خاص: حاورته- سماح عادل
“أدهم يوسف” مصور صحفي عراقي، من مواليد 1971، دخل عالم التصوير كهواية عام 1989، عمل في عدة صحف منها جريدة “القادسية” منذ عام 1991 ولحد سقوط النظام، عمل في صحيفة (المستقبل- صوت الطلبة- الاتحاد الأسبوعية- صحيفة الدستور الأردنية- صحيفة الزمان الدولية- صحيفة السيادة- المجلة الأسبوعية التي تصدر من بيروت- صحيفة الغد- صحيفة المدى- وكالة اكانيوز). وهو عضو الهيئة الإدارية للجمعية العراقية للتصوير المركز العام، وعضو اتحاد الصحفيين العرب، وعضو نقابة الصحفيين العراقيين، وعضو اتحاد المصورين العرب (محترف تصوير)، مسئول المعارض في اتحاد المصورين العرب فرع العراق. اختير في العديد من لجان التحكيم في المعارض في فن التصوير داخل العراق، وأنجز كتابين لدائرة الفنون التشكيلية باللغة الانكليزية طبعت في أمريكا، الأول عن اللوحات والثاني عن الفنانين.
شارك في جميع المعارض التي إقامتها الجمعية العراقية للتصوير، ونال في أول مشاركة له الجائزة الفضية في محور البيئة عام1995، وكرم من قبل رئيس اتحاد المصورين العرب، فرع العراق، بدرع الإبداع 2013. وحصل على المرتبة الأولى في دورة الاستقصاء الصحفي عام 2009 في عمان، والتي أجرتها السفارة البريطانية في بغداد.
كما شارك في:
– معرض البيئة 2014.
– معرض المفوضية العلياء للانتخابات 2014.
– معرض حقوق الإنسان 2014.
– معرض الإرهاب 2014.
– معرض البند السابع 2014.
– معرض مشاهد من بغداد، ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2014.
– معرض أوجه الحياة المتعددة، والذي أقامه اتحاد المصورين العرب فرع العراق- حزيران 2013 بمناسبة عيد الصحافة
– معرض الشهيد المصور الصحفي “نمير نور الدين حسين” والذي أقيم برعاية اتحاد المصورين العرب فرع العراق 2013.
كما أقام معارض شخصية:
-المعرض الشخصي الأول (إطلالة وتنهدات عراقية) على قاعة المصور العراقي عام 2009.
– أربعة معارض مشتركة والتي إقامتها الجمعية الأكاديمية لفن التصوير في قاعة حوار- ووزارة الثقافة حيث نالت صورته المرتبة الأولى وتم تكريمه (المشهد يعبر عن وحدة العراق).
– المعرض الشخصي الثاني بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة على قاعة فندق المنصور ميليا 2012.
– المعرض الشخصي السابع، الطفولة بمناسبة صدور مجله المزمار لدار ثقافة الأطفال 2014.
إلى الحوار:
(كتابات) متى بدأ شغفك بالتصوير الفوتوغرافي وكيف نميته؟
- كانت أول اهتماماتي في التصوير عندما كنت صغير أرى الصور معلقه على جدران بيتنا ومن ثم أراها في الصحف، جاءت الفكرة عندما ذهبت مع والدي إلى محل التصوير في منطقة الكاظمية وكان اسم الأستوديو يردى، رأيت صور معلقة على جدار المحل تخيلت حينها كيف تخرج تلك المشاهد من تلك الكاميرا.
بدايتي كانت في عام 1991 عندما اقتنيت أول كاميرا لي وهي “كانون اف تي بي” فلم استطاع أخي أن يوصل موهبتي وكان أيضا مصوراً في إحدى المؤسسات الحكومية، كانت أول دخولي إلى عالم الصحافة في عام 1992 في صحيفة “المصور العربي” وكان رئيس تحريرها الدكتور”هاشم حسن” الآن هو عميد كلية الإعلام جامعه بغداد، تلك الصحيفة تخرج مواضيع وصور ضد إخفاق الحكومة من خلال الخدمات المتردية للمواطن.
فكان أول واجب أكلف به هو أن أذهب إلى منطقه الزعفرانية والتي أغرقت بسبب الأمطار وانسداد المجاري فيها، كلفت من قبل رئيس التحرير أن أصور الدمار الذي لحق بالمواطن بالدرجة الأولى ومن ثم إخفاق المؤسسات الحكومية، الغريب في الأمر أنني تخيلت أنني سوف أعطي طابع جميل بمشاهدي؟ فصورت المنطقة وهي تزهو بجمالها منظار جميلة أخفيت الواقع الذي كلفت به، وعندما طبعت الصور اندهش رئيس التحرير في وقتها وقال: إنك غيرت معالم الواقع الحقيقي الذي تشهده تلك المدينة بصور جميلة وهي مخالفة عن واقعها الحالي!! ومن هنا أيقنت أنه لابد من إظهار الواقع كما هو، فرجعت مرة أخرى وصورت المكان كما كان.
(كتابات) ما إحساسك بالجوائز التي حصلت عليها؟
- الجوائز هي تقدير بما أنتجه من مشاهد صحفية وفنية واقعية، لذلك لا اهتم بقدر اهتمامي بما أود من طرحه من مواضيع ربما كانت خافية عن الإعلام أو عن مضمون فنون التصوير للذين لا يفقهون محاور التصوير الصحفي والفني.
(كتابات) حصلت على المرتبة الأولى في دورة الاستقصاء الصحفي عام 2009 في عمان والتي أجرتها السفارة البريطانية في بغداد.. حدثنا عن ذلك؟
- في عام 2009 عندما كنت أعمل في مجلة الأسبوعية التي كانت يرأسها “برهم صالح” رئيس الجمهورية الآن، وكان مدير التحرير “محمد الشبوط”، أوفدت إلى عمان من قبل المؤسسة للمشاركة في دورة الاستقصاء الصحفي في عمان، وكان محاضر الدورة “روبن” المحترف في التصوير الذي درب العديد من المصورين من الوكالات الإخبارية.
تطرق في أول يوم للدورة عن قصه ملكة جمال فوق الستين سنه أظهر من خلال الدادشوب صور تحكي عن المصور الذي التقط تلك القصة، طبعا القصة الخبرية لا تتجاوز ال 7 مشاهد اقصد 7 صور ، وإذا كان الموضوع يتحمل أكثر من ذلك فلا ضير أن تكون أكثر من 7، على العموم أظهر 5 صور لملكه الجمال، فقال لنا هل هنالك تعليق منكم، طبعاً الجميع لم يلعق على الصور، رفعت يدي وقلت: أستاذ هنالك نقص في القصة فقال: كيف؟ قلت له: أين لحظه التتويج للملكة أنت لم تظهر لنا المشهد الأخير للفائزة، فقال لي روبن: منذ متى وأنت تصور، فقلت له: منذ عام 1991 وأردفت بقولي: أنا صورت قصص عن بغداد وعن جسورها وعن محلاتها وعن مهنها، فرد عليا وقال: إذن لماذا أتيت، قلت: لكي أتعرف ما هو جديدكم.
طبعاً نجحت في تصوير قصص هو أرادها في عمان، في مستشفى العيون 5 صور، في مطعم السمك 5 صور، في معمل نجارة، في مركز خياطه شاهيناز ومعها عارضه الأزياء، وأخيرا تصوير بيضه؟؟ كيف تصور بيضه فاسه وتخرجها للقارئ أنها مظرة، والحمد لله نجحت في جميع القصص المصورة ونلت المرتبة الأولى.
(كتابات) اشتركت في معرض عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.. ما نوعية المشاهد التي التقطتها وهل هناك عنف ضد المرأة في العراق؟
- نوعية المشاهد التي كانت حول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة كانت فعالية كبيرة في فندق المنصور، حيث تحدثت مشاهدي عن العنف الذي حل بالمرأة العراقية من خلال العمل الشاق الذي لا يتناسب مع جنس النساء, وأيضا هنالك أعمال كبيرة قامت المرأة العراقية بلحمة أطياف الشعب العراقي، عندما نرى امرأة مسلمة تصلي في كنيسة الأرمن في الكراده، هنا أعطت المرأة العراقية شخصيتها في بناء الدولة والمجتمع.
أما بخصوص الشطر الثاني من السؤال نعم يوجد تعنيف كبير للمرأة في العراق في ظل انعدام القانون الصارم.
(كتابات) ما هي الموضوعات التي تحب رصدها في صورك ولماذا؟
- أنا كمصور صحفي تجذبني جميع المشاهد غير المألوفة لدى عامة الناس، على سبيل المثال حياة الناس الطبيعية وإفرازاتها لدى عدستي التي تختصر في تكوين مشهد رائع ينال الإعجاب، من خلال تكوين المشهد الفوتوغرافي وجمالية الموضوع. وأيضا أحب تصوير الغروب والأزقة البغدادية القديمة وإظهار الجمال فيها من خلال الظل والضوء. ولا ننسى المشهد المتحرك كوني مصور صحفي إذ لابد الترقب لما سوف ينتج من خلال حركة جميلة تمضي بثواني فلا تتكرر.
(كتابات) هل هناك رواج لمعارض الصور الفوتوغرافية وما السبب؟
- المعارض التي يعلن عنها بجميع المنتديات والمؤسسات المهتمة بفن التصوير الغرض منها هو إظهار قدرات المصورين الشباب، في السنوات الماضية كانت تلك المؤسسات تدعم من قبل جهات غير مرتبطة بالدولة، أحدثت طفرة نوعية في اهتمام المصورين الشباب بالاشتراك بجميع المعارض، ولكن أدت بنتيجة عكسية حيث تشتت تلك المؤسسات والمنظمات والمنتديات وتشظت إلى عدة كروبات وغاب عنها الدعم، وكما هو معروف أن الدولة لم تدعم المصور سواء كان في الجمعية العراقية للتصوير المركز العام أم اتحاد المصورين العرب فرع العراق. ولا أنكر أن هنالك فنانون كبار منهم من أثبت حضوره على الساحة الفنية داخل وخارج العراق.
(كتابات) التصوير في عالم الصحافة هل يختلف عن التصوير بشكل حر وأيهما تفضل؟
- التصوير الصحفي له نكهة خاصة لدي كمصور صحفي، والسبب أن المصور عليه أن يكون كاتب سيناريو ومخرج ومدير إضاءة في نفس الوقت، ويمتلك حس فني وترقب للحدث لأن المشهد الصحفي يمر بثوان، لذلك علينا أن ننجح في التقاط صور تحكي عن قضية أو حدث آني.
أنا أحب التصوير الصحفي لسبب واحد هي إظهار القدرات أمام الجميع على عكس تصوير المحاور الأخرى والتي يكون المشهد مدروس قبل التقاطه، وهنا يمكن التمييز بين التصوير الصحفي والتصوير الحر.
(كتابات) تم اختيارك في العديد من لجان التحكيم في المعارض التي تقيمها الجمعيات والمؤسسات التي تهتم في فن التصوير داخل العراق.. هل تجربة التحكيم مفيدة بالنسبة لك؟
- اختياري في لجان التحكيم جاء على أساس الخبرة في التصوير الفوتوغرافي. تجربة التحكيم هي لمعرفة مستويات المصورين الشباب وأيضا إعطاءهم قراءة واضحة عند عرض الصورة أمام لجنة التحكيم، بمعنى أن يكون هنالك قضية وتكوين وتثليث وأبعاد ناجحة في الصورة، أغلب المصورين يجهلون تلك النقاط المهمة في المشهد الفوتوغرافي، بمعنى أنني أعطي قراءة ناجحة للمشهد لكي يستثمرها المصورين الشباب.
(كتابات) أنجزت كتابين لدائرة الفنون التشكيلية باللغة الانكليزية طبعت في أمريكا، الأول عن اللوحات والثاني عن الفنانين.. احكي لنا عن التجربة؟
- خلال أكثر من سنة عملت في تصوير الأعمال النحتية واللوحات التشكيلية لكي أخرج بأجمل المشاهد عن ذلك الفن الراقي العراقي، لكي يرى النور من خلال كتابين طبعا خارج العراق. أما تجربتي بهما فكانت عصيبة ومتعبة جدا، فكل لوحة أو تمثال نحتي عليا أن أظهر جميع معالمه الدقيقة لكي أخرج بنتيجة رائعة، حتى الناشر “ياسين الجبوري” قد انبهر بعملي وقال إنك مصور أكبر من عمرك، وكانت معي زميلتي “ليلى مراد” لحظة بلحظة. الحمد لله أنني نجحت بعد معاناة طويلة.
(كتابات) هل واجهتك صعوبات كمصور وما هو جديدك؟
- الصعوبات موجودة أمام جميع المصورين خصوصاً في العراق، لما يمر به من حالة عدم استقرار. عندما يطلب مني أن أصور انفجار أو تظاهرة اصطدم برجال الأمن رغم إظهار هويتي التعريفية، و كنت أسمع منهم كلمة واحدة (ممنوع التصوير)، ولكنني متمرس على تلك الحالات، أدخل بطريقة لا يعرفها رجال الأمن ومن ثم التقط الصور وأخرج. وحتى الصعوبات أراها بين الناس عندما أود تصوير زقاق قديم أو بيت أثري أسمع كلام: لماذا تصور؟ هل تريد تفجير أو تهجير هذا البيت؟ على الرغم أنني أظهر هويتي لهم وأقول هذا تراثنا لا بد أن يراه العالم .
آخر شي أقوله في عام 2005 سجنت يوم في مركز الأعظمية عندما كنت أعمل في صحيفة “الزمان” بسبب أنني كنت في المكان الخطأ عند تصويري نهر دجلة من تحت جسر الأعظمية، واشتبكت مع رجال الشرطة في وقتها ولكن لم يجد نفعاً وبعد فحص هويتي وكامرتي قال أحد رجال الشرطة: لابد من حجزه وعرضه على القاضي إنه في مكان يسمى (ثكنة عسكرية)، بقيت في السجن ليوم وتم إطلاق سراحي بعد تعهدي بعدم التصوير هناك.