19 ديسمبر، 2024 1:09 ص

النار التي ستحرق النظام الايراني

النار التي ستحرق النظام الايراني

بسبب من السياسات التوسعية والمثيرة للقلق لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فهو يمتلك الکثير من الاعداء ومن مختلف المشارب والاتجاهات، ولأجل ذلك فإن هذا النظام يخوض العديد من المواجهات والحروب وله جبهات مواجهة مختلفة، لکن الذي يلفت الانظار ويجذب الانتباه کثيرا، هو إن المواجهة والجبهة الاکثر جدية وضراوة وقسوة بالنسبة له، هي الجبهة الداخلية، وتحديدا المعارضة الايرانية النشيطة والتي لها دور في داخل إيران.
لئن کانت هناك معارضة إيرانية من مختلف المشارب والاتجاهات والاطياف، لکن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بما يعبر عن تمثيله لمعظم أطياف وأعراق ومکونات الشعب الايراني الى جانب طرحه کبديل سياسي ـ فکري جاهز لنظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية وإمتلاکه لديناميکية متميزة في تحرکاته ونشاطاته السياسية والاعلامية والفکرية ولحضوره المستمر على الصعيد الدولي، فإنه يشکل صداعا وأرقا مزمنا لطهران ينقلب أحيانا الى کابوس مرعب عندما تتناقل وسائل الاعلام الاقليمية والعالمية لنشاطاته وتحرکاته وتصريحات زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي.
مراجعة الاعوام الماضية، حافل بسجل طويل عريض من الحملات المشبوهة التي قادها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد المقاومة الايرانية في سبيل التشکيك بها والنيل من دورها وحضورها الدولي، خصوصا من خلال شبکة من الجواسيس و العملاء الذين تم إفتضاح عدد ملفت للنظر منهم الى جانب العمليات المخابراتية التي إستهدفتها وخصوصا خلال عام 2018، غير أن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هو أمرين مهمين:
أولهما: النظام لايکف ولايتخلى أبدا عن محاولاته ومساعيه المشبوهة عبر حربه الخاصة ضد المقاومة الايرانية ويستمر فيها رغم الفشل والاخفاق الذي يحققه بهذا الصدد.
ثانيهما: المقاومة الايرانية متيقظة ونبهة على الدوام ازاء الحملات النفسية والسياسية والامنية وغيرها التي يشنها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضدها وبشهادة الاعداء بل وحتى بشهادة قادة النظام نفسهم فإنها ليس صمدت بوجه هذه الحرب وانما أيضا إنتقلت من اسلوب الدفاع الى الهجوم، خصوصا بعد إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، التي کانت لها دورا إستثنائيا فيها بشهادة المرشد الاعلى الايراني نفسه.
أهمية وجدية حرب النظام الايراني ضد المقاومة الايرانية يأتي من کونها کما أسلفنا تشکل وبإعتراف مختلف المراقبين والمحللين السياسيين، البديل الجاهز للنظام ومن إنها تحمل برنامجا سياسيا ـ إجتماعيا ــ إقتصاديا ـ فکريا شاملا للأوضاع في إيران، ومن هنا فإن طهران تصرف جل جهدها في مواجهة وکبح جماح الصعود والتألق لهذه المقاومة والسعي للحد من دورها ونشاطها، غير إنه وبعد الانتفاضة الاخيرة وماتداعت عنها والظروف والاوضاع الحالية وبشکل خاص بعد العقوبات الامريکية المفروضة على النظام الايراني، فقد صار واضحا بأن هذه المهمة ليست سهلة أبدا على طهران خصوصا وإن النار المتقدة للمقاومة الايرانية منذ 4 عقود قد بدأت تستعر لتحرق النظام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات