19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

يا عقلاء العراق أنصتوا…

يا عقلاء العراق أنصتوا…

تنتشر هذه الأيام في المجتمع العراقي حالة خطيرة جداً وغير مألوفة البته˛ من خلال ما عشناه من تجارب حياتنا ومن خلال أطلاعنا على ماضي دولة العراق الحديثة. إلا وهي جرائم قتل تتسم بالعنف الشديد وطابع الأنتفام˛ والأهم من ذلك أنها حدثت بين الأقرباء والأصدقاء ولا تتسم بدافع سياسي كما شهدناه في حقبة الطائفية في السنوات السابقة. ورب سأئل يسأل أن هذا يحدث في الكثير من دول العالم وربما دول الجوار والجواب على ذلك :كون تلك الجرائم هي أمر طارىء على مجتمعنا ووجودها في مجتماعات أخرى لا يعد مبرر لعدم الوقوف عليها.
ألتمس من القراء الأفاضل السماح لي بإطلاق تسمية على تلك الجرائم وهو جرائم القتل ̋القابيلية̏ وأن لهذا الأسم دلالته˛ ̋فقابيل̏ قتل أخاه ̋هابيل̏ حقداً وغلاً بعد ما تقبل الله قربان ̋هابيل̏ ولم يتقبل قربان ̋قابيل̏. والجرائم التي أتحدث عنها هي عم يقتل بنت أخيه أنتقاماً من جدها صديق يقتل صديقته بسبب الحقد والغيرة جد يقتل أحفاده وهكذا دواليك. أن تلك الجرائم تقشعر لها الأبدان وتخلق حالة من الأشمئزاز من الواقع والمجتمع لدى كل متلقي الخبر.
أرى أن هناك دوراً كبيراً يقع على عاتق الجامعات وغيرها من المراكز البحثية وهو أن تسارع لدراسة الموضوع دراسة مستفيضة ومن كافة الجوانب بدون أنتظار أمر من السلطات الثلاث المشغولة في هذا الوقت بتقاسم المناصب كما أننا لا نعرف أذا كان هذا الموضوع سوف يجد مكان في جدول أعمال الحكومة خلال هذه الدورة الأنتخابية فهناك ملفات كثيرة تلقى الأهتمام قياساً بموضوع مقالتنا. في حين أن الحكومة تسعى لتشريع قانون يمنع نشر الأساءات للساسيين وحضر لعبة البوجي والأفلام الخليعية لكن الكراهية يمكن مدوالتها على مواقع التواصل الأجتماعي؟!.
أن نشر منع نشر المواضيع التي تدعو إلى الكراهية والضغينة أولى من منع لعبة البوجي وأن حضر نشر تفاصيل جرائم القتل يتسم بالأهمية الكبيرة˛ حتى لا تكون سبباً في تقليد تلك الجرائم وهذه حقيقة أثبتتها دراسات نفسية كثيرة وفي مختلف دول العالم. يجب أن نعلم الجيل الجديد الحب والأنتاج أن نعلمهم أن يزرعوا الورد لا أن يحشوا الأسلحة بالذخيرة˛ نعلمهم أن أختلاف الرأي مصدر قوة وليس مصدر ضعف كما قال الرسول الأكرم (ﷺ): أختلاف علماء أمتي رحمة.