انا شاهد عما حصل.! حيث كنت قريباً من لحظات ذبح البراءة عند وقوع ( الانفجار) , وبقيت اتبعثر بنظري لما يحصده الموت .
نعم في كل مكان من وطني موت .! فهو يلاحق الجميع من دون ذنب .! هل تسمعون صراخ خافت .؟ ركزوا في السمع جيدا ان بعض كلمات الضحايا تردد بأي ذنب دماءنا تسفك , استنشقوا رائحة الفناء .! انظروا هناك دخان مرتفع.! أنه ليس بعيدا يحمل دموع الفراق وفقدان المستقبل .
راقبوا عن بعد انظروا الى الارصفة كُحلت بدماء اخوتي ارفعوا عيونكم للسماء فأنها تمطر اشلاء متناثرة سقطت على بلدي الذي لا يثمر غير زهق الارواح المسالمة .
شاهدوا معي ما هذا انين بكاء نحيب من القادم انها امرأة متعبة تجر اذيال الحرمان , ماذا تريد في زحام قبض الارواح ؟ ومعها رجل قد شحبت ملامحه من الفقر, يسير بالقرب منها يصرخون ويتبعثرون بغبار الظلم , يبحثون عن ماذا .؟ في بقايا الاجساد المتناثرة وكأنهم يفتشون عن شيء ثمين قد أضاعوه وكانت عيونهم تتكلم حزنا.
ناديت عليهم لماذا اتيتم الى دوامة الضياع الحتمي ؟ قالوا أتينا بحثاً عن ولدنا .! قلت
ما أسمه فأجابتني ( الام ) بصوت خافت اسمهُ ( العراق ) .. فقط نادي عليه .؟ أن آمالي متعلقة به .؟ وما اسمكِ يا امي .؟ لعلي انادي به ويعرفك , أجابت انا الانسانية التي افتقدها الكثيرون , ثم نطق ( ابوه ) الذي انحنى قائلا أنا أسمي الضمير الذي رحل عن القلوب ,فقط انطق بأسمائنا سوف يعرفنا .! ولعلهُ يكون جريحا هنا .
بعدها نظرت لهم وصرخة بصوت عالي .؟ امي للأسف لقد مات مظلوما دون منقذ , و السبب هو انا , وانتم , والجميع , نعم نحن الصامتون سلمنا ارواحنا هدية رخيصة الثمن الى فاقدين الضمائر , فمازلنا خائفون للدفاع عن انفسنا , والموت يجتاحنا في كل مكان ونحن لا نحرك ساكن ونقف بوجه دعاة الوطنية , ساسة الشعارات المزيفة والاقاويل النتنة التي ادت الى ضياع الامل .