20 ديسمبر، 2024 9:04 ص

خلية ألارهاب الكيميائي أين حاضنتها ؟

خلية ألارهاب الكيميائي أين حاضنتها ؟

الخبر المختصر الذي أعلنته وزارة الدفاع العراقية عن ألقاء القبض على خلية أرهابية تعمل على تحضير وتصنيع غاز ألاعصاب والسارين وغيره من الغازات القاتلة ولها مصنع تعمل فيه وتمتلك طائرة صغيرة لهذا الغرض , وعرضت بعض المعدات , كما عرضت لقطات سريعة عن الطائرة بدون طيار لهذا الغرض وأن بمديات قصيرة , والغرض لضرب الزوار ؟
يكاد يكون هذا الخبر بالطريقة التي عرض فيها : أشبه بالمزحة وأفلام الخيال العلمي التي تبعث على الرعب ؟
ولكنها ليست بالمزحة , ولاهي من أفلام الخيال العلمي ؟
أنها حقيقة ماألت اليه ألامور في بلدنا , الذي أصبح مزرعة للغرائب والعجائب بعد أن توقفت الصناعة رغم وجود الخبرات والمواد المتسربة كتسرب مليارات البنك المركزي العراقي التي ينعم بها بعض المقيمين في عمان الذين أصبحوا خلية لغسيل المال العراقي لاتقل خطورة عن خلية ألارهاب الكيميائي .
لاأريد أن أقلل من جهود وزارة الدفاع في هذا المجال حتى لايفرح الذين يكشفون عورتنا الوطنية في التظاهرات المفتعلة في المنطقة الغربية التي نادى بعضهم بحماقة بطلب النجدة من العثماني أوردغان الذي تطوقه اليوم تظاهرات ساحة ” تقسيم ” في وسط أسطنبول وهي جزء من الجواب الذي ينتظر من تواطؤا مع العنجهية العثمانية الجديدة الطامحة بالتحالف مع الهوية اليهودية ومحفلها الصهيوني الذي لايقر له قرار حتى يستحصل صكوك ”  يثرب ” التي يحكمها أعراب وقعوا أتفاقية فتح ألاجواء مع أمريكا ناسين أن هناك من يعرف أن أجوائهم لم تكن يوما مصانة من المحور التوراتي الذي يعمل بدهاء يعري تبعيتهم وسذاجتهم المغلوبة بالمال والنساء والتي كانت وراء ظهور ” عبدة الشيطان ” في أرض نجد والحجاز والتي سموها تجاوزا ” السعودية ” التي لم تكتفي عائلتها بتقديم عبدة الشيطان , وعبدة ألارهاب , والمخنثين , وأنما قدمت أخيرا في لندن ” نساء سعوديات مثليات يحتفلن بزواجهن ؟ لآن سيدهم وراعي أجوائهم والمحرض لهم على معاداة المقاومة ومحور الممانعة هو من يقدم التهاني وباقات الورد للرجال الذين يتزوجون مثليا ” اللوطية ” ؟
ولذلك رأينا أعراب الخليج بأسم مايسمى ” وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ” يسارعون يوم 2|6|2013 بالهجوم العلني على ” حزب الله لبنان ” معتبرين أياه منظمة أرهابية داعين الى محاربته والسبب كما يدعون ” تدخله في معركة القصير ضد العصابات المرتزقة المسلحة التي عاثت فسادا في سورية , وصيحات وأستغاثات الشعب السوري لم تصل أذان أصحاب سباق الهجن ” ولآن أعراب الخليج لم يقرءوا , لذلك لم يعرفوا أن صحف  أسيادهم تقول أن ” 70|0 من الشعب السوري يؤيدون بشار ألاسد , وأن 10|0 تؤيد العصابات المسلحة ومايسمى بالمعارضة التي لم تثبت لها مصداقية وطنية , 20|0 يقفون على الحياد ؟
أن الترابط بين حجز مجموعة من أتباع مايسمى بجبهة النصرة الوهابية التكفيرية ألارهابية في تركيا من قبل ألامن التركي ومعهم ” 2″ كيلو من غاز السارين الذي أستعملته العصابات المسلحة في خان العسل في حلب ضد المواطنين السوريين , وأعترفت بذلك بعض المنظمات التابعة للآمم المتحدة , ولكن أحدا من ذيول التبعية لآمريكا والصهيونية لم يعلق على ذلك ولم يجرءوا على أستنكار مثل هذه ألاعمال شديدة الوضوح في عدائيتها للآنسانية والمجتمع البشري , ولكنهم أي أعراب الخليج يحرصون على عقد مؤتمر هو أوهن من بيت العنكبوت , ليقولوا : أن حزب الله كشف عن هويته ألارهابية لآنه يقاتل من يقاتل شعبه  اللبناني في القرى السورية التي يسكنها اللبنانيون وهي مسألة معروفة لمن يعرف الحدود اللبنانية منجهة ” القاع ” بينما لم يقولوا عن العصابات المسلحة التي راحت من ضعفها وخيبتها ترمي الصواريخ العشوائية على قرى ومدن الشريط الحدودي اللبناني لا لشيئ ألا لآنهم من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
وأذا أخذنا بنظر ألاعتبار أصرار البعض على أستمرار التظاهرات الملتبسة في المنطقة الغربية من العراق والتي أنتفض بوجهها شرفاء شيوخ عشائر الرمادي ومعهم شخصيات وطنية , وأخذنا بنظر ألاعتبار ألاعتداءات التي تعرض اليها الجيش العراقي , وهي نفس ألاعتداءات التي تعرض لها الجيش السوري , ثم أمعنا النظر بهجمة المفخخات  والتفجيرات التي تعرضت لها بغداد وبعض المدن العراقية , وأذا كشفنا هوية اللقاءات التي تمت في الدوحة , وخلية العمل المشكلة من  ضباط عراقيين من حقبة صدام حسين ومعهم موظفين  من السلك الدبلوماسي من أيام خارجية صدام حسين التي كان يديرها صهيوني الهوى والفكر طارق عزيز , والتي مثلتها مجموعة زارت فرنسا معهم من هو متورط في التظاهرات التحريضية في المنطقة الغربية ومن بقيم في عمان في خلية غسيل المال العراقي كما أشرنا , وهم من الذين وجدوا في جبهة النصرة ومايسمى بدولة العراق ألاسلامية “حصان طروادة ” الذي تستعمله أمريكا سرا لتحقيق التداعي وألارباك في المنطقة والعراق منها , وهؤلاء بأيعاز من المخابرات الفرنسية المتحمسة لآستعادة وجودها كما فعلت في ليبيا قرروا أن يعيدوا سيناريو المشهد السوري في العراق , من خلال التفجيرات والمفخخات وكواتم الصوت القاتلة حتى  يحدثوا رعبا في نفوس الناس ومن ثم يغيروا بهجمات الخلية الكيميائية , وبعدها يحلو لهم الزحف على بغداد كما نادى بذلك بعض خطباء المنابر المشبوهة من دعاة الفتنة الطائفية التي تقودها العثمانية الجديدة وتدعو لها أسرائيل وترعاها أمريكا وتطبل لها فضائيات الفتنة ,ويكون عنوان الزحف على بغداد هو بأسترجاعها من الشيعة , وقد مهدوا لذلك بكتابات ودعوات من أستمرءوا المال السعودي والقطري وراحوا يرددون بدون حياء بأن بغداد  ليست شيعية ,فلماذا لاتعطوا أمانة بغداد للسنة ؟ وعلى هذا المستوى من الدغدغة العاطفية الطائفية كانت تجري ألامور وألاعلام المحرض , وكانت خلايا الفتنة تجمع بين ألارهاب التكفيري صاحب ألاسهم المرتفعة من بين مايسمى بالمعارضات المفتعلة والمخترقة والمدسوسة لآنهاك دول المنطقة وشعوبها حتى يحلو لآمريكا ومحورها وأتباعها أن يقولوا : أن هذه الشعوب غير قادرة على قيادة نفسها , فهي بحاجة الى من يقودها وكل ذلك يحدث تحت غطاء الديمقراطية , حتى ألاصوات المبحوحة التي تحارب ثقافة السماء وتنكر على الدين حاكميته , وتعتبر القرأن من الماضي وتسخر من رسول الله “ص” كل هذا الذي هو أخطر من الخلية ألارهابية الكيميائية قد جرب وأستعمل بزخم متلاحق خلال السنتين ألاخيرتين منذ أندلاع الحدث السوري الذي أعطوه عنوان الثورة في حالة من تسويق العنف وترويج الدمار والخراب واليأس .
أن مسألة وجود طائرة صغيرة بدون طيار تحمل الغازات السامة لقتل الزوار والمواطنين ألابرياء في خطة يختلط فيها المحلي المسير وألاقليمي المتأمر على العراق , والدولي المخطط والمنظر لمسار الخراب في العراق والمنطقة , فلآعلان عن أن خطة الخلية الكيميائية تستهدف بغداد ودمشق , هي الرديف لآكتشاف خطة تجسس ضد الجمهورية ألاسلامية في أيران وضد أنتخاباتها الرئاسية , وهي البالون الذي كشف هوية المؤتمر لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي يوظف جعجع في لبنان ضد حزب الله مثلما يوظف تيار المستقبل الحريري راعي التغلغل ألارهابي التكفيري في سورية ولبنان والمنطقة , وما زيارة مراهق السياسة سعد الحريري الى المرجعية في النجف ألاشرف قبل  سنوات ألا للتحريض ضد حزب الله اللبناني صاحب شرف ألانتصار على العدو ألاسرائيلي في عام ” 2000″ وفي حرب تموز عام ” 2006 ” وهو ومحور الممانعة في أيران وسورية من جعلوا القيادة ألاسرائيلية تلوذ بالصمت معلنة أنها لاتقوم ألا بالدفاع عن نفسها عندما يعتدى عليها , وهو تحول جوهري في الصراع المقاوم والممانع مع أسرائيل صاحبة التخطيط المدمر للمنطقة والتي بانت نتائجه ألاخيرة في تقسيم السودان وفي تغيير مجرى نهر النيل في أثيوبيا , ومن قبلها فعلت نفس الشيئ في تشجيع السدود غير المبررة في تركيا على نهري دجلة والفرات بتمويل سعودي خليجي متحامل على العراق .
واليوم عندما تكتشف خلية ألارهاب الكيميائي في بغداد , فأننا نعلم أن ذلك من بقايا حقبة التصنيع العسكري الذي لم يجني العراق منه سوى الدعاية التي أوقعتنا في فخ الدول الماكرة التي تتحين الفرص للآيقاع بنا وأعاقة تقدمنا ,وهذا ما فعله صدام حسين وقدمه على طبق من ذهب للمحور التوراتي لا لشيئ ألا لآن صدام لايعرف ألا نزواته وطيشه ؟
كان على وزارة الدفاع العراقية أن لاتكتفي بألاعلان المقتضب عن الخلية ألارهابية الكيميائية , وأذا كانت حريصة على سرية التحقيقات وملاحقة ألاطراف المتورطة بهذا العمل وهذا من حقها , ولكن ماكان يجب أن تظهر أفراد العصابة وهم غير معروفين لآن وجوهم كانت مغطاة , مما يفوت فرصة التعري والكشف الواقعي لهؤلاء ومن يقف ورائهم وستكون علاقات المتصلين بهم مكشوفة , وتلك حالة نفسية يعرفها المختصون , فلماذا دائما تفوت دوائر التحقيق في الدفاع والداخلية هذه الفرصة , وذلك كما فعلت وزارة الداخلية عام 2011 عندما عرضت خلية ألارهاب الذي يقتل بالكاتم وهم شباب في ريعان الشباب وتاريخ أنتمائهم لتنظيم القاعدة كما أعترفوا هي مابين أعوام ” 2009 – 2010 ” وهذا يعني أن هناك حرية لنشاط الخلايا ألارهابية التكفيرية يسمح لها بأكتساب تنظيم جديد في سنوات متقدمة وقريبة العهد , ثم أسدل الستار ولم يعرف بعد عن تلك الخلية , وعن أمتداداتها , وأين وصلت نتائج التحقيق التي تهم الشعب العراقي المعني بمعرفة ومصير هذه الخلايا وطبيعة ألاعمال التي تتصدى لها , أما أذا عرفنا بأن الذي ظهر رئيسا لمديرية مهمة في وزارته أختفى بوقت قصير لآنه ظهر أن وجوده في ذلك الموقع كان خطأ , وأنه من غير المناسب أن يستمر بموقعه , وهذا ما تكرر مع مواقع ومناصب أخرى حساسة ومهمة  وأذا  بمن تسنمها بدون جدارة وأستحقاق , يهوي سريعا ويختفي من المسرح السياسي , وهذا التداعي يعبر عن ضعف الجانب القيادي في أدارة البلد  , مما يعطي للمجاميع ألارهابية زخما في ألاندفاع والعمل .
أننا نأمل أن لايكون الكشف عن خلية العمل ألارهابي الكيميائي يمر مر الكرام كما يقال وتطويه حالة النسيان  من الذاكرة العراقية كما طوت الكثير , مما يجب أن تسلط عليه ألاضواء , وتجري حوله بوصلات الرصد والمناقشة بأفاق معرفية , وبرؤى سياسية لاتتوفر بالضرورة عند الجهات ألامنية والعسكرية التي كلف بعضها بمهام لمتكن مؤهلة له حتى أصبحت ثغرات العمل ألامني واضحة بكثرة الخروقات غير المبررة والتي لايمكن أن تستمر على ماهي عليه .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات