23 نوفمبر، 2024 2:22 م
Search
Close this search box.

السيد مقتدى الصدر الفتى الذي عاد أمجاد أجداده

السيد مقتدى الصدر الفتى الذي عاد أمجاد أجداده

في كل مرحلة وزمان يظهر في كل امة فرسان يحملون راية التجديد او الدفاع عن حرية شعوب هذه الأمم..
يقدمون انفسهم ضحايا من اجل قضية او فكر يحملونه فتتولد فيهم شخصية قيادية تحاول ان تنشر هذا الفكر من خلال الالتفاف الجماهيري حولهم.
من يقرأ تاريخ عائلة الصدر الكرام على مر العصور والازمنة يجد الاصالة والانتماء الوطني والديني الحقيقي لهذه العائلة التي ارادت ان تكون المصباح الوهاج لانارة الدرب لكل ابناء الشعب العراقي…
لقد قدمو انفسهم وآثرو على ارواحهم الزكية ودماءهم الطاهرة من أجل تجديد واظهار الفكر الاسلامي الوسطي ممزوجاً بروح ونكهة الوطنية العراقية واصالة تاريخ العشائر العراقية العربية..
كان الهدف واضح في كل مرحلة وهو تحرير الانسان من روح العبودية وعدم العودة الى عبادة الاصنام بمسمياتها الجديده.
لم يجد الفكر والمنهج الصدري تناغماً مع اغلب الحكومات التي حكمت العراق وهذا ما ادى الى تصعيد المواجهة من قبل هذه الانظمة ومحاولة القضاء عليه بكل الطرق واهمها تشتيت الجماهير التي تحمل هذا المنهاج سواء بالترغيب او الترهيب… وهنا تكمن روح القوة التي حافظت على بقاء هذا التيار الى وقتنا هذا فالشجاعة والبطولة الرجولية التي حملها رجال هذا التيار اضافة الى الثقافة الدينية والشؤون الدنيوية العالية وضمها ونشرها في العديد من المؤلفات والمجلدات التي انتشرت على مستوى ثقافي واكاديمي عربي وعالمي..
ان المتابع لمؤلفات آل الصدر يجد فيها مكتبة اسلامية غنية بالمعلومات الفكرية والعقائدية ولكل المذاهب الاسلامية وكانت مصادر مهمة لطالبي العلوم الشرعية وغيرهم كونها تتحدث عن الفلسفة والاقتصاد والتاريخ وفي كل اختصاصات مجالات الحياة….
لم يحمل آل الصدر يوما السلاح في وجه الحكومات المتعاقبة ولكن مواجهتهم كانت أشد واقسى فالفكر الفلسفي الثابت لتحرير الانسان ونكران الذات كان اشبه بالقنبلة الموقوته في كل زمان..
ومع انتهاء فترة الحزب الواحد وتوجه السلطة الى يد الاحزاب الاسلامية. واختلاط الافكار الحزبية وتنوعها لم يستطيع احد من هذه الاحزاب الاسلامية ان ينافس او يحاول طمس معالم افكار التيار الصدري رغم رحيل اقطابه المؤسسين له. الا ان النهضة السياسية الجديدة هي تكملة للنواة الصدرية رغم انحراف قسم منها نتيجة التقلبات الحزبية والظروف التي شابت العملية السياسية الجديدة…
ومنذ قدوم الدبابة الامريكية الى العراق واستلام قوى المعارضة زمام الحكم برز احد احفاد التيار الصدري وهو السيد مقتدى الصدر كخصم قوي لسياسيي المعارضة من الخارج باعتباره الوريث القوي لاجداده واهله آل الصدر اضافة الى قيادته المقاومة الاسلاميه ضد المحتل الامريكي والذي واجهة بالرفض من قبل بعض الكتل السياسية لتلك المقاومة…
وبعد تنفيذ الاتفاق الامني بين العراق والولايات المتحدة شارك السيد مقتدى الصدر بالعملية السياسية من خلال تنظيم جماهيري حمل نفس الاسم واستطاع كسب اصوات جماهيرية كثيرة خاصة في مناطق الوسط والجنوب واصبح لهذا التيار ثقل قوي جدا في العاصمة بغداد وفي اكثر المناطق المكتضة في السكان مدينتي الصدر الثورة سابقا والشعلة…
وان اهم شيء يميز هذا التيار وضع رقابة جماهيرية على من يتقلد المنصب الحكومي وتبديله بمجرد الاثبات عليه بشبهة او جريمة سرقة او استغلال للمنصب وهذا يعود فضله للسيد مقتدى الصدر الذي نأى بنفسه عن المناصب والسكن في المنطقه الخضراء وبقي يقود تياره وهو يشارك العملية السياسية من داخل متطقة الحنانة في مدينة النجف الاشرف….
وهنا لابد لقول الصراحة للتاريخ فالسيد مقتدى له الفضل الاكبر بالمحافظة على اعادة تاريخ وامجاد آل الصدر في زمن الديمقراطية الحديثة …

أحدث المقالات

أحدث المقالات