أنا من أكثر العراقيين الذين يمقتون السيطرات…لأنها كثيرة جداً في العراق، وخصوصاً في بغداد…وعادة ماتفسد علي وعلى عائلتي رحلاتنا داخل بغداد وخارجها، عندما تتضاعف بسببها المدة المطلوبة للذهاب الى مكان ما، في الأسبوع الماضي…تاقت نفسي الى زيارة الأمام الكاظم، وأسواق الكاظمية الجميلة بعد الزيارة…مطاعمها، كعكها، حلوياتها… فذهبت مصطحباً العائلة… الاّ أننا رجعنا القهقرى الى البيت بعد أن وصلنا الى طريق مسدود حول الكاظمية قدرنا أننا بسبب السيطرات التي كثرت حولها قد نستغرق ساعات في الأنتظار.
قبل أشهر على الطريق السريع حول بغداد المسمى طريق (محمد القاسم)- تيمناً بالفاتح الأموي الذي فتح بلدان كثيرة وسبى نساءها وأطفالها وصادرهم وتمتع بهم ومتع العرب بهم… توقفت سيارتي فجأة وانضمت الى طابور لاأول له ولاآخر، واستغرقت في الأنتظار ساعة وخمس واربعون دقيقة حتى وصلني- السره- لأتجاوز السيطرة الميمونة التي كانت تفتش سيارة سيارة…لكني تساءلت حينها ولاأزال أتساءل، لو أراد الأرهابي تفجير سيارته المفخخة، ألم يكن في ذلك الجمع الغفير من السيارات الواقفة على السريع هدفاً دسماً له، في حين أن هذه السيارات لو تركت تسير بسرعة على السريع، لتفرق بعضها عن البعض ولما كانت هدفاً – يسوه- للأرهابي….أين الحكمة في وضع سيطرة كهذه؟؟.
أسكن بغداد، وأذهب لزيارة أهلي في الناصرية بمعدل مرتين في الشهر، وأذهب الى كربلاء والنجف بمعدل مرة كل شهرين، أستخدم في طريق ذهابي لتلك المحافظات الطريق الدولي، وهو الطريق نفسه الذي يستخدمه زوار كربلاء والنجف والذاهبون الى طويريج من أهل طويريج الذين منهم أقارب رئيس الوزراء من أبناء عمومته وأصهاره وأقاربهم في الحكومة من الأمنيين والمستشارين والمقربين. وفي طريق العودة الى بغداد أسلك الطريق نفسه حيث يمر على أطراف الحلة ثم المسيب- جرف الصخر- اليوسفية- اللطيفية- أطراف بغداد المأهولة وغير المأهولة- الدورة- السيدية- الجادرية- الكرادة- ثم قلب بغداد. في طريق العودة هذا الى بغداد ليس هناك سيطرة بمعنى الكلمة، سيطرة واحدة عند الخروج من الطريق الدولي والدخول باتجاه السهم الذي يقول- طريق بغداد- المطار، سيطرة بسيطة يحمل منتسبيها أجهزة الفحص الفاشلة والتي شهد بفشلها القاصي والداني –ولازالت تستعمل- وتمر السيارات مسرعة خلال السيطرة غير مبالية. لأربع سنوات أذهب وأجيء في هذا الطريق، لم تؤشر تلك الأجهزة على سيارتي يوماً، ولم يسألني أحدهم يوماً عما أحمل في سيارتي وعن هويتي وأوراق السيارة. للتذكير: هذا الطريق هو نفسه الذي تستخدمه السيارات القادمة من اليوسفية واللطيفية والمسيب وهور رجب وجرف الصخر…وغيرها من المناطق التي كانت تسمى ب ( حاظنات الأرهاب).
على العكس…عندما تذهب الى النجف وكربلاء، فأنك تمر بعدة سيطرات منظمة ومشيدة بطريقة أمنية جيدة تجعلك تشعر أن لامفر ولا طريق لأرهابي في الوغول الى داخل تلك المحافظات، بينما تشعر وأنك تدخل الى بغداد ان الأمر…هيته…
أتساءل: عندما يذهب المسؤولون الأمنيون ويجيئون باستخدام هذا الطريق وتلك البوابة- الجنوبية- الى النجف وكربلاء وجنوب العراق، وعندما يذهب أقارب رئيس الوزراء الى طويريج ويجيئون ولسنوات عديدة طويلة مؤلمة تتقطت فيها أوصال العراقيين بسبب المفخخات كل يوم، ألم يلحظ أحد منهم هذا الخلل الأمني الفاجع؟؟؟!!! ولماذا شيدات السيطرات الأمنية المحترمة وتعددت حول كربلاء والنجف، وافتقرت الى واحدة من أمثالها العاصمة بغداد؟؟؟!!. هل هي لامبالاة؟ جهل أمني؟ غباء محض؟…
لماذا لانرى سيطرة أمنية حقيقية…ولو واحدة.. في بوابة بغداد الجنوبية؟… ميزانية الدفاع والداخلية ماتكفّي؟ لأنشاء سيطرة حقيقية تحمي أجساد أهلنا في بغداد من مفخخات اللطيفية واليوسفية وجرف الصخر؟!…
الظريف، أنك تقرأ وأنت قادم من هناك عبارة كتبت على قوس بغداد الجنوبي تقول: بغداد السلام..ترحب بكم!!!