23 ديسمبر، 2024 5:45 م

تصريح السنيد وأشياء آخرى !

تصريح السنيد وأشياء آخرى !

لفت انتباهي تصريح خطير للقيادي في ائتلاف دولة القانون حسن السنيد وهو كما معروف أحد المقربين من رئيس الحكومة نوري المالكي فقد اتهم امس المخابرات التركية والاردنية باعمال العنف التي تشهدها العاصمة بغداد وقال في تصريح ادلى به به للمركز الخبري التابع لشبكة الاعلام العراقي ان وزارة الخارجية مطالبة بعدم “مغازلة ” هاتين الدولتين لتورطهما باستباحة الدم العراقي .

مثل هذا التصريح يفترض ان لايمر مرور الكرام على مسامع المواطنين ، فالرجل اي السنيد غريم المالكي ورفيق دربه الجهادي ، كما يقال وهو لاينثر كلاما بالهواء !.

المعلومة مثيرة من رجل مهم للغاية ويعتبر رقماً مهماً في العملية السياسية لكن كيف نتأكد من دقتها .
هل يمتلك السنيد وثائق وادلة دامغة تؤكد تورط مخابرات الاردن وتركيا بأستباحة الدم العراقي ثم لماذا سرب هذه المعلومة للاعلام بدلا من ان يسربها للمالكي او للاجهزة الامنية المختصة ؟ ،

على الرغم انني لااستبعد مشاركة اي دول اقليمة في سفك الدم العراقي، فمنذ زمن بعيد و نحن نسمع عن انباء تشير إلى تورط اغلب الدول المجاور بما يجري من احداث عنف تستهدف المواطنين العزل في مناطق مختلفة بهدف أثارة العنف الطائفي من جديد .

مايهمني بتصريح السنيد ان تقوم الاجهزة الامنية بالاطلاع على خلفيات المعلومات التي متلكها القيادي في ائتلاف دولة القانون والتأكد من مدى صحتها ؟ .

لاشك ان الامن عمل جماعي يتحمله الجميع بلا استثاء وليس هنا في محل المدافع عن الاجهزة الامنية وقادتها سواء كان المالكي أو غيره ، فهم مسؤولون عن الاوضاع الامنية وفق الدستور وامام القانون وامام الله سبحانة وتعالي ،ز كما يقول الحديث النبوي الشريف “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته “
ومن المهم محاسبة المقصر مهما كان موقعه في الدولة ، فبطبيعة الحال لامجاملة امام دماء الابرياء وليس هناك اعز منها سواء الاشخاص او العملية السياسية او اي شيء آخر ، لكن للناقش الموضوع بواقعية ، الا ترون أن الارهاب(مهما كان الفاعل ) يسعى إلى اجتثاث عقلية الفرد العراقي التي ترفض التطرف والانخراط بمايجري بالمنطقة من احتراب واقتتال ؟

لاامنح اهمية كبيرة لما تنشره المؤسسات الاعلامية الخبيثة التي تحاول ان تصور ان طبول الحرب الاهلية دقت وانه لم يبق سوى ايام ونرى حرب الشوارع في بغداد ومن ثم في باقي المحافظات لااني على يقين ان النسيج العراقي اعمق من ان تفككه سيارات ملغمة او عبوات ناسفة وضعتها ايادي مأجورة ملوثة ومجرمة .

فقد بات واضحا ً ان العقل العراقي يتعامل بحكمة وعمق في نبذ الطائفية ونبذ الكراهية وان الارهاب الذي يستهدف يوما مناطقاً ذات اغلبية شيعية واخرى ذات اغلبية سنية يحاول يائسا ًممنهجة العنف عبر منابر وجوامع ورجال لبسوا الزي العربي مدعومين اقليميا لم يشر لها السنيد في تصريحه الصحفي اذا اتهم دولا اقليمية، لكنه لم يسمي الاشياء بسمياتها العملية فعبر اي ادوات تنفذ مخابرات تلك الدول اهدافها ؟!.

وملخص الحديث اقول ان الارهاب سواء كان ارهاباً سياسيا أو ارهاب عصابات اجرامية الغاية منه اجتثاث العقل العراقي ونفيه وتحويله من عقل راغب بالسلام إلى عقل يسكر بالدم وسيتسمر مالم هناك من يدعمه ويمنحه الغطاء الشرعي من سياسيين ورجال دين و لاتتصورا ان هناك امنا سيحل بهذا البلد ، حتى لو وضع المالكي شرطي امام كل مدرسة ومسجد وجامع وبيت وكلية ووزارة واشترينا جميع الكلاب البوليسية في العالم وغير البوليسية ! مادمنا غير قادرين على تعقب حرامي البيت وفضحه الذي اتمنىى ان يعلن عنه السنيد او غيره باقرب مدة ممكنة ! .