منذ أن أعلن العراق أمس الثلاثاء من حزيران 2013 “بضرب إسرائيل” لربّما بياناً في ذكرى النكسة 5 حزيران 1967 فيما لو حاولت طائراتها الحربيّة عبور المجال الجوّي العراقي “لضرب إيران” .. ولحد هذه اللحظة تأخذني دوّامات من التأمّل والتفكير تارة ومن الحسابات والتحسّبات “جيبه أوّودّي” تارة أخرى أوّل استفسار قفز أمام ذهني فور الإعلان عن تصدّي العراق “لإسرائيل” كان عبارة عن هتاف داخل كياني كلّه تفجّر دفعةً واحدة بظنون تغلب عليها الغير واقعيّة أحياناً كثيرة اهتاجت فيَّ وجنحت إلى “أسرار” قلت في نفسي أنّها لربّما لم تكشف بعد من قبل جهات عراقيّة ضالعة في الحكومة الحاليّة عن وجود سلاح “نوعي” حصل عليه صدّام حسين قبل الغزو الأميركي للعراق اخترق لأجل امتلاكه حصون الحصار الفولاذيّة المضروبة حول العراق ثمّ تركها “أمانة” حين ادرك أنّ الجيش العراقي مقبل على مواجهة مع أميركا من نوع حروب عصابات طويلة لا تحتاج مثل هذا النوع المتطوّر “والضخم” من الأسلحة الّتي لا يستوعب مساحته هذا النوع من القتال لهذا النوع من السلاح فأودعه بأيدي أحد قادة “المعارضة” العراقيّة الأمينة , هو لابدّ وموجود بين طاقم زفّة الحكم الحاليّة هو من وقف وراء إصدار التهديد ضدّ “إسرائيل” فيما لو اخترقت الحدود العراقيّة لضرب إيران !! أتمنّى أن لا أكون “طوّفت” بالظنون ! .. وأوّل ما في مضمون هذا التحذير الّذي أصدره العراق عن طريق الناطق الحكومي العراقي السيّد السستـ قصدي الشهرستاني يقول دون أن يأخذ مصدر البيان هذا الاحتمال بالحسبان : “إذا ما اخترقت الطائرات الاسرائيليّة أجواء العراق للتسلية والتمارين دون ضرب إيران فإنّ ذلك يجوز” ! على اعتبار أنّ الكيان الصهيوني أصبح بعد غزو العراق من أهل البيت العراقي بينه وبين “المعارضة” زاد وملح وتآلف ووئام ضدّ صدّام حسين ومن بركات ذلك فتح الفضاء العراقي وسمائه لتحليق الطائرات العسكريّة في أجواء وسماء العراق ولا مانع من إجراء المناورات العسكريّة المشتركة معها وغيره من نشاطات التطبيع كأنت أولى بواكير ذلك التطبيع الشامل بعد أن تحوّل العراق إلى بلد مسالم لا جيش لديه يحمي حدوده فقط جيش لحماية الحدود “الداخليّة” للعراق ! أي تهيئة الجيش العراقي المتشكّل حديثاً بعد حلّ الجيش العراقي الأصلي حماية حدود “الأقاليم” وفظّ النزاعات الداخليّة والمداهمات إن تطلّب الأمر فقط لا غير ! .. لذا فإن أوّل بواكير التطبيع هو جعل يوم السبت من كلّ اسبوع عطلة رسميّة تلي عطلة الجمعة ! .. لكن ! .. الخوف من ضربات المقاومة العراقيّة “وتفجيرها بصاروخ ضخم بعيد المدى في عام الغزو الأوّل لفندق “القناة” ومقتل الكثير من الحاخامات بداخله” سحب البساط من مشروع التطبيع ذاك والكثير من المشاريع المشتركة بين حماة الديار العراقيّة الجدد وبين الكيان الصهيوني .. لذلك أنا مندهش وغيري بالتأكيد كذلك من هذا التحذير الصادر من حفنة “سياسيّة” عرفوا بأنّهم طلبة نجباء أوفياء لأسيادهم ومخلصون فكيف يصدر منهم هذا الإنذار أو التهديد الخطير ! .. فحتّى لو خمّنّا أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة قد وجدت في إبقاء شكلاً للعداء بين العراق وبين “إسرائيل” لحسابات وجدتها ضروريّة في توزيع أدوار المشاحنات السياسيّة بوجود عدّة اطراف لخلق مناخ من التجاذبات في المنطقة تصبّ في صالح السياسة الأميركيّة .. لكنّ العلاقات الجيّدة الّتي بنيت بين الساسة اليهود المتصهينون وبين ما عرفوا اليوم في العراق بالأطراف الحكوميّة طيلة عقدين ونيف من السنين .. أيّام النضال يعني .. يقف حائلاً دون هذه الجرأة في الموقف في التحذير لإسرائيل ..
إحدى “فذلكات” تحسّباتي الضائعة بين الفرح الجامح بهذا “التهديد” وبين الإحباط الّذي أصابني في نفس الوقت للّذي وصل إليه حال العراق أن أصبح شيء أشبه بالمعجزات النبويّة من طراز إحياء الموتى أن يعود العراق لتهديد أمن الكيان الصهيوني ! .. كلاهما يتجاذبني ويقلق عليّ أحوالي وينغّص استقراري العاطفي للوطن .. “منّك لله مثلما يقول المصريّون يللي أصدرت هذا التهديد وأقلقت بالي” إي مو جنت مرتاح وامدّد رجلي عالقنفة وما أفكّر غير بالعمليّة السياسيّة ومناطحاتها الجاريّة بين أبطالها هرقل وطرزان وماجستي وأورسوس وفلاش كوردن وعمليّات المباوس والمحاضن الجارية احتفالاتها بينهم بمناسبة ركضة طويـ قصدي “مشية” أبو الجوادين ..
لست ضدّ اليهود إطلاقاً .. بل هم عندي لا يختلفون نهائيّاً عن أيّ من المنتمون لما تسمّى بطلاناً “بالديانات السماويّة الثلاث” .. وسبب بطلانها أنّها تتعارض وكلمة الله الواحدة بدينه الواحد الّذي لا يفترض أن يتجزّأ .. يعني بصريح العبارة لم يكن الله ليرسل ديناً ثمّ يبدلّه بدين آخر بعد فشل الدين الأوّل ليلحقه بدين ثالث بعد فشل الدين الثاني ! .. شنو هيّه لعب جهال وتسلية أم هو نصّ ثابت كثبات كلام الله في الخلق وفي الجعل وفي حدود الكذب كذباً والصدق صدقاً والنفاق نفاقاً والغيبة غيبة والنميمة هي النميمة والخوف هو الخوف والسرقة هي السرقة والحق هو الحق باقية لا تتغيّر هذه الحدود وغيرها من حدود إطلاقاً لا زمانيّاً ولا مكانيّاً ولا في اليوم الآخر .. والدين يفترض به هو هكذا يذكّر الناس باحترام تلك الحدود الثابتة والرسول أو النبيّ واجبه ذلك التذكير فقط لا غير وتطبيق ذلك على سلوكيّاته امام الناس وفي خلواته لا أن يبدّل بين واجباتها هذه بتلك وتلك بهذه وهكذا لتكون ديانات ثلاث أو مئة ! .. وتوجد نصوص صريحة في القرآن تسمّي اليهوديّة والمسيحيّة بـ”الإسلام” وأتباعها بالمسلمون ! مع أنّهم يهود ونصارى لأنّ “الله” تجاوز التسميات الظرفيّة أو البيئيّة .. هو هكذا الدين واحد .. وعليه نرى انزواء الدين باتّجاه الانكسار بسبب البدع والتحايل على النصوص من خلال “منفذ” التفسير ! بعد وفاة كلّ رسول أو نبي .. لذلك فعندي أنّ السلوك العام لأصحاب الرسل الثلاث ــ موسى وعيسى ومحمّد ـ أو أتباع الرسل الثلاث على وجه الدقّة أو غيرهم من ديانات هو سلوك واحد وإن اختلفت الشكليّات في ممارسة الطقوس يعرف كلٌ منهم بالفطرة تلك الحدود يشاركهم فيها سلوك بعض الحيوانات في بعض الحدود كالسرقة مثلاً .. وعليه .. فمن حقّ اليهودي العيش ببلد آمن إن كان يريد الأمان لا أن يسيّس بيت الأمان فيختلق مسمّى “إسرائيل” كبداية فتنة صراع ديني غربيّة المنشأ لزرع الطائفيّة الدينيّة في البلاد العربيّة والمنطقة .. لذلك فأنّنا نرى “القرضاوي” على سبيل المثال وعلى ما أتذكّر , في العام 1997 أو 98 ببرنامجه “الشريعة والحياة” و”الجزيرة” لا تزال طفلاً وليداً قطريّاً يحبو وفي فمه مصّاصة لهو مرتدياً حفّاظة تتموّج مع تموّج مؤخّرته وهو يزحف لم يكن أحد يعرف بعد ما شكله وما أهدافه ؛ انزلق القرضاوي هذا المنزلق الطائفي الديني , قائلاً : “الدولة الدينيّة يجب أن تتصدّىً لها دولة دينيّة مقابلة لها , ويقصد إسرائيل , فالحديد لا يفلّه إلاّ الحديد والدولة العلمانيّة لا تصلح للمواجهات العسكريّة لطبيعتها المدنيّة الخالية من العقيدة القتاليّة ! فالعرب هزموا إسرائيل في حرب تشرين ــ 1973 ــ لأنّ شعارهم كان ألله اكبر “ويقصد السادات الاخواني” بعد أن انتكسوا في حزيران 1967 لأنّ شعار الجيش المصري كان برّ جوّ بحر ! .. ونسي القرضاوي نصّ قرآني عنوانه “إقرأ” مأمور هو بقراءته والعمل به بسبب الجهل في قراءته للواقع لو “قرأ” قليلاً حركات التحرّر العالميّة الحديثة بعضها أو جميعها سيكتشف أنّ مقاتلوها لم يردّدوا يوماً ألله اكبر لا في فيتنام ولا في غيرها ومع ذلك انتصروا .. لذلك لم يردّد السيّد الشهرستاني بتهديده إسرائيل بمقدّمة تحذيره بـ ألله اكبر ! .. يلله .. لعلّ تحرير فلسطين سيكون على يديه وأيدي أقرانه أبطال العمليّة السياسيّة أورسوس وماجستي وغيرهما .. لكن فقط يجب عليه أن يخبرنا قبل التهديد والوعيد وقبل أيّ عمل بطولي مقدمون عليه ؛ عن من صنع لهم السيّارات الفخمة البرلمانيّة المصفّحة ! ..