19 ديسمبر، 2024 1:16 ص

لايمکن تغيير سلوك طهران

لايمکن تغيير سلوك طهران

يمکن القول بأن ماقد خلص إليه تقرير لمركز دراسات مجلس السياسة الخارجية الأميركي، اعتبر فيه أن تغيير سلوك إيران من خلال المفاوضات ضرب من الخيال، ودعا المركز الإدارة الأميركية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة اتجاه طهران. هو عين الصواب، ذلك إن تخلي إيران عن نهجها السياسي الذي يقوم على أفکار ورٶى يقوم عليه الدستور الايراني، أمر غير ممکن، خصوصا من حيث تدخلاتها في بلدان المنطقة والذي يمثل تجسيد نظرية”تصدير الثورة”بحسب تفسير النظام في إيران، وإن هذا المرکز قد أصاب کبد الحقيقة عندما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب في جانب آخر من تقريره إلى عدم إضاعة وقته بالحوار مع إيران نظرا إلى أن طهران لن تغير سلوكها ما لم يتغير نظامها السياسي، وفقا للمركز.
ماقد ذهب إليه هذا التقرير لو قمنا بمطابقته بالاحداث والتطورات التي مرت بإيران طوال 4 عقود من حکم النظام الاسلامي المتشدد، فإننا لانرى أي إختلاف فيه بل وإن التقرير عندما يشير إلى أن واشنطن تسعى عبثا إلى إيجاد شخصيات إيرانية معتدلة في دولة يسيطر عليها المتشددون. ذلك إنه وکما يستنتج التقرير فإن صلاحيات رئيس إيران مقيدة بسلطة المرشد الأعلى، وهو الحاكم الفعلي للدولة. ويستطرد التقرير معتبرا أن إيران ليست دولة غير ديمقراطية وحسب، بل عدوانية توسعية مع أجندة ثورية تسعى لفرض أيديولوجيتها الدينية في المنطقة وخارجها. ولاغرو من إن التقرير عندما يرى في النهاية بأن أنشطة إيران الشريرة تعكس حقيقة جوهر نظامها السياسي القائم، مشددا على حتمية إسقاطه لإحداث التغيير المطلوب. فإن ذلك هو الواقع الذي لابد من تقبله، وإن الانتظار والتعويل على تغيير من داخل النظام هو ضرب من الخيال والاوهام وإن الذي يجب على الادارة تقبله تفهمه هو إن أية مفاوضات مع طهران لايمکن أن تنتهي بما تنتظره واشنطن من تغيير لسلوکها، بل يمکن لطهران أن تقدم تنازلات عسکرية وسياسية لاتمس نهجها العام المتبع.
إستحالة قيام النظام في إيران بتغيير سلوکه، أمر أکدت عليه أيضا المعارضة الايرانية لافتة النظر بأن أي تغيير في السلوك يعني التعرض للمرتکزات والاسس التي يقوم عليها النظام، ومن الممکن جدا أن تستمر طهران في البقاء في حالة اللاحرب واللاسلم من دون أن تقوم بما من شأنه إجبارها على تغيير سلوکها الذي يعني تغيير نهجها وأفکارها ومبادئها ومنطلقاتها التي تقوم عليها، ولکن السٶال الاهم الذي يجب طرحه هنا هو؛ هل ستتمکن طهران حقا من المطاولة وتحمل العقوبات والضغوط الامريکية وتبقى صامدة بوجهها؟ ذلك هو الامر الذي يجب أن يقلق طهران أکثر من أي شئ آخر، فهناك شعب غاضب وناقم على الاوضاع وأحداث وتطورات داخلية کلها لاتساعد طهران على المقاومة والصمود.