26 نوفمبر، 2024 10:31 ص
Search
Close this search box.

هل الشرطة مصون غير مسؤول ؟!

هل الشرطة مصون غير مسؤول ؟!

لعل قرار القائد العام للقوات المسلحة الاخير والذي تضمن ابعاد قادة كبار في الجيش عن مناصبهم .. لعل هذا القرار الذي تاخر كثيراً ، ينجح في بناء مؤسسة عسكرية مهنية وكفؤة لمواجهة الارهاب الذي ارعب العراقيين طوال الشهور الخمسة الماضية .
مع ان بعض المراقبين العسكريين والامنيين لا يرون في هذا القرار حلاً مثالياً ، الا ان الكثير من اهل الاختصاص يرون في هذا الابعاد لا يكفي اذا لم يستبدلوا بعسكرين اكفاء بعدين عن الفساد ولم تتلطخ ايديهم بالمال الحرام .
خطوة بالاتجاه الصحيح يضع العراقيون كثيرا من الامال عليها .ويتوسمون بالقادة الجدد ان يكونوا على قدر المسؤولية . وبالتاكيد ان هذه الخطوة ينبغي ان تتبعها خطوات  اخرى . فليس القادة المبعدين مسؤولين لوحدهم عن الفوضى الامنية في الشهور الاخيرة . بل ان كثيراً من امراء الافواج والالوية قادة الفرق العسكرية يتحملون جزءاً كبيراً مسؤولية التدهور الامني ، فلو احسن الامراء ممن هم في المرتبة الثانية من القيادة ،لو احسنوا عملهم لما استطاع الارهابيون اختراق صفوفهم ودخول الاحياء الامنة والتجمعات السكانية بالموت والدمار . وهنا ينبغي ان يكون حساب هولاء شديداً كأن يطردون من الجيش بعد ان يقضوا سنوات في السجن جراء الاهمال او الاستخفاف بحياة العراقيين . فالشدة على القادة الميدانين ضرورية جداً لمواجهة الارهاب واسالبيه .
قلنا ان البعض من الامنين يرى ان ابعاد بعض القادة لا يكفي . خصوصاً وان هناك جهة امنية اخرى لم يطلها هذا الاجراء . وهم قادة الاجهزة الامنية .
فالشرطة من قائدها الاتحادي الى قائد بغداد وبعض المحافظات التي تكررت فيها العمليات الارهابية ينبغي مراجعة بقاءهم في مناصبهم لان عدم معالجة اوضاعهم يجعل اي اجراء يخص الطرف الاخر ( الجيش ) غير ذي جدوى . فالجيش من دون اسناد الشرطة لن ينجح في القضاء على الارهاب .. والشرطة بهكذا عقول وهكذا الامبالاة لا تستطيع ان تساير قادة الجيش الجدد . فالواحد منهم يكمل عمل الاخر .
المطلوب ، هو ان ابعاد النظر ببعض المسؤولين في الداخلية وخصوصاً قائدي ( الاتحادية ) و ( بغداد ) وقادة بعض المحافظات الاخرى . ولا بد كذلك من مساءلة ( استخبارات ) الداخلية لانها هي الاخرى اخفقت ، كما اخفقت استخبارات الجيش في توجيه ضربات استـباقية لمكامن الارهاب وعجزت كنظيرتها في الجيش معرفة تحركات وخطط الارهابيين .

أحدث المقالات