26 نوفمبر، 2024 10:09 ص
Search
Close this search box.

التحالف الوطني الخروج من عنق الزجاجة

التحالف الوطني الخروج من عنق الزجاجة

محاولة بائسة ربما أملتها بواعث الأزمة الحالية للعقلية السياسية التي تحكم العراق اليوم متمثلة بالسيد نوري المالكي،بالتوجه صوب قطر تلك الدولة التي تتهمها حكومته وتابعيه يومياً بالتدخل في الشأن العراقي عبر دعم من يتظاهرون ضد نظامه الحاكم، وقد ساقت تلك الحكومة سيل الإتهامات لقطر بدعمها المتظاهرين دون أن تقدم حججاً منطقية أو تثبت بالبرهان القاطع صحة إتهاماتها، والقاعدة الفقية القانونية تقول ( البينة على من أدعى واليمين على من أنكر)، وهنا ونحن نتابع مجريات الأمور لن نلمس بينة، كما لم يكن هناك من داع لليمين على قطر والحال لم يكن إلا محض اتهامات ليس إلا.
الذهاب نحو البعيد لايقدم حلا يذكر لمشكلة يعاني منها قطاع واسع من الشعب ، والتهرب من الحلول يضفي على المشكلة مزيدا من التعقيد، والتهديد والقتل لايزيدان المقابل إلا اصراراً على التحدي ، سيما وأن الطرف المقابل يمثله المعتصمين والمتظاهرين يطالبون بحقوق كفلها لهم دستور يعتمده المالكي وحكومته كمرجع لادارة العملية المسماة سياسية، عملية تمييع المواقف ومحاولة كسب الوقت عله يقدم حلا غير منظور يخدم ربما أهداف آنية لاينفع والتعامل مع الشعوب، لذا جاءت زيارة سعدون الدليمي بعد ارتكابه لمجزرة الحويجة لدولة قطر التي طالما اتهمها الدليمي( عشائر الدليم تبرءت منه مؤخرا)، بالوقوف خلف تلك الاعتصامات دون دليل كما ذكرنا،لم تكن إلا عملية استجداء مفضوحة عل قطر ترضى وتتعطف على تلك الحكومة التي باتت بنظر شعبها مجرمة ، ارتكبت المجازر بحقه وأرهقت دماءه بعدما كان لسان حالها يقول جئناكم محررين واتضح زيف ماأدعوا وبانت عورة كلماتهم جميعا.ً
الذهاب نحو قطر كما أربيل لايخدم قضية بقدر ما يؤجج المواقف، فلا قطر معنية بالشأن العراقي ، ولا المتظاهرين سماعين لرأي قطر أو مسعود البرزاني فيما يخص قضيتهم الوطنية والمطالبة بحقوقهم المشروعة والتيكفلها لهم دستور بريمر، إن عملية الهروب من المواجهة ( وأقصد السلمية) وليست غيرها، مواجهة الحجة بالحجة ، والبرهان بالبرهان، عبر حوار صريح هي من تحل الأمور وتدفع الى حلحلت الأزمات، أما التجاهل والذهاب بعيداً للبحث عن حلول ترقيعية فذاك لايخدم ولايقدم حلا، وإن تم قياسه بموازين العمل السياسي فلا يعد أكثر من تخبط وهمجية وقلة عقل وعدم رجاحة في التفكير، الساحات التي تضم المتظاهرين هي مفتاح الحل السلمي لكل أركان الأزمة،وهي الضامن الوحيد لوحدة العراق، والتعامل بحكمة وبعيدا عن التهديد والدم هو المفتاح، فلم يعد هناك من قيمة لتهديد أو استخدام لقوة ، ذلك أن الحكومة أثبتت انها عاجزة عن تقديم ماينفع وتجاوزته الى مالاينفع، ولم يعد للعملية المسماة بالسياسية من أوراق تلعب بها سوى الذهاب بإتجاه الساحات ، وهو ماسيحصل في القريب العاجل ، بعد أن يتيقن من ذهب لقطر ومن بعثه أن لاطائل من هذا كله، وانه لن يجدي نفعاً طالما أن هناك حقيقة واحدة لايفهمها ولايريد السيد المالكي فهمها ألا وهي أن من في الساحات عراقيون شرفاء لاغبار على تاريخهم ، كما هو تاريخ السيد المالكي ووزير دفاعه وكالة وحتى رئيس أركان قواته المسلحة الذي يذكر بتصريح له ( أنه لايستطيع ممارسة دوره العسكري)، فمن لايملك الإرادة لايمكن أن يقدم حلا ،وأني لأتسائل مادور التحالف الوطني الذي يقود ائتلاف الحكومة بعد أن لمس هذا التخبط في الأداء الحكومي منذ تولي السيد نوري المالكي مسؤولية الحكومة وحتى هذه الساعة، هذا الائتلاف حتى لم يكلف نفسه عناء استهجان الفعل الدموي الذي ارتكبت به القوات الحكومية التي أمرها السيد رئيس الوزراء بقتل المتظاهرين العزل في ساحة الحويجة، ثم ما موقف هذا الائتلاف من جريمة جامع سارية والتي راح ضحيتها ابرياء كما في الحويجة، ومن قبلها جريمة الزركة ، وجسر الائمة وعديد الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب، ناهيك عن الإجرام الذي يمارس ضد الشعب من خلال التفجيرات التي بات واقع يومي يعيشه العراقيون ولانعرف له تفسير محدد سوى أن السيد المالكي ينسبه الى عناصر البعث والقاعدة دون دليل كعادته، وهو ليس بالضرورة صادق ، كما أني لا اريد ان أجزم بكذب الرجل، لكن الوقائع تشير الى كذبه.
التحالف الوطني اليوم أكثر من أي وقت اخر مطالب بموقف حاسم يخرجه من عنق الزجاجة التي سجنه فيها رئيس الوزراء، وأن يوضح للشارع العراقي موقفه وبوضوح تام لالبس فيه إن كان فعلاً يحمل الصفة الوطنية التي يتسمى بها من عدمها، وأني أظن أن هذا الإئتلاف غير قادر اليوم رغم أني أطالبه بالتصريح بمثل هذا الموقف ، كون القائمين عليه لايملكون من أمرهم شيئا، أو انهم يسايرون السيد المالكي الذي بات توجهه بالضد من إرادة الشعب، ومؤكد ان من يسير بركبه سيتصف بمثل تلك الصفة.
التحالف الوطني متمثلا بالسيد الحكيم والجعفري والسيد مقتدى مطالبين ببيان أرائهم من إدارة المالكي لدفة الحكومة التي أغرقت البلاد وشتت العباد ونكلت بالأبرياء وفق أجندات أظنها لاتمت للحيادية بشيء، وأقول إن كان بينكم وبين البعث ماصنع الحداد ،فلا اعتقد ان الشعب معني بخلافاتكم وأحقادكم وكلامي لكل الأطراف ومن ضمنها البعث حتى لايؤخذ كلامي بما لايحتمله، فمن عنده حسابات معينة مع أي جهة كانت بعثية أو قاعدة أو حتى قطر وغيرها فليذهب لمواجهة.
هؤلاء بعيدا عنا وعن الشعب، فقد سئمنا من خلافاتكم ومن تفردكم ومن أفعالكم الوقحة التي أضاعت فرص كثيرة للعيش الكريم كان من الممكن أن تستغل لمصلحة العراق وشعبه، لا ان تهدر كما فعلتم بحجة أن هناك من بقايا البعث يحاول إفشال مساعيكم في البناء والعمران، التحالف الوطني اليوم على المحك ، فأما أن تكونوا وطنيون كما تدعون وتعملوا على حل المشكلة من جذرها، وهي مشخصة بحكومة المالكي من ألفها الى الياء وانتم تعلمون علم اليقين ، وتواجهوا ذلك بكل شجاعة وانتم كما تقولون تملكون من الشجاعة مايكفي ، وقد استعنتوا بها في مقارعة النظام السابق وعملتم على تغييره مستخدمين الإحتلال كما عشنا لحظات ذلك التغيير على أيديكم طبعا وليس بأيدي المحتل، وأما أن تعلونوا وبشجاعة ايضا أنكم مع السيد المالكي الذي وضع نفسه في خانة الضد من توجهات الشعب العراقي ، وهي حالة كما ذكرت مشخصة ولاغبار عليها.
السيد الحكيم والسيد مقتدى رسالة مني أنا العبد الفقير الى الله ، لاحانث فيها ولاحاقد ولامدعي ولا مجبر، الحكمة دالة المؤمن، ويستدل منها على منطق الأشياء، ومن لايرى الدمار الذي تعرض له العراق ، والبشرى بالخوف والنقص في الثمرات والأنفس ، التي جاء ذكرها على لسان رب العزة والجلالة بكتابه الكريم ،لهي حق ، ومانعيشه اليوم هو تفسير لتلك الآية الكريمة التي وصفت حال مايجري على أرض الواقع دون مبالغة، نحن نعيشها اليوم ، والتي ختمها تبارك وتعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة ، قالوا إنا لله وإنا له راجعون)، ومؤكد أن العراقيين يرددون قول الله عز وجل الوارد في أخر تلك الآية، وبحسبة بسيطة فهم الصابرون الذين وصفهم الله تبارك وتعالى واسند فعل البشرى لهم ، إن عاجلا أم آجلا، واقول للسيد الحكيم والسيد الصدر ويحق لي التساؤل أين دوركم وما يعاني أهلنا وبلادنا، اين دوركم وأنتم تقودون الملايين الذين يتبعونكم، وهل تكفي خطاباتكم في المناسبات، ومن ثم تعمدون للقاء السيد المالكي وتعقدون الأحلاف والإتفاقات فيما بينكم، اين الشعب من ضمائركم ، وأنتم تقولون أنكم سليلي سيد الشهداء ( الحسين بن علي) عليه السلام، اين الفعل والفضائح تتلى دون توقف، ونزيف الدم لايهدأ في شوارعنا، إن هناك خطأ يجب أن يعالج ، ومؤكد أن في أداء هذه الحكومة أخطاء ، علام يتحملها الشعب لوحده دون أن تكونوا معه، أيها السادة ذبحنا بغير سكين، ولازلتم تطالبون الحكومة بحل، لو كان هناك من حل لدى الحكومة لما وصلنا والحال الذي نحن عليه، لو كان هناك من يحسن الأداء لما تمادت فرق الموت والقتل على أن تعيث بأرضنا ودمائنا فساداً، ولو كان هناك من مقدرة لتقديم حلول ما ذهبوا الى قطر يستجدونها الصفح والمسامحة على إتهامها بما ليس فيها (كحقيقة ماثلة أمامنا) فالإتهام لايعني التوصيف بالجريمة والتلبسن وهم لم يقدموا دليلاً على كلامهم ، لذلك لاإتهام لقطر إلا في أذهان من يتهم وليحقق أجندة معينة، أيها السادة حصافة الرأي مطلوبة ، فهذه أمانة في أعناقكم أيها الحكيمان ( الحكيم والصدر) فما أنتم فاعلون.
التحالف الوطني قد يفقد بريقه الوهاج في نفوس من يتبعه ، ولست بأحدهم طبعا، التحالف الوطني قد يوصف بغير ذلك في غضون ايام قلائل، وقد تدور الدائرة عليكم ، ساعتها لن تجدوا من ينصركم لما اسلفتم بخذلان الشعب، وارتضيتم بالسكوت والتهرب بديلا عن مواجهة ماتقترفه الحكومة بحق العراقيين، التحالف الوطني عملية الإسراع بإخراج العراق وأهله من مآزق القتل هذا والمصيدة التي أعتدها الحكومة لفناء الشعب هو موقف وطني وديني وإنساني، لاتدفعونا عبر غضكم الطرف عما يحدث وكأنه لايحدث في العراق، ( فالساكت على الحق شيطان أخرس)، فلا تكونوا شهود زور على مرحلة ذبح العراقيين وأنتم صامتون، التحالف الوطني عنق الزجاجة بدء يضيق ، وإن لم تسارعوا للخروج منه فلن ينفعكم حينها درهم ولادينار، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وأني لاأظنكم لحد الأن على العكس من هذا الوصف.

أحدث المقالات