خاص: حاورته- سماح عادل
الدكتور “صاحب خليل إبراهيم” ولد في الكوفة, أكمل مراحل دراسته فيها وانتقل إلى بغداد لدراسته الجامعية في كلية الآداب ــ قسم اللغـة العربية، حصل عـلى شهادة الماجستير بدرجة امتياز عن رسالته (الغـربة والحنين في الشعر العربي قبل الإسلام)، وأحرز المرتبة الأولى على القسم والكلية والجامعة ــ الجامعة المستنصرية عام 1988. حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعـة المستنصرية في الأدب الجاهلي والنقد بتقدير امتياز، وكان الأول في القسم والكلية والجامعة عام 1992. كان رئيساً للقسم الثقافي في إذاعـة صوت الجماهير وبغـداد، ومسئولا للإذاعة الموجهة لأمريكا وأوربا.
انتقل للجامعة المستنصرية للتدريس فيها, ثم غادر إلى اليمن الشقيق للتدريس في جامعـة عـدن لمدة 14 سنة وعاد إلى العراق وتمت إعادة تعيينه بجامعـة واسط. نشر الكثير من بحوثه في أمهات المجلات العربية، ومارس كتابة الشعـر عام 1959 وإلى يومنا هذا.
وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وعضو في اتحاد الكتاب العرب بدمشق (جمعية الشعـر)، وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين, والعرب. أصبح رئس تحرير لمجلة “المتنبي”، وكتب أكثر من 150 كاتبا وشاعـراً وأديباً وناقداً وصحافياً عراقياً وعربيا عن نتاجاته الشعرية، وورد اسمه ونتاجه الشعـري في 40 موسوعة عراقية وعربية.
إلى الحوار:
(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟
- بدأت كتابة الشعر وعمري 13 سنة، وكنت قبل ذلك الوقت أقرأ قصص الأطفال وأحفظها عن ظهر غيب، وكنت في الصف الثالث الابتدائي أحفظ القصيدة من مرة واحدة، وكنت طالبا نشيطا وأمارس كتابات الصحف الجدارية وأنا في الصف الثالث الابتدائي، كنت رساما وخطاطا ومارست ذلك عمليا. وعندما وصلت إلى الصف الخامس الابتدائي كنت أقرأ نشيد العلم وأؤجج المشاعر ونخرج مسيرات في الشوارع.
(كتابات) تكتب الشعر والنقد والرواية ما سر هذا التنوع ؟
- بعد مرحلة الطفولة انتقلت إلى رسم الصور بالكلمات “الشعر”، والآن عندي أكثر من 30 ديوانا شعريا مطبوعا في البلدان العربية، مثل مصر ولبنان والأردن وتونس والعراق واليمن والإمارات العربية وسوريا، ونشرت في مجلتي “الآداب” و”الأديب” اللبنانية وفي مجلات عديدة مثل مجلة “تونس” و”الغد” العراقية و”الأحد” البيروتية، و”ألف باء” العراقية و”الفنون” العراقية أيضا.
وكتبت قصصا وسيناريوهات للأطفال في مجلة “المعلم الجديد” وبعض المجلات اللبنانية والكويتية، ومن هنا جاء الاهتمام بالنقد الأدبي وكتبت نقودا كثيرة في كتب مطبوعة وهذا التنوع يعود للموهبة التي أتمتع بها.
(كتابات) كتاب (معجم العرائس الفصاح) حدثنا عنه؟
- كتبت (العرائس الفصاح) وهو معجم أدبي شعري، درست كلمة كلمتين متشابهتين لفظا ولكن حركاتها مختلفة، وكتبت لكل كلمة شعرا قديما وآية قرآنية كريمة، ومثلا وخطبة من خطب العرب، وطبع في الإمارات العربية المتحدة.
(كتابات) ماتقييمك لحال الثقافة في العراق وهل يمكن الحديث عن نهضة ثقافية؟
- حال الثقافة والكتابة في العراق ممتازة جدا وهناك مبدعون كثر.
(كتابات) ما سر اهتمامك بالأدب العربي القديم وما هي مميزاته في رأيك؟
- سر اهتمامي بالأدب القديم هو ولعي باللغة العربية وبالقرآن الكريم حيث تفسر كلماته بالشعر القديم.
(كتابات) عملت مديرا للقسم الثقافي بالإذاعة العراقية لعشرين عاما.. حدثنا عن عملك هناك؟
- كنت قبل دخولي للمدرسة قد دخلت الكتاتيب، وختمت القرآن الكريم لمرتين، وأقاموا لي احتفالاً كبيراً لذلك, وكنت أكتب إنشاءً متميزا جداً ومتفوقاً على زملائي جميعاً، وبعد ذلك دخلت المدرسة وكنت متفوقاً فيها وكنت مثار إعجاب المعلمين.
ودخلت الكلية وقبل أن أنهي دراستي الجامعية تعينت في الإذاعة مذيعا، وتسلمت فيها مواقع كثيرة، تسلمت قسم الإشراف اللغوي وقسم التمثيليات، وقسم المنوعات في الإذاعة، وتسلمت القسم الثقافي أكثر من 15 سنة، وكتبت الكثير من البرامج الثقافية والمنوعة، وكتبت تمثيليات كثيرة، كما كتبت نصوصاً مغناة أكثر من 90 أغنية، وساهمت في مؤتمرات علمية، وقرأت قصائدي في العراق وفي الوطن العربي.
وشاركت في الكثير من المؤتمرات في لندن ونولت الكثير من الهدايا والشهادات التقديرية في اليمن وسوريا, ولي 80 كتاباً مطبوعاً في مختلف صنوف اللغة العربية، من دراسات أدبية ونقدية قديمة وحديثة ونحو ولغة وتحقيق مخطوطات.
قصائد ل د . صاحب خليل إبراهيم
سَعْفُ النخيل
صلَبْتُ فوقَ ضفاف اليأس أغنيتي
نيرانُ حزني شَوتْ قلبي على شفتي
وأنسجُ الحرفَ في محرابِ مَوجِعَةٍ
فراشَ نارٍ, يُصلِّي تحت حَنجرتي
غَنّيْتُ مِنْ رئتي جاوزتُ مُحترِقاً
كانَ الأسى قَدَري والحزنُ في لُغتي
سعْفُ النخيل طوى حبّي ليغزلهُ
لألف شمسٍ حَبَتْ شعبي بمفخرتي
لكنما السَّعَفُ الولهان أفجعني
نضا هوايَ ومدَّ السيفَ في رئتي!
أيشربُ الحزنُ وجهي في صلاةِ هـوىً
ويُصلَبُ القلبُ في عيني مُعَذبتي؟
أصابعُ الليل قد مدّتْ أصابعَها
تطوي الشموسَ, تُبيدُ الحب.. أغنيتي
ولملمتْ من ذرانا صبحَ فاتنةٍ
وأشعلتْ في دمي نيرانَ أوردتي
أضالعي نَبَتَتْ فوقَ الثَرى أسَلاً
مُدمىً به ماتتِ الأطيافُ أمنيتي
وفي فمي ألف لحنٍ باتً مُحتَضَراً
كنور شمسٍ خبا في مذبح العَنَتِ
روحي بقايا احتراقٍ في توجعها
والقلب منّي يُرى في صدرِ قاتلتي
……
عيناكِ يا بغـداد ألهمَتا
نوراً بدا في العُـمْـر ينسرِبُ
طرّزتِ أفْقَا لحب أشرعةً
جذلى.. يرفّ بها هوىً.. طَرَبُ
لونْتِ كلَّ دروبنا وَهَجاً
حتى (استحَتْ) من ْنورِكِ الشّهُبُ
في شاطئ يكِال سلمُ هَدهَدني
حِلماً, ومَعْـقِـدُ عزْمِ كِاللهَبُ
والشَّمسُ.. تَضْـفـرُ شَعْـرَها ولَهاً
يَشدو لها.. لحنَا لمُنى هُدُبُ
يا جَـنَّـةَ الأعـراسِ.. زنبقَـةً
تَنْـدى بها الآفـاقُ.. والحَبَبُ
بغـداد قَـد غَـنّى الزمانُ لَها
فَـخْـراً.. وتَوَّجَ جيدَها الذهَبُ
وجـهٌزهـا للعُـرْبِ منتصـراً
عزّاً.. إليهـا المجـد ِيَنْتَسِبُ
بغـداد فيكِ النَّصْـرُ مؤتلِقٌ
كفّاهُ تقْصرُ دونَهـا السّحُبُ
لولا مَسَتْكفّاهُمُ جْـدبةً
لاخْضَرَّ من نُعـماهـما الجَدَبُ
والمجد ُقد سـرّ الزمـان بــهِ
تسمـو الدنا, والعُـمْـرُ, والحقَبُ
رفّتْ ليَال أوراسُم نْفَـرَحِ
نجـواكِ حتى قـد زَهَتْ حَلَبُ
عَبـْرَ المَدى بوركتِ في ألَقٍ
عَـدْ بالرؤى بالحُبِّ تَصْطَخِبُ
بغـداد ملءُ دَمي هَوىً لَجِبُ
منها الأماني.. يُوقَــدُ الغَضَبُ
….
الـهُـدب سيف
الهـدْبُ سيفٌ بظهر الغـيبِ يحتَلبُ
والعُـمْرُ نارٌ سعَـتْ للحـرقِ تحتطبُ
والليلُ في صمـتـهِ إيذاء وحدتِهِ
والنجمُ يَـخبو سَناً للنوح يَـنْـقـلـبُ
سعـى لنا أمَـلٌ في سرِّه أسَـلٌ
حَـنّـى أصابِـعَـهُ بالنار تَـخْـتَـضبُ
وجداً وشوقاً وإضراماً لوحشتهِ
هيهات لا يرتضي للماء فينسكبُ
يا ويحهُ عشْق نار الحب يذبحهُ
حتّى يُظنّ بهِ والوجدَ يُجتَلَبُ !
من مهد الشعر..
قالت عن “د. صاحب خليل إبراهيم” الكاتبة “تماضر وداعة”: “شاعر من مدينة الكوفة من مهد الشعر والأدب، حيث شرب القيم الأصيلة الشرقية ونهل من طيبة أهلها لذلك هي تسكن قلبه وعقله، يسري حبها في جسديه مسرى الدم وكما دقات القلب. شاعر يشار له بالبنان فهو بفضل الله تعالى قدم للمكتبة العربية أكثر من 75 كتابا مابين الشعر والقصة القصيرة والنقد والفن والأدب العـربي وأدب الحرب والموسوعات، وتحت الطبع أكثر من 30 كتابا.. خصني بمذكراته، عرفته الجماهير شاعرا اعتلي منصات الإلقاء في والوطن العربي، شاديا بأبياته الرائعة، وأنصت له الجميع في متعه الإشباع الشعري، حيث فرض أسلوبه الأدبي علي الجميع متميزا عن الآخرين بما يتناوله من موضوعات مهمة تمس الوطن، وكتب الكثير من القصائد عن العراق. بغداد والكوفة والأردن وسوريا واليمن وبريطانيا وألمانيا والنجف وكربلاء وبابل وغيرها من المحافظات والموصل وتكريت وواسط”.
وتضيف: “قصائد د. صاحب خليل إبراهيم جدية مؤثرة وموحية، فمسيرة حياته ينابيع تروي بوادي الروح وتنهل منها أفواه العطشى لسيل الكلام النابع من مسامات العشق، يدخل نفس القارئ فيخلق فيها متعة فنية وحزنا ونقمة وشبه ازدراء للذات الإنسانية التي لا يهزها الشوق والحنين، وأهم أركانه تلك الحرية التي تميز الشعر فتجعل بعضها في حالة ثوره لقيام إصلاح أو معنى لقيامها.. وقد تنوعت قصائده كتنوع الأزهار في الرياض البرية منها الغزل واللوعة في حب وسحر العيون وللهدب شعرا أيضا”.
صدرت له الكتب الآتية:
– أصوات ثائرة.
– حدِّق بوجه من تُحب.
– حين يبتدئ الحب.
– أيها الليل كن حارسي.
– كتاب الاغتراب في الشعر العـربي قبل الإسلام.
– الصورة السمعية في الشعـر العـربي قبل الإسلام.
– ديوان الإمام الشافعي.
– ديوان هي الأنثى.. وهذا سرها.
– ديوان قصائد البحر.
– كتاب في البنية الإيقاعية لمعلقة أمريء القيس.
– كتاب غـربة الموت في الشعر الجاهلي.
– كتاب جدلية الزمن واللون في الشعر.
– ديوان دخان التلاشي.
– الأدب الجاهلي.
– ديوان دماً كان قرص الشمس.
– ديوان دم يملأ السنبلة.
– ديوان يحرس النخل كلَّ النخيل.
– ديوان أنا شاعرٌ وهذا قَدَري.
– كتاب تحفة نجباء العصر تحقيق.
– كتاب في الصوت وفن الإلقاء.
– كتب أعذب المناهل.
– ديوان اخضرار الرماد.
– ديوان غدا سأبحر.
– كتاب نسبة العين.
– الوجيز في الأدب الإسلامي.
– ديوان د .صاحب خليل إبراهيم/ الأعمال الشعرية ج1.
– ديوان نهج الكوثرية.
– كتاب الغـربة والحنين.
– معجم العـرائس الفصاح.