لاعلاقة لهذا العنوان بكتاب (لاتحزن) للشيخ المتحول عائض القرني.
لاتفرح رسالة الى كل إنسان مخدوع جاءته الدنيا بمنصب، أو مال، أو قوة يرهب بها من هو أضعف منه. الى كل سياسي وحزبي ونائب ووزير وصاحب تجارة ونفوذ ومنصب رفيع يدر عليه مالا، أو يمنحه السطوة، الى كل رجل دين زعيما، أو متسيدا، أو روحيا، وله نفوذ وقرار على جماعات من الناس.
لاتفرح ايها المخدوع فمنصبك السياسي والوظيفي والتجاري والديني والمجتمعي طوق من نار حول عنقك يوم الدين، ولاتتوهم إنك تفلت بكلمة، أو هوسة، أو إطراء، أو مجاملة، أو بأتباع ومحبين ومنتفعين ونفعيين، مثلك مثل كل دكتاتور عاش لسنوات ومضى.
وإذا كان الدكتاتور هو الحاكم الأوحد وتحت جزمته تخنع الرؤوس والنفوس، والفلوس، وعلى ماشاء منها يدوس، فإنه لابد يوما مثل أي قطعة حلوى (مهروس مهروس) لتلاحقه اللعنات، وقبيح الأوصاف والكلمات، وإذا كان هناك دكتاتور أكبر فهناك دكتاتور أصغر في كل محفل، وقد جاءت الدنيا متزينة لكم فخدعتكم وغرتكم، وصار الدين لعق على أفواهكم، فهو دين وطقوس وممارسات كلها زيف طالما خلت من الأخلاق، وقد قال النبي العظيم: الدين الخلق. وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ووصفه ربه بقوله: وإنك لعلى خلق عظيم.
لكنكم على غير هدى تسيرون، تبحثون عن المناصب والسيارات والأرصدة المالية والسفر والبيوت الفارهة والجنس والجاه الزائل، وقد وصفكم الرب في قوله: إن الإنسان ليطغى إن رآه إستغنى.
مافائدة المناصب والمكاسب عند خراب الأوطان ومعصية الرحمن، ويكفي إن الإنتماء لحزب ديني هو بذاته عصيان فالرب لايتمثل بحزب ولابحركة ولابزعيم هو يتمثل بعباده وعلمائه الصالحين الذين ينورون المجتمع ويعلمونه ويرشدونه، لا الذين يحزبونه ويحركونه، ويبعثون به الى التكفير والتطرف والتعصب والنظر الى المخالف كعدو لابد من دماره.
فأنتم الى زوال، ودوام الحال من المحال.