في خضم الماراثون حامي الوطيس الجاري هذه الأيام , والتسابق بين مختلف الأحزاب والكتل لكسب ود بقية الأعضاء وبعضهم الأخر, والتقلب في الأخبار والتسريبات بنوعيها العفوي والموجه,حول التحالفات والتكتلات ,وانفصالها ,وإعادة اجتماعها, يبقى المواطن مشغولا بحاله, وكيفية تدبير قوته اليومي, وكيف ستنتهي هذه المسرحيات, ليعود لحياته ومسؤولياته,وساقيته التي يدور فيها.
ويحاول معظم المتنافسون أن يسوقوا ممثليهم وإنهم الأقدر والأكفأ في تحقيق أحلام المواطنين ,وأنهم سيفعلون ويفعلون,
ومن الواضح أن أكثر التنافس والمبارزة كانت على منصب المحافظ,فهو الرجل التنفيذي الأول,وهو صاحب الصلاحيات الأوسع,وهو الوجه الأبرز في محافظته, فأصبحت الكتل الصغيرة تبتز الكتل الكبيرة,فهي لا تطمع بهذا المنصب,ولكن صوت ممثليها الاثنين أو حتى الواحد قد تقلب كفة المع أو الضد,وصار المال السياسي القذر سيد الميدان أحيانا,وظهر مزاد للذمم!!
والمواطن البسيط ليس معنيا بكل هذا حقيقة, إلا بقدر الإثارة التي تمثلها المسالة وكثرة اللغط المثار حولها والتهريج الإعلامي واستفادة القنوات أو الصحف منها لزيادة المشاهدين أو المبيعات…وأمل ضئيل في عسى ولعل!!
وخلال هذه البهرجة أو المهرجان ,أو سمها ما شئت,يتم تسويق أفكار بشكل غير مباشر لترسيخها في ذهن المواطن لجعلها مقبولة تدريجيا,لتصبح حقيقة ليست مقبولة فحسب وإنما جيدة,ومن هذه الأفكار قبول أنصاف الحلول,أو لنسمها باسمها الحقيقي,أنصاف الرجال…
من الغريب حقا أن يتم القبول بشخص فاسد ,بحجة انه قد قدم عملا أو منجزا ما ,ولو كان منجزه شكليا أو جزئيا,أو لا فضل ولا دور له فيه…
والأغرب منه القبول بشخص نزيه لم يحقق شيئا,بحجة انه لم يسرق,أو على الأقل لم يتم إثبات شيء عليه,رغم فشله العملي في انجاز شي حقيقي لمحافظته..
هل تعتقدون أن العراق خلا من الرجال الكفوئين الشرفاء!! أم أنكم تحاولون أن تزرعوا هذه الأفكار في أذهاننا لنتقبلكم!! حتى يقال أن الكل سواسية!!وان العراقيين هم هكذا,ليسوا أهلا للحكم,ولا حتى لإدارة أنفسهم!!
لا أظن المواطن سيقبل منكم هذا بعد الآن,هناك ألاف الشرفاء الأكفاء,وفي كل محافظة,ولكنهم إما انزووا لأنهم لم يجدوا الفرصة بسبب تزاحمكم وتدافعكم,أو تم استبعادهم لعدم حاجتكم لمثل تلك النماذج,فإنها تفضحكم….
أحسنوا الاختيار….
فهذه ربما تكون فرصتكم الأخيرة لكسب ثقة المواطن,ونسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة تكفي لذي عقل…
إن كان هناك من يعقل.