يعتبر العالم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس غير تقليدي Unconventional president وهذه الصفة هي لازمة في الأعلام الأمريكي وذلك يعود لأسباب عديدة إمتازت بها مرحلته التي اصبحت ظاهرة تسمى بإسمه ( ظاهرة ترامب ) فالرجل لم يأتي من مختبرات السياسة وأقنيتها بل جاء من عالم المال والسياسة التي اتبعها في ادارته للبيت الأبيض تميزت بالقرارات المفاجئه وعدم التمسك بالحلفاء والأصدقاء مما أدى لطرد العديد منهم خارج الكابينة .
اولى ترامب أهمية خاصة لتطوير القوات المسلحة ويطمح لتحويلها الى قوة في اعلى سلم التفوق في كل شيء ولذلك كانت الميزانيات التي منحها الى البنتاغون من الموازنة العامة هي الأعلى في تأريخ الولايات المتحده الأمريكية ومن بين مطامح ترامب هو جعل الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأقوى في القوة السبرانية أو ما تسمى بالقوة الألكترونية أو الرقمية .
كنت قد كتبت مقالاً سابقاً عن القوة السبرانية وعن البنى التحتية وعناصرها الرئيسية وكيف ان التصارع على السيادة يكاد ينحصر بين ثلاث قوى هما روسيا والصين بالأضافة الى امريكا ولكن الأخيرة هي التي منحت تلك القوة بعداً آخر من حيث التنظيم والدعم وتوفير الأمكانيات وساحات العمليات .
الحروب السبرانية هي حروب المستقبل التي ستكون ساحات عملياتها الفضاء وقواتها هي البرامجيات الحاسوبية التي ستكون اكثر فتكاً خصوصاً حينما تستخدم القوة الخشنة والأسلحة التقليدية مع الجيش او القوة الجوية أو البحرية .
الحكومات الألكترونية والتحكم الألكتروني بالمصادر سواء كانت عسكرية أو مدنية كالسدود والبنوك والأمن القومي وحركة النقل الجوي والبري والبحري وكل ما يستخدم الفضاء الألكتروني في التحكم والسيطره هي بأجمعها أهداف هشة للهجمات السبرانية وقد سبق للولايات المتحدة الأمريكية ان هاجمت المفاعلات الأيرانية في العام 2010 وتمكنت بفعل فايروس ستاكس نت ان تعطل 1000 جهاز طرد مركزي وتعطيل البرنامج النووي الأيراني لمدة سنتين على الأقل كما هاجمت كوريا الشمالية وأوكرانيا حيث تعطلت جميع المصانع وتم تعطيل الطاقة كلياً وهناك هجمات ناجحة أخرى وفي أهداف أخرى أيضاً ما يهمنا في الأمر هو ان الرئيس غير التقليدي قرر ان تكون هجماته ضد ايران غير تقليدية ايضاً فأوعز للقوة الفضائية السبرانية ان تباشر بالهجمات ضد اهداف أيرانية محددة تؤدي الى زيادة خنق ايران وإجبارها على التفاوض مجدداً تحت شعار ( ايران لا نووية ) .
هاجمت القوة السبرانية جميع منظومات السيطرة على الصواريخ البالستية التابعة للحرس الثوري الأيراني أمس الأول وكانت النتائج مرعبة فقد تم مسح جميع كلمات المرور الخاصة بمنظومات التحكم بل والسيطرة عليها وهذا الهجوم اعطى رسالة واضحة الى ايران بان تلك الصواريخ ستكون خارج المعركة في اللحظات الأولى لبدء الحرب وقد يتم تدمير جميع منظومات الصواريخ خلال دقائق معدودة .
تناول العالم بأجمعه خبر الهجمة السابرانية الأمريكية ( في المقدمة صورة مقال للكارديان حول الهجمات ) وفهموا قوة الردع الترامبية الجديدة وايقنوا تماماً ان دعم البيت الأبيض وتأسيسه لتلك القيادة هو الأيذان بمستقبل جديد امضى من كل الأسلحة التقليدية واقل كلفة وخسائر وكان هذا الأجراء رداً قاسياً الى كل الذين اتهموا ترامب بالضعف والتهاون وأضاف الى الأمن القومي الأمريكي تفوقاً آخر يفتخر به المواطن الأمريكي الذي كل همه ان تكون امريكا في القمه وهي الأعظم وهو شعار الرئيس ترامب الدائم .
