تمر الأيام سريعا ..تمضي من أعمارنا وتسرق منا براءة طفولتنا وتقرب من أقدارنا؛ انه رحلة العمر المضنية بمخاطرها الحافلة بذكرياتها المريرة وحروبنا الطويلة منذ ان وعينا على اقدارها وابصرنا ضراوتها واقتحمنا مساراتها واعاصيرها الخطيرة
الحياة العسكرية غالبا ما تكون مليئة بالمفاجئات والاحداث والصور والمدن نتنقل من اماكن الى اخرى بغض النظر عن تظاريس الارض وجغرافيتها فالحياة العسكرية تفرض واقعا متنقلا على العسكر بحكم الظروف والواجبات والأوامر العسكرية والضرورات الوطنية
وها نحن اليوم تطأ اقدامنا ارض مدينة كركوك الحبيبة بكل شموخها وجبالها ونتنقل فوق تضاريسها الجميلة ونشم عبير زهورها والق سماءها وطيبة سكانها بمختلف شرائحها وقومياتها المحافظة على اصالتها وشجاعتها وتراثها العريق الممتد الالاف السنين “فالمدينة تعتبر خامس أكبر مدن العراق وأهم مدنه النفطية وهي تأريخ يمتد الى خمسة آلاف سنة مضت، يقطنها العرب والكرد والتركمان والأقليات المسيحية بكل طوائفها ، هي مدينة التعايش لمليون ونصف عراقي رافدي يخضعون لحكم القانون وسلطة الدستور.رغم كل الظروف السياسية المحيطة بها الا انها مدينة يعم بها الحب والسلام وتعم بالامن والامان والحركة الطبيعية للسكان وتعاونهم التام مع الاجهزة الامنية لاستتباب الامن في عمق مدينتهم التاريخية والقوات الامنية قائمة بواجباتها من اجل حماية المدينة واستقرارها امنيا فالاستقرارعامل مهم على كافة المستويات وخصوصا في انتعاش الاقتصاد وتدفق البضائع الى الاسواق واستقرار امن المدينة ينعكس ايجابيا على المواطن وتمتعه بالامان والحرية وان يمارس حياته اليومية في ظل ازدهار المدينة ؛
فمدينة كركوك قلب شمال العراق النابض بالأقتصاد حيث تضم 40% من النفط و 70% من غازه الطبيعي حيث الشعلة الأزلية وحقول نفط باي حسن وغيرها، تشتهر كركوك بأراضيها الخصبة التي تنتج الحنطة والشعير والقطن والذرة وكذلك الصناعات الشعبية.
كركوك حلقة الوصل بين جنوب العراق وشماله تضم العديد من المعالم التاريخية التي من بينها قبر النبي دانيال (ع) وقبر الإمام زين العابدين بن موسى الكاظم (عليهما السلام) وجامع العريان (1142م) وقلعة كركوك وقلعة جرمو والسور العباسي والكنيسة الحمراء والجسر الحجري وكاتدرائية أم الأحزان (1862م)”
اليوم وأنا أتمتع باجازتي الدورية الى بغداد بعد 18 يوماً مضت في مدينة كركوك لم أكن لأترك خلفي ما يدور في خاطري ووجداني الا ان يكون حاضرا ومشرقا من كلمات عن كركوك دون نشرها متذكراً قول بروفيسور صيني ألتقيت به في عام 2008 في أحدى دول أوربا حينما قال لي ناصحاً بعد أن أخطات معه بالتعبير في مصعد الفندق (( لا تدع دفتر مذكراتك يخلو من معلومات عن أي مدينة تزورها أو تعمل بها فلربما ستحتاجها في موقف لم تكن تحسب له حساب) ها أنا اليوم قد فعلت.