هل يصيبكم العجب أن نفتخر بتلك النيران اليومية التي تلتهم حقولنا وأراضينا؟ لقد إطّلعنا على تقارير لجاننا وعزوا أسباب تلك النيران إلى إهمالٍ وأعقاب سجائر هنا وهناك وكأن المدخنين خُلقِوا اليوم في عراقنا! او إنها مبعث شرارة تماسٍ كهربائي أو عطبٍ في آلة الحصاد أو عملٍ مُتعمدٍ من قبل ضعاف النفوس! لقد أحتاورا في تعليل الأسباب ولا يريدون الإجهار بأنهم هم منبع كل ذلك الخراب!
نعيش في عراقنا وتعودنا على قيظِ صيفنا ولكن لم نكن نشهد مثل تلك الموجة مِنْ الحرائق بسبب كل ما ذكره مسؤولينا في حاضرِ يومنا! الم يكن هنالك مِنْ المدخنين في ماضي السنين ممن يرمون أعقاب السجائر بإهمال إينما يشاؤون؟ لماذا لم تكن النتيجة نارٌ وخسائرٌ رهيبة؟
إرتقوا في دهائكم وأوجدوا أسباباً تخدعون بها عقولنا وتجعلونا نُصدق أسباب بلاءنا! تارةٌ تسممت مياه أنهارنا ونفِقت أسماكنا وتارةً تظهر تماسيح في بعض مدننا وكأنها جاءتنا من إحدى الولايات المتحدة الخمسين. هل بهذا صرنا الولاية الحادية والخمسين؟ لِم لا ويالها مِنْ فكرة! ممكن أن يُعلل مسؤولينا إن اسباب كل تلك الحرائق: حر قائظ و جفافٌ قاسٍ يُوقِد النيران كتلك التي تجتاح الغرب الأمريكي صيفَ كُلِ عام!
هل علمتم الآن سبب فخرنا؟ لقد وجدنا السبب الجميل لمسؤولينا لتعليل دواعي حرائقنا. صارت أجواءنا وكأننا إحدى الولايات الأمريكية التي تجتاحها الحرائق في كلِ عام دون فعلِ فاعل! لما تتهمون البعض وتصرحون أن جزءاً مِنْ تلك الحرائق هي دسٌ مِنْ فاعلٍ مارق؟ كلا إنها أسبابٌ طبيعيةٌ بحتة كحرائقِ الغابات الأمريكية!
نعتقد أن لكم أن تشكرونا على الحفاظ على ماءِ وجهكم أن وجدنا سبب الخراب الذي ترتبكه ايديكم في كل يومٍ في قيظِ صيف عراقكم! نعلم إنكم أنتم الفاعلون أو توفرون الغطاء لِمن يوقدون تلك الحرائق بهذا الكم الهائل الذي لايصدقه الإنسان العاقل!
ولكن هذا عزاءنا. أوجدنا سبباً ينسينا بئسناً بأننا بحرائقنا صرنا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين… وبهذا الخبر لكم أن تبتهجون وتوقفون هُرائِكم وأكاذيبكم في تعليل أسباب جرائم أيديكم! كم نحن شعبٌ محظوظون! الا تُوِقنُونَ؟