16 يناير، 2025 12:09 ص

العامري يحرض الشيعة على القتال دعما للاسد

العامري يحرض الشيعة على القتال دعما للاسد

قال وزير النقل العراقي هادي العامري إن آلاف الشيعة في العراق وخارجه سيحملون السلاح في وجه ‏‏”وحوش” تنظيم القاعدة في سوريا إذا تعرض الشيعة أو أضرحتهم لهجوم جديد.‏

وقال العامري في مقابلة مع رويترز “تريدون أن نظل جالسين. الشيعة يعتدى عليهم ونحن نظل ‏جالسين وأنتم تساعدونهم بالمال والسلاح وأمريكا تساعدهم (المقاتلين السنة) بالمال والسلاح.”‏
والعامري هو أيضا الأمين العام لمنظمة بدر وهي حركة سياسية انبثقت عن ميليشيا مدججة بالسلاح ‏دربتها إيران وكثير من أعضائها أفراد في قوات الأمن العراقي حاليا.‏
وبعد أكثر من عامين على بدء الصراع الذي أودى بحياة 93 ألف شخص تأخذ الحرب الأهلية السورية ‏منحى طائفيا متزايدا إذ يقاتل المعارضون وأغلبهم من السنة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي ينتمي ‏للطائفة العلوية.‏
ويقسم الصراع السوري الشرق الأوسط بين الطائفتين إذ صارت سوريا ساحة حرب بالوكالة بين إيران ‏الحليف الرئيسي للأسد وخصومه السنة في تركيا ودول الخليج.‏
وقال العامري إن الشيعة غضبوا لمقتل نحو 60 شخصا من أبناء طائفتهم على يد مقاتلين سنة في قرية ‏بمحافظة دير الزور في شرق البلاد في وقت سابق هذا الشهر. وأضاف “قبل أسبوع التقيت بنائب ‏وزير الخارجية الأمريكي وقلت له بصراحة نحن لا نشجع أحدا بالذهاب إلى القتال (في سوريا) ولكن ‏بكل صراحة إذا صار مثل هذا التعدي الذي صار على القرية الشيعية في دير الزور أو إذا لا سامح الله ‏صار تعدي على مرقد زينب سوف لن يذهب واحد أو اثنان بل آلاف بل عشرات الآلاف من الشباب ‏‏(الشيعة) سيذهبون ويقاتلون إلى جانب النظام (السوري) ضد القاعدة وضد من يدعم القاعدة.”‏
وتابع “بعد هذه الحادثة (مهاجمة قرية حطلة الشيعية في دير الزور) التي حصلت آلاف الشباب الشيعي ‏سيذهب ليقاتل وإذا 300 شاب من حزب الله اللبناني … غيروا معادلة في سوريا سينطلق آلاف الشباب ‏العراقي الشيعي من هنا ليغير مئة معادلة” في إشارة إلى مقاتلي جماعة حزب الله الذين تدخلوا ومكنوا ‏قوات الأسد من استعادة مدينة القصير هذاالشهر.‏
وكان تفجير استهدف مرقدي إمامين للشيعة في مدينة سامراء العراقية عام 2006 قد أشعل شرارة ‏أسوأ أعمال عنف طائفية بين السنة والشيعة في العراق. وحاربت ميليشيا فيلق بدر إلى جانب إيران في ‏حربها مع حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بين عامي 1980 و1988. وهيمنت الميليشيا ‏على معظم جنوب العراق بعدما أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بصدام حسين عام 2003 ‏وخلال القتال الطائفي الذي أعقب ذلك.‏
وعقب الانتخابات العامة الماضية التي أجريت عام 2010 حول العامري ولاءه إلى رئيس الوزراء ‏نوري المالكي زعيم حزب الدعوة الشيعي المنافس.‏
وتحدث العامري عن سوريا دون أي مواربة لكن لم يتضح إلى أي مدى تعكس آرائه وجهة نظر ‏حكومة المالكي. وقال الوزير “هل تريدوننا أن نظل جالسين. الشيعة يعتدى عليهم ونحن نظل ‏جالسين… وأمريكا والبقية يساعدونهم بالمال والسلاح. ماذا تتوقعون؟” وأضاف أن الشبان العراقيين ‏المتطوعين يذهبون إلى سوريا عبر بيروت أو ينتقلون جوا من بغداد إلى دمشق.‏
وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة العراقية ترعى مقاتلين شيعة عبر الحدود شبه العامري تدفق ‏المقاتلين الشيعة من العراق بتدفق المسلحين السنة من تونس وليبيا ومصر وبعض الدول العربية ‏الأخرى.‏
وقال “الحكومة العراقية ليس لها دخل. مثلما هم يقولون إن الحكومة التونسية والليبية والمصرية لا ‏تدري… أيضا نحن في الحكومة العراقية لا ندري.” وأضاف أن الموقف الرسمي للدولة هو أنها لا ‏ترعى المقاتلين العراقيين قائلا “إنهم يذهبون لحماية مقدساتهم.”‏
وأعلنت جبهة النصرة اندماجها مع جماعة دولة العراق الإسلامية جناح تنظيم القاعدة في العراق الذي ‏قاتل القوات الأمريكية والسلطات العراقية التي يقودها الشعية على مدار العقد الماضي والذي تحمله ‏بغداد مسؤولية تفجيرات لا تزال تسفر عن مقتل مدنيين ورجال شرطة.‏
وسخر العامري من فكرة أن القوى الغربية يمكن أن تضمن وصول الأسلحة إلى أيدي الجماعات ‏المعتدلة فقط من المعارضة السورية واصفا القاعدة وفروعها بأنهم “وحوش”.‏
وقال “اليوم الأقوياء في الساحة السورية هم جبهة النصرة وهم سيأخذونه (السلاح) من المعتدلين بالقوة ‏‏… نحن نعتبر أي سلاح سيصل إلى جبهة النصرة سيتوجه إلى صدور العراقيين.”‏
ويخشى العامري وغيره من القادة في بغداد وطهران أن يمهد رحيل الأسد الطريق أمام تولي حكومة ‏إسلامية سنية معادية من شأنها أن تضعف نفوذ الشيعة في الشرق الأوسط ثم تحول أنظارها في النهاية ‏إلى العراق وإيران.‏
وأكسب الصراع السوري جناح القاعدة في العراق قوة ومجندين من بين السنة الساخطين على الهيمنة ‏الشيعية منذ سقوط صدام حسين.‏
وقال العامري “أنا رفعت السلاح ضد صدام حسين أكثر من 20 عاما. قاتلت في الجبال والأهوار وفي ‏كل المناطق. والله لو خيرت بين القاعدة وبين صدام حسين لقاتلت إلى جانب صدام حسين ضد القاعدة ‏لأنه لا يوجد أسوأ من القاعدة. “النقطة الأساسية لما يجري في المنطقة هو مشروع طائفي بغيض ‏لتمزيق المنطقة … هذا كله خدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة.”‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة