الظلام الحالك يخيم على القرية، ونباح الكلاب تُسمع، و كأنها ترى أحدا يقترب من القرية، الجو ممطر، والرياح قوية باردة، شعبان يحمل بندقيته وبيده (فانوس) ينير طريقه، يراقب هذه التحركات، ويتابع الأغنام و يخشى عليهن من السرقة، الذئاب التي تهاجم القرية بين فترة وأخرى، بيوت القرية مبعثرة وقليلة، اليوم شعبان السهر والحذر والمراقبة المشددة، يتناول الشاي الذي يساعده على السهر، صوت قادم من بعيد يحاول شعبان معرفته، صاح شعبان من القادم، اجاب سلمان جارك قادم لمساعدتك، علمت انك تحرس، وأردت أن اتناول بالقرب منك الشاي، رد شعبان أهلا وسهلا، مرحبا بك، وجلسا يتحدثا عن الماضي عن أحاديث الخدمة العسكرية في الشمال في المناطق الباردة،ثم عن الموسم الزراعي والأمطار والأعلاف، وأسعار الأغنام والسوق، قام شعبان بعمل القهوة، ليل الشتاء طويل، الحذر مطلوب في هذه الأيام، اتفقا أن يقوما بالحراسة ضمن برنامج ليلي يومي، في فترة الشتاء، الفجر قادم لامحال، وإذا الفجر مطل كالحريق، وقد غلب عليهما التعب والسهر، توجها نحو الصلاة، وتناول الفطور الصباحي الذي يتكون من خبز التنور الحار والألبان و(شوربة العدس) التي ذكرتهم بأيام العسكرية، كان ليلاً من ليالي الشتاء الباردة والممطرة، رغم صعوبة لكنه كان جميلاً، واتفق شعبان وسلمان على الحراسة في الليل،وعمل برنامج لحماية الأغنام من الذئاب والسراق أو أي تهديد خارجي يهدد سلامة وأمن القرية، تجربة ناجحة وخطة جيدة، وسهرات ممتعة في الشتاء.