18 ديسمبر، 2024 11:43 م

موسى الكاظم من سجنه : صلوا معي من اجل العراق

موسى الكاظم من سجنه : صلوا معي من اجل العراق

كورال المنشدين على جسر ألائمه وهم يحملون الشموع  :::ها انا استحضر وطني البعيد عن عيني فيك.. واستحضر روحي في تراب وطني ووجه أمي…واستحضر كربلاء منذ ان غسلت عن روحي وجسدي سكون الموت الآدمي وقلقه.. وعدت  من غربتي الى حدود الحقيقة في ساحة التحرير…. من رفرفة راية عمك قطيع الكفين تتوسط نصب الحرية …في دماء أطفالنا الذين اما ذبحوا ا في حروب الدكتاتور او مزقوا أشلاء في ظل دولة الطوائف . او اغتصبت أمهاتهم إمام اعينهم والقوا في قاع دجله قريبا من زنزانتك…
 فمن يبكي على الأخر…. أنت ام نحن يا سيدي؟؟؟؟

بين حدود الحكاية والأسطورة البابلية دوما  مزامير لتاريخنا يعود فيها البطل ومرجعيه الميدان ثائرا وشهيدا سجينا او مطاردا في( نقره السلمان) او في (الشعبة الخامسة) او في (ابو غريب ) يمسح عن خيال طائش وإعراب منحرفين  سخام المذلة ليسقط الجد أصنام الكفر والاستعباد ويحرر قيود المضطهدين… .ويسير المخلص (ايليا)  او علي  ونجله  تموز او (سين) او الحسين او موسى الكاظم عارفا بدوره التاريخي مزيحا أصنام الردة والانحراف في فكر طائش مرتد منحرف ويعيد الإنسان الى قواعد نبتت في جيناته الآدمية في ظل الكعبة او على ضفاف دجله او عند عطش الفرات واهواره  يكسر سكون التشضي والعتب ويعيد للعراقي ضميره وشرفه ومحرابه ولو كان الثمن الروح والأهل والعشيرة..
 
 ما الذي استطيع أن اظيفه يا سيدي يا عابر صحراء الأمل فينا  وأنت  نبراس اسمه الولادة في لحظة تمزيق الشريان الابهر حين يصبح الحق والفرقان ووحده التراب والسياده مقياسا وبوصلة وحيدة نعيد من خلالها تقييم الزعامات وحرب الاشقاء ولافتات ساحة التحرير والمرشحين ومبادئ الدستور.. وأنت علمتنا ان التاريخ لايكتب في القصور بل في السجون و على شفرات سيوف الجلادين حيث تنعكس هامه الابطال قبل الاعدام وفي ألكلمه الحرة والموقف الشجاع..
 
ألستم من علمنا  كيف نرتل القران بلسان عربي قريشي وتدين كوفي بدون تزوير او رتوش ليحل معضلة الإعجاز بين قران وسنة… أو قران وعتره… ليكون( قرانا ورثته العترة التي حفظت السنة..). فتحققت معجزة النبوة واكتملت بالذبح العظيم في كربلاء وما تلاها فهل نحن بحاجه بعد هذا لنكون أحزابا او طوائف  و شيعه وسنه …نصارى او يزيديين عربا او اكراد وتركمان وكلنا لادم وادم من تراب سقاه (الذبح العظيم) الحسين بدمه كرامه لإسماعيل الذي هدموا مرقد ابيه ابراهيم الخليل في  الشام   ومن قبله تخضب بدم راس  يحيى ودموع مريم العذراء؟؟؟

يا لروعتك سيدي يا آبا الأحرار يا موسى وأنت تخرج اليوم  من سجن الدنيا  في بغداد الى حرية العقيدة وشرف ألكلمه وتحيل قصور الطاغية الى زرائب بينما ضريحك جزء من الفردوس وعمامتك هامتك ذهبا يشع من الدنيا على الابديه….ويا لذلنا في تلك الظهيرة التي ضيعنا فيها رجولتنا في ساحه الفردوس وتمسكنا بخوفنا على أرواحنا ودنيانا ولازلنا رغم ان جدك تقدم بنا الى المذبح الوطني وحيدا ليسبقنا الى البرلمان المقام على أشلاء الشهداء لا برلمان المنطقة الخضراء حيث يتحصن( النخب) والشعب الأعزل يواجه بصدره غدر الذئاب الصحراوية المسعورة وحيدا… اترى؟؟؟
… اخترنا كعادتنا المساومة وفلسفة التراجع وايديولوجيا البقاء والذل و أنت تحمل بين يديك حتى الرضيع وتقذف دمه في كربلاء ليصبح قمرا يدور حول نجمة الصباح في القدس بينما الغريبة ترفع الجسد المقطع الملفوف بحصير او المعذب في الأمن ألعامه وتعيرنا بجلدها وصبرها وهاشميتها :- اللهم تقبل منا هذا القربان
 ياسيدي أي خجل سنشعر بيه حين سنلتقي…….!!!….. أي ذل وأي عار لأننا بعنا حتى وطننا ورجولتنا وعلمنا و,قرارنا المستقل وفرحنا بديمقراطيه زائفة وذبحنا بعضنا بعضا بأيدينا ألاثمه التي نرفعها بالدعاء لتزول عنا الغمة ونحن يهود التاريخ… لاهم؟؟؟؟

ثم ما الذي يمكنني أن اكتبه يا وارث ثأر الله وثأر الوطن حين جثوت معكم متوسلا بذكرى الوليد وحفيده المعتقل ليخرجنا من هذا اليم والطوفان والتمزق الوطني مناديا بروح القدس ليعيد القضية في قلب الدولة …والدولة في ضمير الأمة …والشعب في ضمير الساسة ..لكي يستعيد الوطن روحه وعنفوانه ووحدته وناموسه وإشراقه الأزلي في ساحة التحرير لافتته تطالب بالخبز والكرامة والكهرباء ووقف نزيف دم  لفقراء أنهكتهم لعبه السياسية والانقلابات والمؤامرات وحروب الطوائف.

والحق ياسيدي قد يتبدل وجهه وحضوره ولغته ولهجته وحتى ماهيته أحيانا حين يستيقظ وحش ألانا ألاثني او السلطوي في غفلة من الزمن او بفعل سنابك خيول الغزاة وسماسرة العهر الوطني او شيوخ التخاذل الذين حولوا الوطن الى مجرد صك او فريسة تلوكها أنياب الأفاقين وميليشياتهم وأزلامهم و مسدساتهم الكاتمة وضباع القاعدة ثم يزايد بعضهم على بعض حين يتعلق الأمر بوحده القرار الوطني وهم المتباكين من قبضه السلطة وفردية قراراتها والطريق واضح كالشمس واحد لاغير يعرفونه لكنهم منحرفون.رغم ان التأريخ كله بكل فلسفاته ونظرياته وحضوره وشخوصه الآدمية لاينحرف عن بوصلة التلاحم وكرامة الأرض في الإنسان …وعزة الإنسان في أرضه لا في ماله او موقعه السياسي او سطوته…. ولان الإنسان هو الكائن الأعظم في معجزة الخالق العظيم فماذا نسمي من باعوا الأرض وساوموا على العرض والنفط. وذبحوا عابري السبيل وحولوا بيوت الله إلى مسالخ وأوكار للاغتصاب. وقسموا بغداد الى (شيعيه) و(سنيه) وهي امهم التي أرضعتهم جميعا… لم ينصفونا في حقنا بالحياة يا باب الحوائج لكنهم أنصفونا بالمفخخات وعدد الجنائز وهذا يعني إننا جميعا نتساوى في الموت فقط ام انها خدعه (ان البعض خلق للشهادة والقبور والآخرين للسلطة والقصور )… لا ادري سيدي كل ما اعرفه ان من حملوا قميص جدك المخضب بالدم ضيعونا وباعونا ونهبوا حتى رغيف الخبز من أفواه أطفالنا؟؟؟؟

 وهل لي ياسيدي المبجل بتراب الزنزانة الموحشة أن أتجاوز السرمد لاعود إلى الأمد غارقا في هول شعاع يحمل أول ضوء بكينونة التاريخ…لهذا المولود الوعد الكائن الأوحد والذبح العظيم والسجين المسموم على ثرى بقعة من بلادي وان استحي حتى لمجرد اسطر كتبتها في الغربه والملايين من اهلي يوقدون هذه الليلة شموعهم عند جسد ممدد على الجسر فارق الروح قبل الف ونيف عن خلاص ببركة ضحية مغدورة رفعت يدها للسماء في لعنة المتخاذلين والناكثين والظلمة وما أكثرهم بالأمس واليوم سيدي يا رسول السلام وأمير المحبة ورمز الأحرار في المعتقلات .

لم تبارحني أبدا تلك اللحظة بسكونها وآهاتها حين تساقط الجسر بتلك الأجساد الآدمية الهاربة من جحيم الدنيا الى ظلال فردوس الدوحة الهاشمية وهي تودع الاعظمية  وتبحث عن خلاص ووجه النعمان الحزين يواسيها  لتحمل نعش إمامها المسموم مثل فارس يعود الينا كلما ابتعدنا عنه ويذكرنا بآدميتنا ورقابنا الممدودة وحقوقنا المشروعة المنهوبة بعد أن برع كهنة الضريح ومسوسي الملة وساسة الطائفة في لعب دور ألسامري بجداره فائقة عن الذين صنعوا أصنام الخرافة من عمانا ولحمنا المستوحاة من تراث الآخرين وطقوسهم الوثنية وسحرهم الأسود ليتحول السبط الفادي وأولاده الى مجرد حائط مبكى ومخلص منتظر من الظلمة والمطامير وهو المظلوم المذبوح او الأسير او المشرد في أقصى الأرض.

أئمتنا المصلوبين أرادوا منا حين نستذكر لحظة الذبح ان نعرف هوية القاتل الحقيقي وسارق لقمة الخبز وسمسار القضية ونثور عليهم ونعريهم… لا ان نبتلع الذكرى كصنارة تغرس في شفاهنا النازفة التي تجيد العوي والنحيب فقط… لكي لاتضيع العبرة… وتبقى العبرة… والدماء تنفر من الرؤوس والسلاسل تمزق الظهور والإقدام المتقيحة والصدور التي أدماها اللطم المتواصل وإحياء الذكرى والقتلة الملثمون على موعد بانتظار الطريدة كأنه لم يكفينا كل ذلك الامتهان والسبي والمهانة والسجون والمشانق؟؟؟؟
. ماذا فعلنا لأوطاننا نحن ؟…وما الذي تعلمناه من أمير السلام والكاظمين الغيض ولسان الحق حتى لو أسقطنا جدلا خصوصية النبوة وحتمية الشهادة لأننا لم نتعض من موقفهم بان الإنسان أما ان يكون مجرد شبح عابر في هذه الدنيا يطويه ظلام الأبدية ويعيده بصمت مثلما ولد وعاش لحما وعظاما تأكلها الدود والتراب دون بصمة إصبع واحدة او مجرد سطر أو صرخة حق شجرة مثمرة توتي اكلها كل حين او لوحة وتمثال يحفره معول .

ان يكون الأكرم والأعظم والأروع بعيون بارئه وخالقه الفنان القدوس ليخلق هو الحدث لا أن يكون وليدا له… يصنع التأريخ ممسكا عقارب الزمن بيديه المخضبتين بالدم والوجع والإبداع يوقفهما عنده حين يسقط بطلا أنسانا مستبشرا رغم صنوف التهاويل والسجون والسياط والحراب والألغام في طريقه …بينما تكون المحارق والمزابل قبورا للطغاة والأفاقين وقاتلي الابرياء ومغتصبي النساء و حاملي الشعارات الباهتة ومروجيها ولو طال الزمان .

ثم انًا لي يا حفيد سيد الشهداء ومشكاة النور وعلمها الاممي الا نغسل خطايانا السياسية والشخصية في نهر البراءة الذي أبقيته دافقا في كل المواسم بتضحيتك على المذبح العراقي الذي اخترته  ومن قبلك جدك وأباك دون كل بقاع الأرض لتحملنا وديعة التصدي والتلاحم والدفاع عن التنزيل والرسالة بعد ان راهن الجميع على تمزيق بغداد واغتيالها بعبوة ناسفه وهي تعبر مسترخية بين الرصافه… والكرخ ???…

