5 نوفمبر، 2024 2:36 م
Search
Close this search box.

دماءٌ قانية تُهرقُ عبثاً

دماءٌ قانية تُهرقُ عبثاً

(قد يختلف معك آخرون في الطرح فلا ضير من ذلك وهذه أيضا من سمات العقول المتحررة أن لا تحجر عليها في منطقة ضيقة فان أتعس ما في العقل عندما يركنه الشخص ليصبح الاخرون يفكرون له وهو ما يُعرف بالعقل الجمعي)***

يعزّ علينا أن دماء الشهداء حينما تُراق لم تكن لتوضع في مكانها الصحيح
للأسف أن فهمنا لفلسفة الحياة الدنيا مغلوط
حتى أضحينا نتفاخر بها لتكون مقبرة للاحياء قبل الأوان
بمُسميات الجهاد والشهادة وسوح النضال
ولهذا تشبعت قناعاتنا بالموت والتعذيب والظلام
وترّسخت في وجداننا مفاهيم الغَلَبَةِ والكراهيةِ والانتقام
ومن سوء تقديرنا وتقصير رؤيتنا طغت على أفكارنا قناعات
بأن طريق النصر والنجاح
لايمكن له أن ينطلق إلاّ من الزنازين والطوامير
ولايمكن له أن يمر إلاّ على الجثامين والأشلاء
ولايمكن للضياء ان ينبلج ويتوهج شعاعه إلاّ بعد استفحال عتمة الظلام
وهذا هو سبب عزلتنا وفرقتنا وتأخرنا وتخلفنا وجهالتنا
ولهذا لايمكن أن نُبريء ساحة أي جناح من الاحزاب تلّبدت أفكاره بالسياسة البائسة واستمرأت
الانكماش على الذات الحزبية
ومن مسيرة الحياة تعلمنا ان كل جناح لايتورع عن الامعان في ارتكاب ما يقترفه الجناح الاخر
ولايقل عنه ظلما وقسوة وأنانية اذا اتيحت له الفرصة للاجهاز على الاخر وقد يزيد عليه وحشية
في الانقضاض عليه والبطش به
والتجارب المريرة في حياتنا هي حافلة بالشواهد والحقائق
إننا لانفهم كيف نبني الوطن لسبب بسيط اننا لانملك روح الحماسة والمودة والنقاء التي انغرست في قلب عصفورين يتبادلان مناولة القش لبناء عشهما ويسهران على احتضان البيض في انتظار وليدهما من الفراخ اليافعة
الفن لدينا هو ليس رسم وردة او تخطيط لساق شجرة مورقة انما هو التفنن في بناء قصر نهاية او نقرة وحفرة في الصحراء او معتقلات تحت الارض لنخنق بها أنفاس البشر
رحل ذلك الانسان ….. الذي تعفر وجهه بجراح سياط الجلاد …… بعد أن تراكم الحزن في جوانح صدره ليس من أثر السجن وظلمته ولا من عذابات وتنكيل الجلاد إنما بعد ان تفرق عنه رفاق دربه وغدروا به ونكلّوا بمعتقداته وازدرؤوا أفكاره وأضاعوا هدف حلمه بعد أن كان قد رسم صورة لوطن تشرق على غده أنوار الحرية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات