26 نوفمبر، 2024 1:35 م
Search
Close this search box.

ميكافيلي في العراق .. وعود المالكي  .. السورية !

ميكافيلي في العراق .. وعود المالكي  .. السورية !

لم تطبق نظرية ميكافيلي “الغاية تبرر الوسيلة ” في التعامل مع الضغوط المتواصلة على  منصبه اكثر مما استخدمه رئيس الحكومة العراقية  نوري المالكي مع الجهات الضاغطة عليه في ملف الازمة السورية، والملفت ان المالكي نشر كما هي عادته في التعامل مع الضغوط وعوده  كما ينثر الورد  امام اي من الجهات الثلاثة الضاغطة عليه ، فايران ورسيا الاتحادية تريدان منه ان يتحالف  معهما في  اجتماعات  جنيف ، وهو  ما جعل وزير الخارجية السورية وليد المعلم  يعلن موافقة حكومته على حضور  جنيف -2 على منصة  المؤتمرات الصحفية في وزارة الخارجية العراقية خلال زيارته الاخيرة لبغداد، مشددا على ان العراق لم يكون ضمن محور اعداء سورية وهذا هو الاتفاق مع الجانب العراقي في زيارته المفاجئة لها ، فاستدرك  زيباري الحديث  مؤكدا  عدم  وجود اتفاق مكتوب ، بل هي مشاورات واتصالات مباشرة متواصلة .
  اما الجهة الضاغطة المقابلة فتتمثل في الموقفين التركي والقطري اقليميا، والاميركي دوليا، وهناك الكثير  من الآمال التي عقدها جون كيري وزير الخارجية الاميركي على  موقف المالكي من الازمة في  مؤتمر جنيف المقبل من اجل اجبار بشار الاسد التنحي عن السلطة سياسيا وتشكيل حكومة انتقالية مقابل تسريبات متتالية عن وعود اميركية بولاية ثالثة للمالكي تعزز بدور قطري وتركي لحل خلافات المالكي مع خصومه في القائمة العراقية ومع قيادات ساحات الاعتصام ،حتى بات الكثير مما يذكر عن مطالب هذه الساحات يرتبط بموقف المالكي من نهاية بشار الاسد  .
هل سينجح مؤتمر جنيف  -2 بالتوصل الى حل  يطبق النموذج اليمني لاستبدال الرئيس علي صالح  في ايجاد بديل مناسب لرئاسة مرحلة انتقالية، مازالت المعارضة السورية عاكفة في اسطنبول في مناقشة الوسائل اللازمة لإقناع  المجتمع الدولي  بشار الاسد بالتنحي عن السلطة  ؟؟
  سؤال عريض يتطلب الكثير من الرؤية الاستراتيجية، الاولى على الموقف الدولي ، لاسيما الاميركي الذي لا يريد ان يدفع فاتورة سايكس بيكو جديدة في الشرق الاوسط الذي تريده ان يبقى كبيرا بطموحات المحافظين الجدد،في وقت تريد روسيا ان يبقى هذا المنفذ في “سم الخياط” الذي تنفذ  منه مصالحها في مجتمع مرحلة ما بعد العولمة، والادارة متعددة الاقطاب للمصالح الدولية بظهور قوة اوربية متجددة تنهض في القارة العجوز  .
المعلومات الواردة من كواليس لقاءات وزير الخارجية السوري وليد المعلم في بغداد، تؤكد بان المعلم  اذا سمع كلاما يفيد بالدعم العراقي المنسجم مع الموقف الايراني  لبقاء  نظام بشار الاسد، فإنها ما زالت ترفض  تداعيات الازمة السورية عليها ، بعودة عناصر جبهة النصرة الى معسكراتهم في الصحراء العراقية الواسعة ، والتي تمتد اليها يد الانقاذ المادي المعنوي لتنظيم القاعدة في حاضنة واضحة تدعم من قبل دولة قطر التي تريد ان تتبي مواقف اقليمية تساوم عليها في السيطرة على شبكة خطوط النفط والغاز المارة في ذات الصحراء لإمداد اوربا بالنفط والغاز الخليجي  في واحد  من اكبر مشاريع القرن الحادي والعشرين .
 وبعد ان تبنت ادارة الرئيس اوباما الثانية مشروع وزير خارجيته جون كيري بحلول متجددة لصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، والبحث عن حلول دبلوماسية لازمة المفاعل النووي الايراني، يمكن ان تنتهي  الى حلول  تنطلق  من ذات  الحلم الاميركي للمحافظين الجدد بشرق اوسط كبير تهمين عليه الولايات المتحدة ، تجعل  من دورها الدبلوماسي ” اواني مستطرقة” عبر النافذة العراقية ما بين قطر وتركيا وايران ، للإيجاد  حل  للازمة السورية ، يمكن ان تنتهي  بتغيير بشار الاسد وفقا للمعادلات التي  تغير بها الرئيس اليمني ، في  مشروع دبلوماسي ادارته المملكة العربية السعودية بنجاح ،مما يجعل الكرة تعود  من جديد الى الحل السياسي في ادارة ملف تغيير بشار الاسد  .
 مشكلة جميع الاطراف اليوم  سد فجوات الثقة، وربما تكون طاولة جنيف  -2 ، اقل  من سايكس بيكو للقرن الحالي ، ولكنها بالتأكيد ستكون  نقطة ضوء في نهاية النفق السوري ، اذا ما اتفقت جميع الاطراف على الخطوات المطلوب اتخاذها  في  خارطة طريق  واضحة للتغير  السوري سياسيا .

أحدث المقالات