19 ديسمبر، 2024 2:46 ص

العراق الآن يحترق بالقطعة ، وربما تنزلق إلى يوم الحريق بالجملة

العراق الآن يحترق بالقطعة ، وربما تنزلق إلى يوم الحريق بالجملة

تشتعل منذ عدة أيام حرائق متزامنة استهدفت حقولا تزرع الحنطة والشعير في عدد من المحافظات العراقية ، لم تتمكن السلطات من معرفة منفذيها حتى الآن.
وأتت النيران على مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك، والانبار فيما كان المزارعون يستعدون لموسم الحصاد. ليس هذا مجازا في اللغة ، بل حقيقة ناطقة بإشارات اللهب ، العراق الآن يحترق بالقطعة ، وربما تنزلق إلى يوم الحريق بالجملة ، وعند أول ناصية خطر ، وأول إشارة مرور إلى الجحيم . صورة العراق الجديد , في عين الكاميرا ـ تبدو لبلد يحترق ، ولا يكاد يمر يوم واحد دون تفجير وحريق كبير، اليوم بدأت الحرائق تعود من جديد إلى عاصمة السلام وكانت بغداد تحترق في منطقة الشورجة وسط العاصمة العراقية بغداد ، حريق هائل وتفجيرات متوالية لسلسلة من الإعمال الإجرامية في مناطق كبرى في العاصمة العراقية ، واحترقت مدينة العز والكرامة فى مناطق مختلفة ـ لعشرات الشوارع والمنازل ، ولا أحد يصدق الأسباب المعلنة من السلطات السياسية ، ومن عينة انفجار ومن أية جهة ، أو عود ثقاب ألقى به عاطل على العمل ، فلا أحد يصدق أن مصادفات صغيرة تنتهي إلى حرائق كبيرة ،وبأحجام دمار مفزعة ، وغموض وتضارب في الأقوال ، وحرائق تستمر لساعات طويلة ، وأحيانا لأيام ، وتشل مظاهر الحياة في بغداد تماما ، ثم أن الحرائق موصولة ، وبوتيرة متصارعة ، وقبل شهور كانت التفجيرات تضرب مواقع حكومية ومن بعده اليوم أصبحت التفجيرات تضرب المواطن نفسه ، ثم عشرات التفجيرات والحرائق الكبرى ل جميع محاصيل الحنطة والشعير ومخازنها في العراق اليوم من بعد ومن قبل ، وكأن هناك يدا خفية تنتقل باللهب والتفجير ، ولأسباب لا تبدو مقنعة ، وحتى لو كانت أسبابا حقيقية وواردة الاحتمال ،لكن لا أحد يصدق ، وكيف يصدق أحد دولة تحترق بالعجز، وسوس الفساد ينخر في عظامها البالية ، وتدني الكفاءة وانحطاط الأداء يبدو ظاهرا في قلب الصورة ، وزوال الجهاز المدني والبيروقراطي يبدو جليا ،فقد ظهرت أجهزة الأمن الوطني ,.عاجزة عن إطفاء نار التفجيرات في العاصمة العراقية بغداد الحبيبة ،رغم أن تدخل الجيش لإطفاء نار الحرائق والتفجيرات من أحكام العادة المستجدة في العراق الجديد ،وكأننا بصدد حرب تشتعل لأسباب طائفية عرقية ، وظهر الأداء العسكري غاية في التواضع ، وظل الناس يتندرون ، ويطلقون النكات أيام حريق الشوارع ، وهم يرون جهاز الأمن تحوم كطفل تائه، وتلقي بمخزون اللوم على الساسة في هذا البلد العنيد ثم كان استدعاء الجيش في الحفاظ على الأمن اليوم في محافظات العراق بلا بديل ، فقد بدا حريق التفجيرات بغداد اليوم المهول كأنه يد النار في طريقها لالتهام مدينة ، وبدت قصة العاطل وعود ثقابه كأنها الإشارة الرمزية لحرائق تأتي ، وأيقظت في الذاكرة وقائع حريق الحنطة في العراق , ودون إن يعرف أحد أسبابه إلى الآن ، وتحول إلى موضوع بحث تاريخي مسكون بالألغاز والروايات المتضاربة

أحدث المقالات

أحدث المقالات