22 ديسمبر، 2024 9:42 م

عامل التوتر في المنطقة

عامل التوتر في المنطقة

دعوة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أميركا لبذل جهود من أجل تحقيق “التهدئة” في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة. تبدو دعوة إيجابية في ظاهرها ولکن بشرط لو کان الطرف الآخر هو أي دولة أخرى غير نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ أن المنطقة ومنذ قيام هذا النظام منذ 4 عقود، يعاني من التوتر بصور وأشکال مختلفة ولاريب إنه حتى مبتدئ في السياسة وليس رجل بمستوى عادل عبدالمهدي يعلم بأن سبب توترات المنطقة بصورة عامة تتعلق بطريقة أو أخرى بالنظام الايراني ونهجه المريب الذي إتبعه ويتبعه في المنطقة والعالم.
النظام الايراني ومن خلال نهجه القائم على أساس مرتکزات قمع الشعب الايراني والتدخلات في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب إليها والحصول على أسلحة الدمار الشامل، فإنه ولکي يضمن بقائه وإستمراره، لايجد من طريق أمامه سوى إختلاق المشاکل والازمات وإشعال الفتن، إذ أن إستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم يعني إن أمره قد إنتهى وأصبح في حکم المنهار، ولذلك فإنه يتمسك عاما بعد عام بنهجه العدواني هذا ولايريد التنازل عنه أو تغييره مهما کلف الامر.
طالما إن السيد عبدالمهدي أثار قضية بذل جهود من أجل تحقيق “التهدئة”، فإن عليه بأن يعلم جيدا بأن سبب قدوم الاساطيل للمنطقة وسبب کل الفتن والازمات القائمة في سوريا واليمن وحتى العراق نفسه، کان ولايزال تدخلات النظام الايراني، وإن تخلي النظام الايراني عن نهجه وخصوصا التدخلات في المنطقة وکذلك السعي من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل، يمکن إعتباره من حيث المبدأ المدخل الاساسي لنزع فتيل التوتر في المنطقة والعالم ەالقضاء على عامل التوتر فيه، لکن، هل يمکن للنظام الايراني أن يتخلى عن رکيزتين أساسيتين من ثلاثة رکائز قام عليها؟ من الواضح کلا، وإن تجارب 40 عاما من عمر هذا النظام قد أثبت ذلك بکل وضوح، رغم إننا نود أن نلفت النظر هنا الى نقطة مثيرة جدا، وهي؛ هل إن السيد عبدالمهدي بإمکانه أن يوجه دعوة للنظام الايراني بموازاة الدعوة التي وجهها للولايات المتحدة الامريکية؟ قطعا لو قام بتوجيه هکذا دعوة فإن التأليب سيبدأ ضده کما حدث مع سلفه العبادي، ومن هنا فإن معنى خطورة وسلبية دور النظام الايراني في العراق والمنطقة يتوضح أکثر فأکثر.
لاحل يتوفر من أجل القضاء على الإشکال الکبير الذي أحدثه دور النظام الايراني في المنطقة والعالم، إلا من خلال حدوث تغيير جذري في إيران نفسها والذي يطالب به الشعب الايراني وتناضل من أجله المقاومة الايرانية، وهکذا تغيير جذري لايمکن أن يحدث أبدا مع وجود هذا النظام ، ولذلك فإن مطالبة الشعب الايراني والمقاومة الايرانية لإسقاط النظام وطلبهما من المجتمع الدولي دعمهم وتإييدهم، وهو مايمکن إعتباره الطريقة الوحيدة الحاسمة لتحقيق التهدئة الحقيقية في المنطقة والقضاء على التوترات فيها.