الحديث عن عيد الصحافة العراقية لا ينحصر في احتفالية من جهة نقابية او منظمة مجتمع مدني بقدر ما هو احتفال يفرض نفسه على الجميع ليكرم فيه من خدموا صاحبة الجلالة بكل اخلاص وتفاني وكانت لهم بصمتهم الواضحة في مهنة البحث عن المتاعب..ومناسبة الاحتفال جاءت على خلفية صدور اول صحيفة عراقية قبل مائة وخمسون عاما ولم تكن احدى للمنظمات العاملة في الساحة حاليا بما فيها نقابة الصحفيين العراقيين اي فضل في اصدارها او الانفراد بالاحتفال بصدورها لانها مشاعة للجميع وخاصة الصحفيين الحقيقيين لا صحفيي الخردة الذين حصلوا على هويات لا يستحقونها.
لقد اعتاد المسلمون في شتى انحاء العالم ان يحتفلوا بعيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية وهم لا يمتون بصلة لهاتين المناسبتين وهذا بعينهِ ما يحصل حين الاحتفال بعيد الصحافة حين تحتفل البطانة المتعشعشة في اروقة نقابة الصحفيين العراقيين والذين امتهنوا مهنة لا يعرفون ابجديتها ولا فنونها وتراهم عاجزين عن كتابة سطر واحد دون اخطاء لغوية او املائية وكل ذلك يحصل بتشجيع من النقابة ذاتها والتي استغرب انها لا تريد للمهنة ان تتطور وان تأخذ مساحتها من الاهتمام والمتابعة من قبل اصحاب القرار فبات هذا الامر وبالا على المهنة حينما بات اصحاب القرار لا يعترفون بالصحفي ولا يبالون بما يكتب لذلك اصبحت النقابة اشبه بدكان يجمع الاشتراكات ويطبع الهويات التي اصبحت لا قيمة لها في اروقة الدولة المختلفة.. وفي هذا العام اعلنت النقابة احتفالها بحملة الشهادات العليا في الاعلام ولم تذكر لنا ماذا قدم لنا هؤلاء في تغيير اتجاهات الرأي العام او كتابة مقال أثر في تصرفات المسؤولين او تحقيق كشف عن حالات فساد او تصدي للحالات الشاذة التي تصدر من المجتمع او اصحاب القرار على حدٍ سواء.. اما اصحاب المهنة الحقيقيين فقد تعمدت النقابة بابعادهم وتهميشهم مثلما همشتهم وابعدتهم عن الوصول الى مراكز القرار في لجانها ومستشاريها فكان جيش المستشارين عبارة عن جنود شطرنج يحركهم النقيب ومجلس النقابة حيثما يشاؤون.
لقد احتفلت بعيد مهنتي هذا العام على طريقتي الخاصة وباركت للعشرات من الزملاء عبر الهاتف عيدهم الحقيقي لمعرفتي بامكانياتهم الكبيرة في معرفة خفايا المهنة وتمكنهم من ادواتها بشكلٍ سليم..الف الف تحية لفرسان الكلمة بعيدهم الاغروسنواصل كشف الحقائق حتى نصل بالمهنة الى مسارها الصحيح .