يستمر نزيف الدم العراقي, ويتكرر مشهد الموت الجماعي في بلاد اثخنت بالجراح, ولم تخلع ثوب الحداد, وسط صمت صناع القرار, وتنازع الفرقاء, فالتراشق بين الكتل السياسية , وتوجيه أصابع ألاتهام بعد كل تفجير وخرق أمني, اصبح جزءا” من المشهد تعودنا على تكراره, ثم يتبع ذلك تغيير القيادات الأمنية, ودعوات استجواب بالبرلمان اغلبها لا تلقى صدى” وأستجابة, وأذا حصلت المعجزة وتمت عملية الاستجواب, فهي لاتعدوا أكثر من ان تكون ميدانا” لكيل الاتهامات والمهاترات, ومسرحية تعجز شخوصها عن تقديم الحلول أمام استمرار الموت بالجملة , وسط كل هذه التجاذبات تعلو اصوات وطنية مخلصة , لدعوة جميع ممثلي الكتل السياسية ممن أبعدتهم دروب السياسية عن الحوار, وأدخلتهم في دوامات الازمات المتكررة, الى اجتماع لطمئنة ابناء الشعب العراقي, ولتوحيد الصف امام الارهاب وتناسي الخلافات, لتوجيه رسالة لمن يسفك الدم العراقي ان لامكان له بين ابناء العراق, وأصدار ميثاق شرف يعلن فيه الجميع موقفهم ضد الطائفية والاتفاق على حقن دماء العراقيين, فالتفجيرات التي تستهدف الابرياء لاتميز بين الدم الشيعي او السني وأنما تستهدف كل من يعيش على ارض هذا البلد ويعلن انتمائه له, مهما كان مذهبه وعمره, ومهنته, فلماذا يجمعكم الموت, ولاتجمعكم طاولة الحوار؟ ليسبق الفعل القول, وليقف الجميع موقفا” واضحا” لأيقاف أراقة الدماء, وليكون الشجب والاستنكار وتبادل التهم وكل ما من شأنه أن يزيد اتساع الخلافات ولايقدم الحلول الجذرية, بعيدا” عن المشهد العراقي, ويحل بدلا” منه الاستماع لصوت العقلاء, ممن يسعون لتوحيد الصف العراقي امام هجمات الأرهاب التي تستهدف شق الصف العراقي, وتمزيق وحدته الوطنية , وختام القول لكل أصحاب الشأن أجتمعوا لأجل العراق وقولوا كلمتكم , وتبرئوا من أعدائه لتجمعكم الرغبة في العيش بسلام, بدلا” من أن يجمعكم الموت على يد أعداء السلام .