وما يثير الغرابة والإستهجان أن ظلا مجهولا يقاتل مثقفي الأنبار ويتحين الفرص لهم ويمنعهم من أداء واجبهم المقدس ، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن تغيير أو رفض أو إستبدال لقوانين هدفها الأول والأخير تدمير هذا الكيان والعمل على إقصائه من عجلة التطور والتنمية ، ومطاردة وتهجير عدد كبير منهم ومضايقة من تبقى منهم بشتى الحجج .. أطراف المتآمرين على عمل الثقافة معروفة جداً لكن الغريب أن تستسلم الحكومة الأنبارية ويبقى مجلس محافظة الأنبار مكتوف الأيدي وهم يدعون محاربة الفساد وقطع الطريق أمام من يتقرب بالسوء لهذه الشريحة النادرة .. كل هذه الإدعاءات من الحكومة ومجلسها لم تنفع ولن تكون في المستقبل القريب إلا مكملا لإستهداف مدروس لإفراغ الأنبار من إختصاصاته العلمية والإنسانية .. ومن غريب ما يذكر التركيز حول حذف حقوق وإمتيازات وتكليف لجان حاقدة على السلك الثقافي لإيجاد أي فرصة أو تفسير تستغله لإيقاع الأذى بهم .. ولعلي لا آتي بجديد حين أذكر الزملاء بقطع صورتي واسمي من الاخبار والنشرات الاخبارية في فضائية الأنبار بتوجيه من شيخ الفضائية الكبير بسب أو بدون سبب تحت نظرية ( الحقد اللعين ) تزداد دون أي تفسير مقنع ، تلتها إتخاذ قرارات عجيبة وهنالك أكثر من مليوني مواطن يعيشون في محافظة ( الأنبار ) على إمتداد مساحة تعادل أكثر من ثلث مساحة العراق وثروات معدنية وزراعية وإقتصادية وبشرية وموارد مائية لا يوجد لها مثيل في أكثر مدن العالم .. ومنافذ حدودية وتاريخ عظيم تعبق ( بالحاضرة الأولى لبني العباس ) حين إختاروا ( الأنبار ) عاصمةً أولى لهم .. ونهر الفرات الخالد يشقُّ سفوح هذه المدينة من غربها إلى شرقها وبحيرات ومسطحات وبوادي جميلة ( الأنبار) مثابة الكرم وطريق المجد الذي تعبد بشهدائها .. تعاني من الإهمال المقصود والمتعمد لأبنائها المبدعين من العلماء الأكاديميين والمهندسين والحقوقيين والكتاب والصحفيين والإعلاميين والفنانين والشعراء والرياضيين .. ولم يجد أحداً من يكرمهم ولو بكلمة طيبة ليس إلا , وتعاني ( الأنبار ) أيضاً من ظهور عدد من المهرجين في وسائل الأعلام اليوم .. مما جعل أهل العراق ينظرون إلى ( الأنبار ) على أنهم لا يحسنون الحوار أو النقاش أو النقد أو إبداء الرأي والسبب يعود أولاً وأخيراً على هؤلاء وما اقترفوه من ذنبٍ على ( الأنبار ) وأهلها .. من أعطى ( الصلاحيات ) لهذا المهرج كي يظهر ممثلاً لأهل ( الأنبار) وهو لا يحسن غير التلعثم ..ثم ما يلبث حديثه أن يتحول إلى نكتٍ مضحكة لكنها موجعة على أهلي في ( الأنبار ) أنا لا أضع اللوم على هؤلاء فقط بل على الناس الّذين انتخبوهم أو اختاروهم شيوخاً للعشائر أو مسؤولين إنها دعوة لمن يريد الشهرة أن يبتعد عن تمثيل أهل الأنبار و ( الأنبار ) القادمة بأذن الله لا يمثلها إلا أبنائها الرائعين من الطبقة المثقفة والمتعلمة من النخب المبدعة من يحملون الشهادات العليا من العلماء والمثقفين وأساتذة الجامعات .. وأدعو الرعاع والمارقين والمطبلين والبوقجية والحرامية وسراق المال العام أن يختاروا برنامجاً للمسابقات أو للتسلية في الفضائيات .. لا أن يضع نفسه في الواجهة أمام الملايين من العراقيين والعرب وهو يرتجف رعباً من الكاميرات أو يخلط في كلامه الحابل بالنابل .. دعوةٌ كريمةٌ لهؤلاء أن يقضوا أوقاتهم وسهراتهم وسجالاتهم في فنادق عمان واربيل وبغداد والأمارات وبيروت والحارثية والمنصور ودواوين العشائر والمضايف وليتحدثوا هناك بما شاءوا .