18 ديسمبر، 2024 9:06 م

القلب النابض لمشروع خميني

القلب النابض لمشروع خميني

ليس بإمکان النظام الايراني أن يخرج من مأزقه الحالي الذي يواجهه وهو نتيجة منطقية لسياسة خاطئة من کل النواحي، وهو يريد الخروج من مأزقه بواسطة توسيع دائرة الازمة وجعلها تشمل شعوبا ودولا أخرى وفي مقدمتها العراق الذي يعاني من وطأة النفوذ والهيمنة الثقيلة المرة لهذا النظام منذ عام 2003، وإن النظام الايراني قد خطط عمليا وبصورة مکثفة من أجل ذلك عن طريق زيارات مسٶوليه للعراق بعد إندلاع أزمته مع الولايات المتحدة الامريکية وقد کانت زيارة الرئيس الايراني روحاني ذروة المحاولات الجارية لتوريط العراق في مخطط إشراکه في مواجهة طاحنة خاسرة ستجلب المزيد من الدمار والمآسي على العراق، هذا إذا ترکنا جانبا الزيارات السرية والخاصة للإرهابي قاسم سليماني، قائد وموجه الارهاب في المنطقة والعالم للعراق من أجل ضمان توريط العراق.
المسٶولون الامريکيون، حذروا الحکومة العراقية من التورط في الانحياز لصالح النظام الايراني، ولئن أعلنت الحکومة العراقية حيادها المزعوم بشأن المواجهة المحتملة بين واشنطن وطهران، لکن مايجري في الحقيقة والواقع هو خلاف ماتزعمه، إذ أن المواقف والتحرکات الرسمية کلها مکرسة من أجل إنقاذ النظام الايراني من مأزقه الذي يکتم على أنفاسه، وحتى إن فضيحة بيع النفط تحت عقد بإسم العراق والتي فجرتها شرکة”آني”الايطالية عندما رفضت شحنة نفط للنظام الايراني، کل هذا يدعو لأکثر من سٶال عن مدى وحدود النفوذ الايراني في العراق والخطورة التي باتت تشکله على السيادة الوطنية وعلى مصالح الشعب العراقي.
عندما يعتبر قائد الحرس الثوري الايراني المدرج ضمن قائمة الارهاب اللواء حسين سلامي بأن:” الثورة الاسلامية اصبحت القاعدة الاساسية للشعب العراقي وان الاعداء يواجهون المقاومة من ابناءنا في الحشد الشعبي وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن” فإنه من المهم جدا ملاحظة إنه خص العراق دون لبنان واليمن بالتبعية المطلقة للنظام الايراني ولنهجه، إذ إن کلامه هذا يعني جعل العراق قاعدة أساسية للنظام الايراني لکي يصفي حساباته مع الآخرين، وبطبيعة الحال فإنه لايمکن أبدا أن يرضى الشعب العراقي بهکذا دور ليس من ورائه سوى الدمار، حيث يبدو إن هذا النظام المثير للمشاکل والازمات لم يکتفي بکل تلك الاتفاقيات المجحفة التي وقعها روحاني مع رئيس الوزراء العراقي ولم يکتفوا بمص دماء الاقتصاد العراقي وبث شرکات الحرس الثوري الارهابي في مفاصله، وإنما يريدون أيضا أن يجعلوه شريکهم في الدمار والمصائب والويلات التي تنتظرهم، ولاندري أين راحت کل تلك الاصوات التي إرتفعت عاليا للحيلولة دون جعل العراق ساحة لتصفيات حسابات النظام الايراني؟!