اتراني مغاليا حين أرى في كل ثورة على الأرض بعض من روحك …وفي كل  بطل شهيد بعض من ملامح وجهك البهي … وفي كل بيان سياسي شريف قبسا من ندائك في تلك الظهيرة وأنت واقف تحت الجسر تستقبل الفا من زائريك وتضمهم الى صدرك تمسح عنهم الطين والرمل وتجفف عرقهم ؟؟؟؟؟ام انك هكذا خلقت حرفا في أول بيان يساري للسجناء الأحرار ووقفة ضد الطاغوت والتجبر واراك في جموع المتظاهرين وقبلهم وفيهم سيدي حفيد أمير السلام والمحبة والعدالة. ؟؟؟؟
 :::ها انا استحضر وطني البعيد عن عيني فيك.. واستحضر روحي في تراب وطني ووجه أمي…واستحضر كربلاء منذ ان غسلت عن روحي وجسدي سكون الموت الآدمي وقلقه وعدت  من غربتي الى حدود الحقيقة في ساحة التحرير…. من رفرفة راية أخيك قطيع الكفين تتوسط نصب الحريه …في دماء أطفالنا الذين اما ذبحوا جوعا في حروب الدكتاتور وحصار الامم المتحده او مزقوا أشلاء في ظل دولة الطوائف … او اغتصبت أمهاتهم إمام اعينهم والقوا في قاع دجله قريبا من زنزانتك… فمن يبكي على الأخر…. أنت ام نحن يا سيدي؟؟؟؟

ويجنح بي ذلك الرأس الذي لن يسكته والله سوى (طلقة في اعنف موضع انفعال فيه) مثلما قال صديقي بالأمس فاضل الموسوي… فاصرخ من على البعد سيدي . سيدي   سيدي .. ليتني كنت عند ضريحك ممسكا ولو بلجام الحصان الذي قطعت فيه الطريق الطويل وحيدا عبر الصحراء الموحشة الى وطني ,وأنت تتلوى من وجع الغدر.

او ان امسح دمعة من على وجهك الحزين في تلك الأمسية الأخيرة في السجن بمنديل حاكته أربعة ملايين أرملة عراقية  ومئات الثكلى بفقد فلذات الأكباد في تفجيرات الكرخ والرصافه والتي لم تغفوا فيها حتى القطا والضباع بين النواويس وغابات النخيل والقمر المنتظر لمشهد الغدر في المعتقل الانفرادي في الليلة القادمة …    ,ونحيب أمهاتنا  على ما تبقى من أنعوش أولادهن يبكي حتى ملائكة السماء

كم أتمنى ياسيدي ان تسمح لي بان اضع يدي المدنسة بالخطايا على  ضريحك المسجى على الجسر  لأطوف به كل ازقه بغداد باتجاه أنقاض تلك الكنائس المحترقة المستباحة الى حيث سيده النجاة و جنازه (عروس حي الجهاد) وحشرجات الذين يسقطون في الشام دفاعا عن جدتك المسبيه على مر التاريخ واجعله حمامه تحط ولا تطير أبدا ليكون لنا صليبين لاواحد .
وترتفع بي حمى وجعي فاصرخ سيدي ..سيدي ..سيدي  يا موسى ابن جعفر …ولا اعود سوى بالصدى….. اتدرو ن لماذا ؟؟؟ لان قيد السجن والاحتلال والهويه الطائفية لا يمكن ان تفتح أبواب حضرتك للزائرين… لأنك علمتنا أن العبيد لا يحررون أبدا أوطانا ولا يشيدون ثغورا وحجابات عند البوابات الشرقية والغربية.

أتوسل بك يا سيدي إن تعود ألينا لتغسل عن أجسادنا وأرواحنا مهانة الانكسار العسكري والذل السياسي والتراجع … امنحنا بعضا من رجولتك ..وحد ميمنتنا بميسرتنا … شيعتنا بسنتنا  .. عربنا باكرادنا وتركماننا مسلمينا بمسيحيينا  تحت علم العراق فلعل فينا بعض من عظمتك وكبريائك ليكون لموتنا معنى ولغربتنا دليل يعود بتوابيتنا  ذات يوم إلى وطن لا يمتلك معناه ورفعته ألا من شهادتك يا حفيد أمير السلام والحرية والشرف الوطني يا من صنعت من أسياخ السجن سارية لعلم الوطن وهزمت ألدوله الباغية وانتصرت للضحايا
فسلام عليك يا (باب الحوائج) حتى مطلع الفجر…