19 ديسمبر، 2024 1:12 ص

تكميم الافواه يعني قطع الارزاق في مصطلح الحرية الجديدة ، ليس فقط محاربة الاصوات المطالبة بحقوقها يؤدي الى التهلكة احيانا تفقد حبالك الصوتية فلم يعد دفن الصوت رادع لمنادي الحرية ، قد يكون اقتلاع الحنجره عقاب قاسي فأنت بت مجرم وتنطبق عليك مقولة من امن العقاب اساء الادب ، مهما كان حجم وقوة السفينة التي تبحر فيها بـ رحلتك المهددة بالانقراض قبل ان تبدأ وانت تبحث عن حقيقة واضحة للجميع ، تأكد بأنك سوف تبقى فوق بحر من المخاطر و التهديدات و الحرب النفسية ، قد يلتهمك قرش ملّ من اكل الاسماك و ضجر من ابتلاع الأقراش ، يغريه ضعفك و يجوع لافتراسك ، انت تواجه البحر الذي تبحر فوق مياهه ، لا يوجد لك مرسى يؤي حطام سفينتك ولن يكون لك طريق غير هذا البحر الذي يخلو من الامان ، سوف تجد نفسك عدو للجميع كل الاصدقاء و الاقارب والعشيرة امامك في محاكمتك شاهدين ضدك ، فـ لماذا تخاف وانت في مأمن الان من قول الحقيقة ، اصمت وانتظر موتا بطريقة تعيسة في حياة يأسة و واقع سيئ ، لا تملك مالا لتتزوج ولا توجد مستشفى لتعالج امك و لن تلتحق مدينتك بالمدن الجميلة ، ستبقى قرية فقدت كل ملامحها لا الشواطئ تشبه روعة ايامها ولا الحقول الخضراء القاحلة الان ترسم الفرح على شفتيك ولا الفقراء سعداء بفقرهم بين ايدي الافقر منهم حالا ، لن تعود تلك القرية كما كانت ، انظر الى المنازل والطرقات و الشواطئ و الحقول فقد تغيرت وعبست ، النظر اليها يحزن الروح الصامتة بضجيجها الداخلي ويؤلم الجسد المقيد بلا قيود ، فأنت عاجز عن تحقيق السعادة ولن تستطيع اسعاد نفسك وقريتك ، الطيور عندما لا تجد اغصان تحط عليها فـ هي تهاجر بعيدا الى ما لا نهاية ، فأين سوف تهاجر انت ولا زال في وطنك وطن مهجر !