18 ديسمبر، 2024 10:08 م

الامبريالية السياسية

الامبريالية السياسية

من المسؤول عن تراجع بعض القوائم المسيطرة في الانتخابات العامة لمجالس المحافظات؟ هل هو قانون سانت ليكو ام انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات ام سياسة الفائزالاكبر؟  
على العموم يرى البعض ان هذا القانون هو مجحف بحقهم، وانه قد سلبهم الكثير من مقاعدهم ( تعلم الواوي على اكل الدجاج).
ان قانون سانت ليكو تم باختيار من قبل البرلمان بالتصويت، ولا يمكن لاحد ان يطعن بشرعيته، كما انه يسمح للاحزاب والكتل الصغيرة الحصول على مقاعد، ولا يستطيع اي طرف الحصول على الاغلبية مما يتيح مساحة اكبر للمشاركة في مركز القرارعبر التحالفات، بالاضافة الى انه من افضل القوانين المعمول بها في بلدان عديدة منها اللاوربية مثل السويد والنرويج لكونه يقوم بتوزيع المقاعد بطريقة عادلة.
والسؤال لماذا تصر هذه الكتل على تغيير هذا القانون؟هل من اجل الاستمرار في الهيمنة على السلطة؟ ام ان هذا القانون سيجعل منهم اكبر الخاسرين لمقاعدهم عما كانت عليه النتائج في الانتخابات السابقة؟
قطعاً ما ذكر صحيح في الاتجاهين، والملفت للانتباه ان الفائز الاكبر قد اصابه الغرور، والنشوة جعلت منه ان ينظر الى القوائم الاخرى على انها صغيرة وهو من يقوم بالتوزيع ووضع الشروط، لذلك مرة اكثر من خمسين يوم على الانتخابات بالرغم من مصادقة نتائجها وبرغم الاتفاق مع ائتلاف المواطن، الاانه فشل في تحقيق التوافق بتشكيل مجالس المحافظات للتسويف وكسب الوقت بضم القوائم الصغيرة.
 ان دولة القانون لديها طموح لامحدود وتتصرف بسياسة الكعب المعلا، وعليها ان تعلم ان اتباع طرق الاغراء والشراء للظفر بالاصوات غير صحيحة ولم تعد تجدي نفعاً لانها اصبحت بالية ومكشوفة، هذه السياسة افرزت تحالفات لدى الغير، وسياسة الشر حتماً تكون بالمقابل منها سياسة الخير، فتحالف القوى المختلفة خير تعبير  لتمثيل الطيف العراقي وعابر لكل حدود الطائفية .
والسؤال هل ان هذه الخارطة الجديدة هي خارطة رملية قابلة للتغيير؟
للاجابة عليه لا بد من العرض ان هذه الاتفاقات هي ليست اتفاقات هشة وانما كانت رد فعل لسياسة الامبريالية السياسية المتمثلة بالظلم والاستبداد والاقصاء والتهميش والسيطرة على حقوق الغير، لذلك هي تحالفات قوية لانها متفاهمة وقريبة من بعضها البعض من ناحية الاهداف في خدمة المواطن، بالاضافة الى انها ليس المهم لديها الحصول على اكبر عدد من حكومات المحافظات، وعموماً ما موجود في هذه التحالفات هو الافضل للكل ولا تستطيع الامبريالية السياسية ان تمنحه، فالخارطة ليست رملية وانما الخارطة الصحيحة ولا يصح الا الصحيح .