17 نوفمبر، 2024 6:47 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. هناء محمد راشد: في اليمن نحن في وقت يقف بنا ولا يمضِ

مع كتابات.. هناء محمد راشد: في اليمن نحن في وقت يقف بنا ولا يمضِ

 

“هناء محمد راشد” كاتبة يمنية، تخرجت من كلية الآداب – صنعاء – قسم علم نفس، صدر لها مجموعة شعرية بعنوان” الوقت الصفر”.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • عندما أهداني والدي دفتر لكتابة يومياتي، وكان يهديني الكثير من الكتب لقراءتها، كان حافز لي للمعرفة ونقلت الكثير مما أشعر به على الورق.. وتطور شغفي عن طريق قراءة الكثير من الكتب والشعر ومتابعة شعراء الحداثة في “الفيسبوك”.

(كتابات) ماذا يعني الشعر بالنسبة لك ولم اتجهت لكتابته؟

  • أتت الحرب وأثرت بداخلي كثيرا، وكنت من قبلها أعاني من الفقد وألم الغربة والحنين إلى الوطن، كنت أكتب قليلا ولا أحب ما أكتبه، حتى تطورت مهاراتي في كتابة النصوص النثرية من خلال دخولي لعالم المسابقات وعرض ما أكتبه على نقاد، ولقيت كتاباتي الاستحسان والتشجيع.

وأكثر من شجعني ودعمني والدي وعمي الأستاذ “عبد الفتاح عبد الولي” والكثير من الصديقات.. كذلك عندما وقع كتابي بيد الشاعر العظيم “عبد العزيز المقالح” شده اسم الكتاب كثيرا وراقت له نصوصه عند تصفحه، وكان هذا دعم كبير لي للمضي في الكتابة وتطوير ما أكتبه.

(كتابات) في مجموعتك الشعرية “الوقت الصفر”  ما سر الإيجاز والتكثيف؟

  • كتابي “الوقت صفر” هو بداية للمعرفة بي وبما أكتبه من نثر.. جمعت بعض نصوصي التي كنت أراها جميلة وتعبر عن مراحل الفقد والحنين عن الوطن.. ثم وجع الحرب على وطني، ورحيل أخي الله يرحمه، فكانت كثافة الحزن والألم هو مخاض كتابي  بعد كل التجارب القاسية التي مررت بها.

(كتابات) في مجموعتك الشعرية “الوقت الصفر” هل تكتبين تصوراتك عن الحياة؟

  • نعم، كتبت عن الحب والحزن والحرب والفقد، كتبت لوالدي ورثاء لأخي، لكن الحزن كان الشريان الغادق في مجموعتي.. كنت أرى العالم العربي يقف على هاوية الحرب وما أزال فكتبت نصي “الوقت الصفر” لأعلن أننا في وقت يقف بنا ولا يمضِ، وهناك العديد من النصوص التي ترجمت ألم الحرب والحنين.

(كتابات) هل واجهتك مشاكل في النشر؟

  • لا، لكن كنت بعيدة ولم أستطع أن أتابع كتابي عن قرب ودرء بعض من الأخطاء التي قام بها الناشر.

(كتابات) في رأيك لما لا ينتشر الأدب اليمني في أنحاء منطقة الشرق؟

  • الأدب اليمني حاضر في منطقة الشرق، لا ننسى شاعرنا الكبير “عبد الله البردوني” وبصمته المميزة في بحر الشعر، كذلك الشاعر العظيم “عبد العزيز المقالح”، كذلك القاص اليمني “محمد عبد الولي” التي كانت له بصمة لا تنسى في مجال الرواية في الوطن العربي والتي ترجمت رواياته للعديد من اللغات. الآن يبرز اسم الأستاذ “محمد الغربي عمران” الذي أقرأ له رواية أجدها ذات سرد ممتع..

يوجد الكثير من الأسماء التي برزت في منطقتنا وبعضها همش، أظن لقلة تواجد دور نشر كبيرة تروج لكتبهم.. وكثرة أسماء الشعراء هنا وهنا أضاعت أسماء هامة وعمالقة.

(كتابات) ماتقييمك لحال الثقافة في اليمن في الوقت الحالي؟

  • لدينا الكثير من الكتاب والمثقفين في اليمن، لكن صوت الحرب والظلم طغى على أصواتهم.. لم يعتلِ صهوة حياتنا إلا الجهلة والمتعصبين لأحزابهم وفكرهم للأسف إلا قليلا وما ندر.. ومازالت بلادنا ترضخ تحت مسمى القبيلة والعرف والتقاليد الذي يحيل بيننا وبين العالم الخارجي.

ولكن الأمل مازال موجود في قلوبنا، لتعود بلادنا مهد للحضارة والثقافة، وواجهة لليمن السعيد من جديد.

(كتابات) هل في رأيك هناك أفق لحل أزمة اليمن وكيف؟

  • نعم، بإيقاف الحرب وترك السلاح، والتعايش فيما بيننا كدولة مدنية تنبذ التعصب لمذهب وحزب.. يتنازل الحوثي وهادي عن الحكم، ونبدأ حياة بعيدة عنهم وعن ترسبات الماضي.. وجميع مخلفات الأنظمة الظالمة في أوطاننا.

