17 نوفمبر، 2024 3:24 م
Search
Close this search box.

استهداف المواقع النفطية

استهداف المواقع النفطية

مرة اخرى يتم اقحام العراق في صراع اقليمي لا ناقة للعراق فيه ولا جمل ، وليس ذلك بغريب فكثير ممن نصبوا انفسهم قادة للعراق وعمليته السياسية المشوهة لا يملكون الحد الادنى من الشعور بالوطنية والمواطنة ، تسيطر عليهم افكار مذهبية وبراغماتية قصيرة جدا ، هذه الافكار كانت ومازالت سببا لتخلف بلد عظيم بحجم العراق ، لكن حين تكون ملابسك قصيرة عليك فمن الطبيعي ان تنكشف كل عوراتك وسلبياتك وهذا ما نحن عليه ن ربما لو كانت رئيس الوزراء اكثر موضوعية واكثر اهتماما بمصالح البلد بل اكثر وضوحا مما هو الان لما تجرئا البعض على فعل ما يحلو له وهو ما يسيء للعراق فليس بوسع رئيس الوزراء محاسبة اصغر منتسب لاي جهة سياسية خصوصا ممن يمتلكون ميليشيا ومدعومين من دول الجوار لان الميليشيا في العراق موجودة بدعم ايراني او خليجي على حدا سواء وكلاهما يعمل لايقاف عجلة الاستقرار والازدهار في العراق فليس من مصلحة اي دولة ان يكون العراق قويا مستقرا، فلو كان رئيس الوزراء اوكل مهمة ادارة وزارة النفط لشخصية ميدانية مثل الخبير جبار اللعيبي ممن يرتبط بعلاقات جيدة مع كل القوى السياسية ومع الاهالي والعشائر لما حدث ما حدث بالاضافة الى ان اللعيبي كان وزيرا في الحقول وليس في الوزراء فلا يمر اسبوع واحد الا وكان يزور الحقول النفطية في الجنوب لمتابعة سير العملية الانتاجية وليس هذا القصد منه التقليل من قيمة وزير النفط الحالي بل القصد منه القول ان المرحلة الحالية مازالت تتطلب وزير ميداني ، ولكن بعد ان وقع الاختيار على وزير النفط الحالي فان تفعيل شركة النفط الوطنية وايكال ادارتها الى جبار اللعيبي كان سيجنب الشركات العاملة اي مشاكل امنية خصوصا ان اللعيبي كان يمكن ان يتواجد في الحقول النفطية اكثر من العاملين انفسهم وشخصيا رايت انه يقضي اكثر من 18 ساعه عمل يوميا حين كان وزيرا او مديرا عاما ، انا لا اتبنى الدعوة لمنح اللعيبي استحقاقه بل اتحدث بكلمات رايت منها الكثير بحكم عملي ومقارنة بسيطة بين نشاط اللعيبي واي وزير حالي تظهر انه لم يكن ممن يسافرون كثيرا ولا يهدر الاموال بل على العكس كان مقتصدا وكان يحاول تحقيق اكبر قدر من الوفرة المالية وما عملية تقليص حرق الغاز المصاحب الا نتيجة لخططه وجهوده ولا يمكن نسيان كيف انه جعل من شركات نفطية خاسرة مثل ناقلات النفط جعلها تحقق ارباح وفيرة لاول مرة في تاريخها بفضل خبرة متراكمة لا شك ان البعض سينسب هذه الانجازات له ولا يغير ذلك من الحقيقة التي تقوم على مبدا ان الوزير كلما كان متخرجا من رحم حقول النفط كان اقدر واجدر وانجح في ادارة الوزارة ، ويبدوا ان حقولنا ستبقى معرضة لمثل هذه الحوادث في ضل غياب الادارة الميدانية الحقيقية التي تتواصل مع الجميع بما فيهم قادة سياسيون يدينون بالولاء لدول الجوار ، فلا اظن ان مهمة الوزير منح الموافقات او الايعاز بالصرف او اي نشاط مكتبي او سفر بل وظيفته الاولى هي حسن الادارة والقرب من جميع العاملين والشعور بما يشعرون به وان يكون لديه حدس مسبق لما يحدث او ما سيحدث ،ومؤسف ان ردة الفعل لحادث اصابة مخيم شركة اكسون موبيل من قبل الوزارة مخيب جدا وكان يفترض على اقل تقدير ان يقوم وزير النفط اما بزيارة الموقع وبعث رسالة ان هيبة العراق وسيادته انتهكت او على الاقل ان يتبنى تفعيل قانون شركة النفط الوطنية حتى يضمن وجود من يمكن ان يقوم بواجب الوزير في المواقع النفطية والسلام

أحدث المقالات