11 يناير، 2025 10:48 م

“جمالي نوبندگاني” : إسقاط الطائرة المُسيرة ينم عن جهل “البيت الأبيض” بالقدرات الإيرانية !

“جمالي نوبندگاني” : إسقاط الطائرة المُسيرة ينم عن جهل “البيت الأبيض” بالقدرات الإيرانية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أسقط “الحرس الثوري” طائرة أميركية مُسيرة تجاوزت الحدود الإيرانية، وفسر البعض الإعتداء الأميركي بالرغبة في توريط “إيران”، وقد سبق أن شاهدنا تصاعد موجة الاتهامات ضد “طهران”، مؤخرًا، في تفجيرات “الفُجيرة” و”بحر عُمان”.

ولمناقشة تداعيات هذه الأحداث في الخليج على الصراع “الإيراني-الأميركي”؛ أجرى موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، الحوار التالي مع، “محمد جواد جمالي نوبندگاني”، أمين لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بـ”البرلمان الإيراني”..

حيرة وتشتت الأطراف الهادفة إلى توريط طهران..

“الدبلوماسية الإيرانية” : في ضوء تفجيرات “الفُجيرة” و”بحر عُمان” وإسقاط طائرة التجسس الأميركية المُسيرة، يعتقد البعض أن “الولايات المتحدة” تتبنى سيناريو رئيس يستهدف جر “إيران” إلى حرب عسكرية، أو إحالة الملف الإيراني إلى “مجلس الأمن” وتشكيل تحالف دولي ضد “طهران”.. ما هو تقييمكم ؟ 

“محمد جواد جمالي نوبندگاني” : رغم أن “البيت الأبيض”؛ بمحورية “دونالد ترامب” و”جون بولتون” و”مايك بومبيو”؛ يقود عملية الاتهامات ضد “الجمهورية الإيرانية”، لكنهم متيقنون مسؤولية “الكيان الصهيوني” وشخص، “بنيامين نتانياهو”، مدعومًا بأموال “النفط”، السعودية والإماراتية، عن الأحداث في المنطقة والشرق الأوسط؛ وتحديدًا العمليات الأخيرة في الخليج بغية إندلاع الحرب بين “إيران” و”أميركا”.

لأن أمن “الكيان الصهيوني” رهين بنشر الاضطرابات في الشرق الأوسط.. ولكن وبسبب فشل تلك المساعي، حتى اللحظة، بدأت أجهزة الأمن الصهيونية في مسعى جديد يستهدف إصطناع مشكلة لـ”الجمهورية الإيرانية” حتى يتسنى لـ”التحالف الدولي” تحويل الملف الإيراني إلى “مجلس الأمن”، وهذا ما حدث مؤخرًا، لكن لم يتخذ “مجلس الأمن” أي قرارات ضد “إيران”.

وفي هذا الصدد؛ أعلن “باتريك شاناهان”، وزير الدفاع الأميركي، بشكل صريح؛ أن جهود “الولايات المتحدة” ترتكز على فرض العزلة ضد “إيران”.. وفيما يتعلق بدور القائمين على حراسة الأمن الإيراني بإسقاط الطائرة الأميركية المعتدية، فقد أنكر المسؤولون بـ”البيت الأبيض” المسألة في البداية، ثم أعلنوا أن الطائرة كانت تقوم بمهمة خارج الحدود الإيرانية، والآن يعتزمون الإعتراف بالتصريحات الإيرانية.

من ثم؛ تعكس الإزدواجية والتعددية في جميع هذه السيناريوهات؛ حيرة وتشتت الأطراف المشاركة في هذا السيناريو وهو ما يؤدي بالنهاية إلى فشلهم جميعًا.

أميركا تسعى إلى الحد من خطوات إيران..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هي أهداف توريط “إيران” من عملية إسقاط الطائرة المعتدية ؟

“محمد جواد جمالي نوبندگاني” : يمكن مناقشة هذه المسألة من عدة جوانب.. حيث تحوز هذه السيناريوهات الأهمية من حيث تضخيم التهديد الإيراني وتكثيف الضغوط على الدول العربية.

من ثم يسعى أطراف هذا السيناريو إلى خلق أجواء توتر ضد “إيران”، ويسعون من المنظور السياسي والدبلوماسي إلى خلق تحالف ضد “طهران”، لا سيما بعد إقدام الأخيرة على خفض إلتزاماتها النووية.

من هنا تتطلع “أميركا” إلى الحد من سرعة الإجراءات الإيرانية. وبالتأكيد يمكن القول: إن إسقاط قوات “الحرس الثوري”، للطائرة الأميركية المعتدية، هو بمثابة اختبار أميركي للتعرف على مدى يقظة القوات العسكرية والأمنية الإيرانية؛ التي لن تتورع عن القيام بأي شيء يحمي أمنها ضد أي إعتداءات.

إن خطوط الأمن الحمراء هي الحدود المائية والبرية والجوية، ولن تستأذن أي طرف للحفاظ عليها.

الانقسام داخل الإدارة الأميركية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : كيف ستكون الرؤية العسكرية الأمنية حيال أمن الخليج و”إيران” ؟

“محمد جواد جمالي نوبندگاني” : أول مسألة تتعلق بالنظرة الأمنية الأميركية ترتبط تشتت وتضارب الآراء الأميركية الداخلية، وفي هذا الصدد نحن لم نرى، طوال السنوات الثلاث الماضية تقريبًا، اتفاق حكومة “دونالد ترامب” على رؤية واحدة لدرجة لا يتضح معها حتى الآن ماهية المسؤول عن “وزارة الدفاع الأميركية”، بعد “جيمس ماتيس” و”باتريك شاناهان”.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية والحوزات الأخرى، فقد رأينا مرارًا استقالة أو عزل المسؤولين. من ثم تعاني الإدارة الأميركية من حيرة حقيقة، سواءً من حيث التعددية والإزدواجية داخل الهيكل السياسي لـ”الولايات المتحدة الأميركية”، أو من حيث التداعيات الخارجية من مثل الأموال السعودية والإماراتية.

لذلك فالأنظمة الأمنية والمخابراتية والعسكرية الأميركية لا تستطيع إمتلاك معلومات صحيحة ودقيقة عن قدرات “إيران” وحلفاءها الإقليميين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة