18 ديسمبر، 2024 11:43 م

الصحفي بقلمهِ لا بشهادتهِ

الصحفي بقلمهِ لا بشهادتهِ

في الوقت الذي ابارك فيه للزميل مؤيد اللامي حصولهِ على عضوية المكتب التنفيذي للأتحاد الدولي للصحفيين وابارك للصحفيين العراقيين عيدهم السنوي الذي تزامن مع صدور اول صحيفة عراقية قبل مائة وخمسين عاما لابد لي ان اضع النقاط على الحروف ببعض الممارسات المهنية للنقابة في الفترة المنصرمة.
نقابة الصحفيين العراقيين اصدرت بيانا دعت فيه حاملي شهادات الدكتوراه في الاعلام لتكريمهم في عيد الصحافة العراقي وهنا اود القول حتى لو زعل البعض من زملائي حاملي الشهادات العليا واتسائل: كم عدد اصحاب الشهادات الذين باستطاعتهم كتابة عمود صحفي مؤثر او تحقيق صحفي مكتمل الجوانب او تحقيق استقصائي اثار الرأي العام وكشف عن حالات فساد في هذا البلد.. مئات من زملاء المهنة وعلى مدى تاريخ الصحافة العراقية لا يحملون شهادات دراسية عليا او حتى دراسة جامعية اولية لكن كانت لهم بصمة واضحة في تغيير مسار المهنة واستقطاب الرأي العام والتأثير فيه والنقابة تعرف هذا الموضوع وتعرف اسماء من اعني بمقالي هذا كما ان هناك اسماء لمعت في سماء الصحافة العربية لم يحصل اصحابها على اكثر من الدراسة الابتدائية لأن مهنة الصحافة تعتمد على الذكاء وكم المعلومات التي يحملها الصحفي والافق الواسع الذي يمتلكه للحياة ولا انكر بأن للشهادة دور في صقل التجربة الصحفية .. وهنا اقول لنقابتنا الموقرة : ما هكذا تورد الابل وكان عليكم التأني قبل اتخاذ هذا القرار المجحف بحق من خدموا صاحبة الجلالة وتعرضوا للمخاطر الجمة بسبب كتاباتهم الجريئة التي لا ترضي اصحاب القرار.
وهنا لا بد لي من القول بان هذا القرار او التصرف غير اللائق لم يكن الاول على مدى مسيرة نقابتنا الموقرة التي منحت عضويتها لاناس لايمتون للمهنة بأي صلة ناهيك عن من اوفدتهم النقابة الى خارج البلاد والذين لايميزون بين الخبر والتقرير الخبري وبين التحقيق الصحفي والحوار.
تمتلك النقابة جيش من المستشارين بعضهم لايمتون للمهنة بأي صلة لكن المجاملات على حساب المهنة اضفى على هؤلاء القاب لا يستحقونها.
قد يظن احد القراء بأني لا امتلك شهادة في الاعلام واود ان اقول بأني من الدورات الاولى لقسم الاعلام وتخرجت عام 1980 وكنت من الاوائل وكان حقي ان احصل على شهادة عليا لكن النظام السابق شاء ان لا اكون وان اغلب زملائي من الاكاديميين يعرفون هذه الحقيقة.. اخيرا اقول لنقابتنا الموقرة ان الصحفي بقلمهِ لا بشهادتهِ واتمنى تصحيح المسار قبل ان يكون لنا رأياً آخر والله من وراء القصد.