعراقيين حائطهم الذي يخيفهم الى حد الرعب متهمينه بالتجسس عليهم وانه يملك اذانا صاغية تحصي الانفاس وتلتقط الكلمات وتسجل الخطرات.
هذا الحايط ابو اذان يبدو انه سقط وان الناس هناك لم تعد تخاف شخصا او حزبا او جماعة او حكومة.
الخوف في العراق اصبح خارجيا بعد ان كان داخليا، علنيا كشعور طبيعي وليس سريا كحالة مرضية.
ان هذه هي واحدة من اهم السعادات التي نبتت شجرتها في هذا البلد الذي يرضع سكانه الخوف من السلطة مع حليب الامهات.

في  السنوات العشرة الماضية عاش العراق قصة الادعاء،يمكن تسمية ذلك الجيل بجيل الادعاءات وعلى ثقل الادعاء واستفزازه للوجدان عموما فان اكثر الادعاءات اشمئزازا هي تلك القادمة من بعثيين لتحوير مواقفهم كي تتلائم مع الشرف في قصص مفبركة تشعرك بالغثيان.
عراقيون معارضون او مع النظام على عدد الاصابع نجوا من عار الادعاءات الكاذبة وعليه ازدحمت الاهوار والجبال باصحاب النضال العريق والتاريخ المجيد وكان من المثير الحاجة اللاحقة لجمع كل هذا النضال بجهد اكاديمي فصار البطل في الاهوار طالبا جامعيا في ذات الوقت، يناضل من هنا ويدرس من هناك.
تواجه الانظمة الجديدة مشكلة ( الاستحقاق) اذ يشعر كثير من الناس انهم لم يكرموا بما فيه الكفاية وانهم لم يحترموا وانهم لم يحصلوا على استحقاقهم في الانظمة الجديدة عوضا عن نضالهم القديم وغالبا مايصابون بمرض( الهذيان بالتاريخ ) و ( التهريج النضالي) و ( انعدام الوزن) اما الاكثر شيوعا فهو الانغماس بلعبة ( تعريف النفس عبر الاخرين) كأن يعرف احدهم شخصا يوما ما وصار مسؤولا وكل هذا يقود الى التمرد او ادانة العهد الجديد.
هناك سياق من الحرب النفسية يشن على العراق لتصويره على انه اخطر بلد في العالم.
النظام السياسي الذي يقتل معارضيه.
الاحزاب ذات المليشيات السرية.
كثير من الكتاب ينغمسون بلذة الشعور بالتهديد واحيانا يفبركون قصصا عن ملاحقات وهمية لهم.
يلحظ ان العراق الان الانهو بلد قانون لايعتقل فيه اي شخص دون مذكرة توقيف.
لااعتقد ان هناك سجناء راي في العراق.
لابد من احكام ومواقف.
الشيعة اعقل من استوزر في العراق حتى الان.
لم يخندقوا الخنادق لمن يتظاهر ضدهم.
لم يقتلوا معارضيهم.
لم يشتموا من شتمهم.
لم يضمنوا الدستور او القانون العام فقرات تقضي باعدام من يتعرض لشخصهم.
لم يجبروا شخصا على نوع ملبس.
لم يجبروا شخصا على عقيدة.
لم يرغموا شخصا على اعتناق راي.
لم يضايقوا احدا لكي ينتمي الى حزب او لانه ينتمي لحزب.
لم يقطعوا ارزاق من يعارضهم.
لم يتبنوا سياسة تطييف الدولة ولا تشييع الحكومة.
لم يفرقوا في التنمية بين منطقة واخرى.
لااعرف عن التوظيف ولااملك ارقاما عليه.
الانسان في العراق محترم وكرامته موفورة.
قوات الجيش والشرطة والامن لاتعتدي على اي مواطن.
لاادري ولا املك ارقاما عن طريقة قوات الامن العراقي في اتباع اساليب التحقيق وفيما اذا كان التعذيب كمنهج وليس حوادث فردية موجودا ام لا.
الاقليات الدينية تحظى بحماية الدولة وقد زرت مندي الطائفة المندائية ووجدت قصص اضطهاد الصابئة او تهديد حياتهم لا اساس لها من الصحة وان سبب هجرتهم يعود الى اسباب اقتصادية وليس دينية بعضها مرتبط بسنوات الحصار وتحول المسلمين للعمل بمهنة الصياغة.
لم تصادر الاموال المنقولة وغير المنقولة لمعارض.
لم تسقط الجنسية عن معارض.
قصص الاضطهاد الذي تتعرض له هذه الطائفة او تلك اساطير اعلامية.
وجدت ان السكان التركمان في ناحية تازه وطوز خرماتو وسليمان بك محاصرين ومضطهدين ومظلومين ويعيشون بمحمية عسكرية ويقتلون بدون ذنب ارتكبوه.
حرية الاتصال بالعالم الخارجي كاملة اذ لاتفلتر الدولة شبكة المعلومات العالمية ولاتحظر الدخول الى اي موقع ولاتمنع استخدام اي برنامج للمحادثة او الاتصال كما تفعل السعودية وبقية دول الخليج الفارسي.
حرية التلقي مطلقة ولاتمنع السلطات الوصول الى اي وسيلة اعلامية او تشوش عليها ولابد هنا من اعلان موت التشويش الذي عرفه العراقيون مع الانظمة السابقة.
حرية التنقل داخل البلاد مكفولة وحرية السفر الى خارج البلاد متاحة امام الجميع.
لايوجد تمييز في نقاط التفتيش ولا في المنافذ البرية او الجوية اما البحرية فلم اقف عليها.
حرية التعبير مكفولة وقد سقط الحائط الذي كانت له اذان والذي كان يرعب الناس حينما يحاولون انتقاد السلطة.
* كاتب الماني مولود في العراق.
[email protected]