العلمانيون هكذا يبحثون عن شطط القول وضعيف الحديث حتى تنفتح قريحتهم ليكتبوا عن ما يؤمنوا به من خيالات ، واغلب ان لم يكن كل علمانيي شمال افريقيا ( مصر الجزائر المغرب تونس) يبحثون في كتب البخاري ومسلم لكي يؤكدوا ثقافتهم ويطعنوا بثقافة الاسلام ، اما الكتب الامامية فلا تخلو من الاحاديث الضعيفة ولاننا لا نسلم بصحة كل ما جاء في كتبنا أي ان الروايات خاضعة للتمحيص سندا ومتنا لذا فانهم يتجنبون كتب الامامية .
وهكذا الدكتور المرحوم علي الوردي هنالك ترسبات في عقله يبحث عن ادلة لاثباتها وافضل دكان يجد فيه ضالته هو دكان ابي هريرة فقد انتقى حديثا له ولم ينقله نصا وبتره بقول الوردي ” قال النبي محمد:” الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام” لعله يقصد بهذا القول إن الشرير الظالم العاتي لا ينقلب خيّراً تقياً بمجرد دخوله في الإسلام. فهو قد يبقى ظالماً عتياً ولكنه يطلي ميوله الظالمة بطلاء من الصوم والصلاًة أو من التسبيح والتكبير”
لاحظوا ان الحديث مبتور وجملة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام مشروطة بالعبارة التي بترها الوردي وهي اذا تفقهوا وفي مكان اخر اذا فُقهوا، ونص الحديث “النَّاسُ معَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإِسْلامِ إِذَا فَقهُوا”…لاحظوا الاختلاف في النقل
النقطة الاخرى يقول الوردي لعله أي النبي محمد (ص) يقصد ، أي انه غير متاكد ما المقصود من الحديث ولو لم يبتره لبتر( لعله ) وسكت ولكنه ماذا يفعل لديه اتهامات للمصلين والمسبحين لكي ينتقصهم امام الراي العام ويريد لها دليل .
اما في الكافي للكليني عندما اورد الحديث كتب في الهامش ” روى العامة هذا الخبر عن النبي (صلى الله عليه وآله) هكذا ” الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا تفقهوا ” ويحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد أن الناس مختلفون بحسب استعداداتهم وقابلياتهم وأخلاقهم وقولهم كاختلاف المعادن فان بعضها ذهب وبعضها فضة فمن كان في الجاهلية خيرا حسن الخلق عاقلا فهما ففي الاسلام أيضا يسرع إلى قبول الحق ويتصف بمعالي الأخلاق ويجتنب مساوي الأعمال بعد العلم بها والثاني أن يكون المراد أن الناس مختلفون في شرافة النسب والحسب كاختلاف المعادن فمن كان في الجاهلية من أهل بيت شرف ورفعة فهو في الاسلام أيضا يصير من أهل الشرف بمتابعة الدين وانقياد الحق والاتصاف بمكارم الأخلاق، فشبههم (عليه السلام) عند كونهم في الجاهلية بما يكون في المعدن قبل استخراجه وعند دخولهم في الاسلام بما يظهر من كمال ما يخرج من المعدن ونقصه بعد العمل فيه”.
هذا التفسير يغفل عنه او لا يريد ان يطالعه لانه ينسف ما يريد ان يقوله .
والان دعنا نناقش رايه بمن يضمر السوء ويقيم الصلاة ، فالاسلام عليه بظاهر القول والتصرف واما ما يضمر في قلبه فهذا من شان الله عز وجل ، وبالنسبة لمن يؤدي العبادات وياتي بنقيضها فلو كانت ظاهرة فانه يستحق الجزاء عليها حسب نوعها فالتي فيها تجاوز على حقوق الاخرين فانها تسترد ويعاقب حتى لو قام الليل صلاة والنهار صياما فلا علاقة لها بمن يقترف الذنب لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن لم ينته فان صلاته قد تكون صحيحة ولكنها بالتاكيد غير مقبولة ان ثبت اقترافه الفحشاء.
ولماذا لم يلتفت الوردي الى روايات اهل البيت عليهم السلام التي تؤكد على الخير والايثار والتصرف السليم وان يكونوا زينا لاهل البيت وليس شينا ، ولا يجوز الحكم قبل الجناية والجناية هي ظاهرة وليس ما يضمر في القلب