أبناء الشعب بشكل عام ينقسمون إلى قسمين , الأول وهم فئة قليلة يهتمون دائما بالأحداث السياسية التي تجري في دولهم لكن من أسوأ الصفات التي تمتلكها هذه الطبقة هي المشاركة القليلة في العمليات الديمقراطية وذلك لأنهم يراقبون بشكل جيد ما الذي يفعله القائمون على الحراك السياسي وبالتالي فأن التشاؤم يسيطر دوما على أفكار مثل هذه الطبقة .
أما النوع الثاني وهم الأغلبية وتسمى بالطبقة العاملة ولا يهتمون بالسياسة ويسيطرون على الشارع لكن لهم دور يذكر في العمليات الديمقراطية وتحديداً في الانتخابات يقومون بمشاركة فعالة وهم يصنعون القادة.
لكن من أهم الصفات السيئة للقادة أنهم ومع مرور الزمن يضربون عرض الحائط مطالب هذه الطبقة وفي بعض الأوقات يتحدونهم وغالبا ما يكون مصير هؤلاء القادة الإطاحة بهم من قبل هذه الطبقة لأنهم يمتلكون زمام الأمور في الشارع ويعرفون متى يقولوا كلمتهم النهائية عندما تسمح لهم فرصة التعبير عن حقيقة مشاعرهم تجاه القادة الذين أعطوا لهم الضوء الأخضر في بداية الطريق.
إن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى سقوط القادة من قبل شعوبهم هي تحدي الشعوب وتصغير الجموع التي تحاول معارضة خطواتهم في حين أن الصوت المعارض هو مرآة نجاح الأنظمة السياسية الديمقراطية والمعارضة مهما كان حجمها فانها كتلة قابلة للزيادة بشكل كبير وفي أسرع وقت دون ان يدرك القادة كيف حصلت المعارضة على هذا التأييد الواسع والوقوف أمام زحفها.
عندما نقول الاعتدال وعدم الاستهانة في التصريحات للقادة لان هذه الصفتين هي التي تحاولان أن تجمعا أنصارك ويثبت بأن لك الحق في نيل قيادة الشعب.
عندما يكون القادة ضمن صفوف الشعب دائما ويصغي دائما الى الأصوات التي تعارض خطواتهم السياسية فأن النجاح سوف يكون مصيرهم لان الشعب هو مصدر صناعة القادة ولا يجوز التمرد عليهم.