ماأن اعلنت كتلا سياسية نيتها الاتجاه للمعارضة السياسية البرلمانية ,حتى انطلقت تصريحات وبيانات ومواقع وجيوش الكترونية للاحزاب السلطوية بالهجوم عليها والصاق اشنع الاوصاف بها لتشويه صورتها في محاولة لثنيها عن التزام جانب المعارضة ,والغريب انهم يتهمون الاخرين بماهم موغلون فيه حتى النخاع من الصراع على المناصب والتكالب على الاموال ونهب مقدرات البلاد.
مازلت اتذكر ذاك المقطع من فيلم الرسالة الخالد وفيه يظهر الكاهن المسؤول عن البيت العتيق في مكة وهو يغلق الابواب بمفاتيجه واقفاله وهو يرى الجيش الاسلامي بقيادة الرسول الاعظم محمد (ص) تدخل مكة المكرمة من كل الابواب , ذاك الكاهن ظن انه بهذه الاقفال سينهي نور الله ويبقي البيت الحرام مغلقا بباب نبي الرحمة وانصاره , وهو من جهلة لايعرف انه “جاء الحق وزهق الباطل “.
تذكرت ذلك وانا ارى ان مايحدث هذه الايام انه وبمجرد انتقاد المرجعية لحكومة”الحازم والقوي والشجاع ” او الحكومة الابوية او حكومة التكنوقراط او الحكومة غير المحاصصية و الافضل بتاريخ العراق والامة والشرق الاوسط كما وصفت وروج لها قبل منحها الثقة والتي اطلقوها لايهام خلق الله انها ستكون بارقة الامل لهذا الوطن الجريح …!,
مع ان الجواب معروف من عنوانه كما يقال ,ذاك انها تجمع كتلا لها باع في الاحتيال والكذب ونهب الاموال وافقار الشعب وتمسكها بتوزيع المناصب وفق المحاصصة المقيتة …!.
فلو نظرنا الى مايقلونه عن الكتل المعارضة لوجدنا انهم تقاسموا الهجوم والنقد عليها ,فكتلة الفتح وهي المستفيد الاول من هذه الحكومة التزمت الهجوم على ائتلاف النصر وركزت على انه لاعودة لرئيس الوزراء السابق للحكم ووضعت وسخرت اقلام وقنوات لذلك الهجوم ثم يعودون للترويج على ان الحكومة ستشهد فتوى مزلزلة كما فتوى الجهاد الكفائي , ليوحوا للناس انهم مع المرجعية وانهم ضد الفساد وانهم بانتظار تلك الفتوى (الوهمية) لانقاذ الشعب , وهم الاكثر نصيبا من خطاب المرجعية في الاشارة اليهم بقولها (ان هنالك قوى ظهرت بعد الانتصار داعش تتكالب على السلطة لتحقق مكاسب معينة ) فمن غيرهم ظهروا بعد داعش ومن غيرهم يتكالب ويتصارع على الحكومة ومناصبها وماهي المكاسب المعينة ياا ترى ..!.
وبينما تنشغل كتلة سائرون بالمواعض والتملص من مسؤولية الحكومة وتحاول ان تصالح جماهيرها التي انتظرت وعود الاصلاح ، وتععمل بستراتيجية وضع رجل بالحكومة واخرى خارجها بالمعارضة لتركب موجة التغيير او تمتص نقمة الشعب , لتكرر سيناريو كتلة الاحرار سيئة الصيت والتي انتهت بتخلي الصدر عنها بعد ان شاهد منها المصائب لدرجة ان زعيم التيار قال عنها بانها لا تمثل التيار , و لكن هيهات فالناس باتت تعرف ماذا تفعل الكتل وكيف تتلاعب بمقدرات الشعب كما ان الصدرين يدركون بان ممثليهم يعملون عكس مايريد زعيمهم الصدر ..في الاعلام مصلحون وفي الخفاء انهم هم المفسدون…!
اما كتلة دولة القانون فشنت هجوما على تيار الحكمة وتشنع عليهم بانهم يريدون مناصب ومكاسب ولعمري لايوجد لهاثا وراء المناصب اكثر من جماعة القانون فهم سيطروا على كل شي ايام حكم زعيمها نوري المالكي يوم كانوا راسا للسلطة وما يزالون بحلمون بمنصب نائب رئيس الجمهورية , والحال لم يتغير وهم ذيل في الحكومة الحالية لا يهشون او ينشون فالقرار حصرا بيد سائرون والفتح حتى الان ,فمن يتملق اكثرمنهم ومن يبحث عن المكاسب والمناصب يا ترى .
ولسنا بصدد الدفاع عن الحكمة او النصر ولا حتى مهاجمة الاخرين ولكن من باب الرصد والمتابعة نجد ان هذه حقيقة ما يجري في العراق هذه الايام من شد وجذب ..!!
ان ما يحصل عندنا جزء من محاولة يائسة من (كهنة السلطة) محاولين اغلاق الابوب بوجه اي تغيير حفاظا على مناصبهم ومكاسبهم ولابقاء عبد المهدي بالسلطة اكثر وقت كي يعطموا مكاسبهم فالفرصة مؤاتية ومناسبة والرجل لا يملك سوى قبول ما يردونه هم وبرزاني ..
ولكن قد لا يفلحو وان غدا لناظره قريب .