(كتابات) هل لديك حنين للوطن وهل يظهر هذا في نصوصك؟

  • الحنين في داخلي لا يهدأ، كل ما يشغلني هو ذلك اليوم للعودة إلي وطني والعيش بين أحضانه في سلام.

قلت في أحد نصوصي:

حنين

وحيدة أمضغ الخذلان خلف الجدار

أناجي قلبي الحزين

أعاتب البُعد كيف أصطفانا عن الطريق

حتى لا نعود..

تكنس الرياح أوراق الصبر

ولا شيء يستر أرصفة الانتظار

عارية شجرتي حين لا أراك

لا يسمع حفيف الضجيج  بداخلي

سوى سوء الاختيار

أبحث عن ربيع ليوم رجوع

لكن الفصول  تختار لي الانكسار

نور أحلامي يجففها الغياب

سرب من الخيال يداعب حنين إليك

يحوم حولي يسألني عليك

يشير لقلبي المصلوب بين يديك

جميع الوعود تنكث بين الضلوع

تدس اللقاء في جيب الأمنيات

ذات ذكرى تتسرب إليك

تعود ملامح الوجود

تلتئم إحدى الدموع

تسألني متى ينقضّ الجدار!!

قلبي عليل يهوى المحال

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتبة وماهو جديدك؟

  • نعم وجدت صعوبة، أولا ككاتبة مبتدئة كنت أبحث لنقد بناء لنصوصي.. وكان يحدث هذا نادرا، لكني وسعت مداركي بالقراءة.. حتى وصل كتابي إلى نادي القصة في صنعاء وكانت فرحتي عندما تم عرض مناقشتي كتابي، لكني لم أستطع أن أكون بينهم، فوصلتني فيديوهات لما قيل عن كتابي، الذي لقي استحسان الكثير ونقد من البعض، وأكثر ما سرني أنهم لقبوني بشاعرة المهجر. ومن قبلها دعيت لأمسية في مؤسسة “البيسمنت” لإلقاء بعض نصوصي عندما تواجدت في صنعاء عام 2017.

أما عن جديدي الآن أنا بصدد نشر كتابي الثاني، بدأت في تجميع  نصوصي واختيار اسم مميز له، أسال الله التوفيق.

نصوص لهناء محمد راشد..

الوقت صفر..

تعال.. إلى ضفة النهر

نعيد الحياة على ناصية اللقاء

دعنا نرمي الغياب

نغرق خيبات العمر

ليتسرب حلم الزمان بين كفينا

ونرتوي

وإن كنت فعلاً ظلي

سنلتقي

سنبحر على قارب العاشقين

نتكئ على خاصرة الذكريات

نجدف بعصا الصبر

ونغني قصيدتي

..

يا بعيداً

قد شاخت الأيام

وتجعد وجه النهر

وأنا مازلت منك لا أكتفي

أعلن البقاء..

وقد مرت سفينتي

وأغلقت المرافئ

ومنك لم أعلن توبتي

مازال الماضي معي ينتظر

والزمان برحيله مني ينتصر

الوقت صفر

والسماء بلا وجه

والأرض بلا ضفيرة

ولم أعد أدري

هل أنا حي

أم مع الأشباح مبهم

كل ما أعرفه أني غريب

لازلت أؤدي دوري

أنتظر الفصل الأخير

…………..

#عنبر_رقم_5/5

أمتلك أربعون خريفا

وسنتان من الربيع

مشط الثلج شعري

دس الصيف دفئه بقلبي

ومازلت أحلم بالأيام

ترسمني رعد

يشق المستحيل..

أنا المرأة التي ربحت الحزن

في يانصيب الرحيل

غرقت بين أمواج الحنين

ومازالت تحلم بوردة تحي

بداخلها مدن الحب

تمسك قلبها المثقوب

ترتقه بخيوط الأحلام

تعصر الندم بقصيدة مبحوحة

تترجم الحزن بضحكة بلا روح

لم تتعلم كيف تحبس الألم بداخلها

وتحيله إلى رماد وتمضي

غير آبهة ببذخ الخراب بين جدرانها ..

تستنكر حماقاتها

…. دموعها

وسكون ملامحها

الساكنة خلف مدن النيران

و خرائط وطنها مازالت….

تختبئ بين الذكريات

أرجوحة.. وزهرة أقحوان.

…………….

#مجهول

 

ساعتان

كل ما تبقى من هذا الفراغ

بداخلك..

أرجوحتك مازالت دافئة

والموعد مازال يبحث عنك..

أذكر آخر لقاء لنا

أني سرت حافية من تعرجات الخيبة

ابتعت تذكرتين

واحدة لي

والأخرى للذكريات

كنت متخمة . فرت الوحدة من جنباتي

وعشت أنحدر مع الحقائق

التي أتتني تباعا..

كانت النافذة تحدثني

لكن الضباب حال ما بيننا

لم يولد في ذلك الليل

سوى الانتظار

جذبت صمتي

وأسقطت جاذبيتك

وتلاقينا…

فم الصدى تحدث

ثقب الخيبة أضاء

وتفتت الجرح لرماد

تحولت اللحظات بيننا

إلى خراب

اختفى فيما بيننا الطريق

تحرر الخوف

تدفقت النهاية

رحل الماضي يغالب أنفاسه

عدت أرتشف الحروف

أكمد بها ضوضاء الذنب

وأمنح أيامي تاريخ بعنوان

الرحيل..

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة