20 ديسمبر، 2024 9:04 ص

صحوة وطنيّة ما ستجمع العراقيين ولن تثير مصفّحات البرلمانيين لعاب الشعب

صحوة وطنيّة ما ستجمع العراقيين ولن تثير مصفّحات البرلمانيين لعاب الشعب

أموال العراق تهدر هدراً يوميّاً وبكلّ لحظة والشعب يتضوّر تخلّفاً وجوعاً وضياعاً وقتلاً وتهجيراً ؛ وتبذّر على نزوات سياسيّي الصدفة وعلى “تدريعهم” وتهدر على مشاريعهم يتبجّحون بفسادها , يوميّاً أمام كافّة وسائل الإعلام على أنّها  مشاريع فاشلة وفاسدة هي الأفسد على مستوى التصنيف العالمي .. ساسة صدفة لا أكثر قذف بهم المستعمر علينا بكلّ وقاحة كما يقذف ورقة الكلينكس بعد استخدامها بالمــ .. بالمزابل .. ونعوذ بالله أنّ يكون شعبنا مـ.. أو كومة مزابل .. فشعب العراق كما عهده الله وكما عهدته شعوب الأرض شعب يرفض أيّ نوع من الإهانة مهما صغرت لأنّه شعب الحضارات شعب علمّ العالم في العصر الحديث بعد قبائل “الزولو” كيف يحرّر نفسه من أكوام الكلينكس والنشّافات القذرة الّتي رماها المحتلّ بين أحضانه وكيف يتخلّص من راميها أوّلاً وكيف يتخلّص منهم ثانيةً ..

الّذي يبعث على الحنق الشديد حقّاً ويوجع القلب وبمرارة أن هؤلاء الّذين تربّعوا على كراسيّ الحكم في العراق بالصدفة لا يخجلون من أنّ جهد “الآخر” هو من نصّبهم في الحكم ! .. لا يخجلون أمام الشعب من ذلك إطلاقاً وكأنّ شيئاً لم يكن .. ولا يخجلون من “الجنص” الّذي قذف بهم لسدّة الحكم لا تظهر على وجوههم أيّ معلم له ولا يتحرّجون منه أو تهتزّ له قسمات وجوههم المتشحّمة هذه .. غريبة والله ! .. لو كانت الصدفة واتتهم برقم بطاقة حظّ يانصيب مليونيّة مثلاً لهان الأمر علينا بل ولكان من الأمور العاديّة جدّاً بل والمفرحة في عيون الجماهير يغبطونهم عليها لو فازوا بجائزة من الجوائز المعتادة تلك على سبيل امثال لا بل سيغمزهم الحاسدون ويلمزونهم وسيكونون موضع إعجاب “لانتقائهم” من بين الملايين المشتركين بسحبة اليانصيب ..

كنّا نسمع من قبل أو نقرأبهذا النمط من السلوك ولكنّنا لم نر أصحابه .. وما وكّح عيون هؤلاء إلاّ الانفلات الأميركي باستفراده بالصدفة بمقدّرات شعوب العالم بعد سقوط الاتّحاد السوفييتي “والحمد لله يبدو أخيراً أو كما يبدو أنّه سقوط مؤقّت” .. ليس وحدهم بالطبع هذا النوع من “السياسيين” , ولنؤجّل الآن وصمهم بـ “الخيانة” العظمى لتآمرهم مع العدوّ على بلدهم وسنصبر حتّى حين .. ولحين ما يفرجها الله .. فقد انكشفت الأقنعة عن ملوك وامراء وأحزاب وأحزاب “متأسلمة” ومدّعوا تقوى وتديّن  بطول الوطن وعرضه كانت قبل الآن تتلوّى بالوعود الورديّة وتعصر نفسها بالحديث الشجن عنه وبكمّ من الضيم والإجحاف يحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم  “لإسعاد الشعوب”  ويتضوّرون حسرات أمام الكاميرات لتحقيق تلك الأماني الغاليات ! ومن فوق منصّات الخطابة ومن على أعلى أسطح صفحات الصحف والمجلّات بأنواعها ..

هذا الانفراد الشاذ بمقدّرات العالم الّذي لا تستحقّه أميركا ولا يستحقّه الغرب لطبيعتيهما الاستعماريّتين المستغلّتين والطفيليّين , ومثل هذه الأنماط السلوكيّة ولو كانت بأحجام دول وإمبراطوريّات لا تستحقّ هذه “الجائزة” أن تمنحهم إيّاها الأقدار لأنّ الأقدار كما عهدناها تمنح مثل تلك الجوائز لقائد “فكرة” جماهيريّة لا نفع شخصي فيها أو يمنحها القدر كما عوّدنا لقادة الفكر الانساني بجميع ألوانهم وبجميع أهدافهم فالأقدار عوّدتنا على مرّ الزمن ومنذ أن وضع أوّل عنصر بشري قدميه على أرض الحياة ومنذ أن اعتلت قدمه أولى درجات سلّم الوعي الإنساني أنّ المخلص لإنسانيّته هو فقط من يستحقّ ائتمانه على مصائر الناس لامتلاكهم معياراً أخلاقيّاً ووزناً تستقيم له الحياة على قافية يمتلكها بالفطرة على خطى نبلاء وفرسان غيورون يستنكفون الغدر ويقيّمونه على أنّه تشوّهات اخلاقيّة تعافها حتّى أقذر الحيوانات والحشرات وأحطّها سلوكيّات ..

سيزول هذا الانفراد الشاذ بالعالم وستزول معه حشراته مصّاصة الفضلات.. وقريباً .. لكنّ فضيحة هؤلاء الأحطّ كثيراً من الحشرات , والوقحون لن تزول وستبقى وجوههم عالقة ومكشوفة داخل إطار لوحة القدر الأبديّة عرضة لنظرات العابرون من نفق الزمن يبصقون عليها وستبقى تلك الوجوه معلم للانتكاس أمام الناس تحذّرهم من الّذين تلبّسهم الغدر وهم لا يشخّصون أنفسهم بهذا الداء إلاّ عند حلول الصدفة عليهم عندها سيعلم من وقع تحت إمرتهم نوع هذا المعدن الّذي لا يعرف للفروسيّة مكاناً في حياته ولا للنبل فيها وجود ولا للشهامة في اقتسام “الغنيمة” مع الشعب معلم من سلوك.. حتّى ولو بشيء من فتات ..

من “تبريد” إلى “تبريد” .. ومن “فخفخة” مكان إلى فخفخة مكان مشابه .. ومن وسائل رفاه وراحة إلى نفس مكوّنات هذا المجال يضعون أقدامهم عليه .. ومن انضواء عن الظهور مقدّر ومحسوب يثير فضول الآخرين إلى ومضات أنوار الكاميرات ومطاردات الصحفيين لهم ! .. هم هكذا هذا النمط من الّذين تحرّك تصرّفاتهم أيادي نصّبتهم جاثمة على صدور الشعوب تقتادهم حيث تشاء من خارج الحدود .. وللشعب القتل الجماعي والمفخّخات ..

من “مصفّحات” ولا في الأحلام , ولا هيلاسي لاسي ولا “أوناسيس” .. إلى ترسانة , عبر السجّاد الشاهنشاهيّ الأحمر ؛ من أنواع الحمايات وبمختلف درجات أطيافها اللونيّة الصفراء والخضراء والحمراء وبأنواع الموانع الالكترونيّة الخصوصيّة وكاشفات الفخاخ المتطوّرة الخاصّة جدّاً .. ولا يهمّ .. فـ ( حماية الشعب وحماية دمائه تخضع لـ”الكوترة” ولـ المقاولات ) ! ..

من هو ذا ( ابن الحلال ) الّذي سيستغلّ الانهيار ,الأميركي القذر , فيصول صولة ما بعدها فـ”يبلش” أوّل ما يبلش باستعادة أمّ قصر ويضع الكويت على حافّة الاسترجاع وينسف بالصواريخ أساسات ميناء “مبارك” ويستعيد “الفكّة” و “يهدّ” السدود على إيران بالمثل , ويغلق المنافذ الحدوديّة أمام هؤلاء صدف الزمان يصطادهم كالحشرات ..

اعملها يا ابن الحلال يامن إن كان بين يديك قوّة تثق بها تجدها قابلة للنموّ سريعاً .. فبالتأكيد سيخرج الشعب عن بكرة أبيه كلّه معك وسيتدفّقون خلفك كالأمواج  وسينتشرون من حولك مساندين بلمح البصر بل وأسرع ( لامتلاكهم علم من الكتاب بهؤلاء) , ألا يكفي قراءتهم لهؤلاء عشر سنين عجاف ! .. سينتشرون أسرع من الضوء بين الأزقّة وعند تقاطعات الطرق والشوارع رهن إشارتك وسينتشرون في الساحات .. كلّ الشعب من أقصى العراق إلى أقصاه ومعهم الأكراد سيطاردون المتشبّثون بالكرسي بعد أنّ ظنّوه ملكا عضوضاً لهم ولأحفادهم  لا يتنحّون عنه كما أعتى الدكتاتوريّات في التاريخ وإلى يوم يبعثون ..

كفى مشاهد “مباوس” وتحاضن تتفرّج عليها يا شعب يا مستكين وتراها عينيك الذابلتين البائستين تجي مشاهدها أمام أنظارك بين حفنة من اللصوص الفائزون بنذالة الصدفة .. يا شعب .. كفى .. كفى يضحكون عليك بما يتمتّعون به هم ولك المشاهدة فقط .. يتمتّعون بأموالكم بما لذّ وطاب منها وأنت تتفرّج مستطيب “مسترطب” على تلذّذهم هم وكأنّك تأكل وتتلذّذ معهم ومستطاب مسمعك لما يقصّونه عليك على ما يسردوه لك عبر وسائلهم بما تمتّعوا هم به يحكوها لك عن مشاهد حالمة من الترف والبذخ  لا يراها إلاّ هذا النوع من الساسة المنصّبون بأيادٍ كانت حتّى الأمس القريب “خفيّة” تقبع تلك الباحات من مهرجانات التلذّذ خلف كواليس الحكم وخلف المنصب لم تكن لتتكشّف أمامهم ليروها هؤلاء القوم من قبل ويمرحون بها وينفقون الغالي والنفيس على أسرارها الثمينة لولا أموالك يا أيّها الشعب المستكين ولولا عدم اكتراثك الّذي عوّدتهم عليه ..

ها أنتم ترون يا عراقيين بأمّ أعينكم جزء بسيط .. “مصفّحة” ,  اشتروها من المال العام لم يكن ليحصلوا عليها لولا الاحتلال لم يكن ليروا شكلها لولا المستعمر الغازي لم يكن ليسمعوا بها لولا “أبو ناجي” لم يكن ليظهروا بها أمام أعينكم علانيةً وبكلّ وقاحة لولا سكوتكم لم يكن ليركبوها لو كنتم قد انتخبتموهم فعلاً لا تزويراً لم يكن ليتباهوا بها يبطّون بها أعينكم لو كانوا مستأمنيكم وأنتم مأمّنين عليهم لم يكن ليترفّهوا بها لو كانوا يخافوكم أو يعيروكم بالاً ..

تراهم يتفخفخون بها أمامك يا شعب يا من استرطبت مسامعك مغامرات ابن أو بنت السلطان استمرأت مغامراتهما العاطفيّة بأموالك ؛ بأنواع الحصون المتحرّكة بأسرع من الصوت وبأبها وبأفخم ما تنتجه أشهر مصانع التصنيع تسخّر لخدمات مغامراتهم ولانتشاء ملذّاتهم وما يشتهون بينما الشعب تتقاذفه المفخّخات والأسعار الّلاهبة للقمة العيش الأغلى في العالم بعد أن كانت الأقلّ في العالم قبل مجيئ هؤلاء الوحوش .. رغم الحصار ..

لا يستحون .. جاءت بهم الصدفة ولا يخجلون من التحدّث بها بكيف هبطت على رؤوسهم وهم نيام وبكيف استقبلوها وهم على تلك الشاكلة دون خجل يتحدّثون بها كما جيفارا أو كما “ماو” أو كما “الحسين”  !!! .. يبطّون بما “فازوا” عيون الشعب على أنّهم “سياسيّون” يقف أحدهم امام المذياع يتبجّح يسرد ما يريد وما يهوى أو من تجده “يخطب” كأنّه سياسيّ بارع “يصالح” ! أو من ينطلق بلسانه بدون عدّاد يرنّح يديه صوب كلّ الاتّجاهات ويعلي من صوته ويتشنجّ !! نعم أصبح يتعصّب ويتشنّج بعد أن كان من صفاته الخنوس ! .. بكلّ وقاحة ولا يخجل أيّ واحد من هؤلاء الحفية المشرّدون حتّى الأمس القريب أن يتعصّب ويتشنّج وكأنّ ما حصل عليه هو استرداد لأحد أملاك أبيه ! مع أنّ الأقدار هي من  قذفت به أمام الناس مثل عامل خدمي يشتغل في مسرح وبينما هو يقوم بواجبه الّذي اعتاد عليه طيلة حياته وكم تمنّى أن يتخطّى ذلك نحو الأحسن قبل أن يموت وبعد أن حفظ عن ظهر قلب كلّ ما يدور في محيط عمله بحكم مهنته الخدميّة في تنظيف المسرح وحواليه وكراسي الجمهور وإذا بـ “قشرة موز” تقذف به إلى وسط خشبة المسرح مع الممثّلون وإذا به يحتال على الحرج الشديد والمفاجئ الّذي انتابه والّذي انتاب الجميع ممثّلون وجمهور فظنّ أنّه دور “البطولة” جاءه على طبق من ذهب فيخطف الأضواء فيفجّر طاقاته على غير هدى والجمهور والممثلون مذهولون يلجأ لكلّ الحيل والأكاذيب لإقناع الجمهور ولإقناع الممثّلون ببطولته وإنّه حافظ لنصّ الدور ! بعد أن وفّر له قشر الموز ما كان ولا في الأحلام يتمنّى يوماً اعتلاء البطولة ولو عن طريق رمية “القشرة” .. بطولة مزيّفة بعد أن تشبّع بجميع أنواع الأماني بمختلف أدوار البطولة الوهميّة امرّت بمناماته يشاهدها من بعيد ذليل مكسور الخاطر لا يقوى على البداية الصحيحة يتحسّر على دور واحد يؤدّيه ولو بدرجة “جايجي” أو ساقي ماء أو “ملقّن” أو “رزّام” نصوص ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات