لا أحد ينكر ان مواطنين أقليم الكردستان اكثرهم ثراء ورفاه لو قورن بوضع المواطنين في الوسط و الجنوب، هناك عدة الاسباب التى تستقطب المواطنين العراقيين الى اربيل و دهوك و السليمانيية، منها الامن و فرص العمل و التطور العمراني، فضلا عن السياحة، و من غير العراقيين، لجأ كثيرا من السوريين الى الأقليم. ولكن الوضع اخواننا العراقيين افضل من اخواننا السوريين، اخواننا العراقيون عندما يأتون اكثريتهم عندهم المال و يستأجرون الشقق و البيوت، و يبحثون عن العمل، و من الناحية النفسية لا يشعرون انهم الغرباء، والفرق الاساسي بين السوري و العراقي هو ان السوري فر من الحرب و لايمتلك شيء، لذلك لا عيب لهم لو لجأ بعضهم الى طالب المعونة من الناس، و انا لا استهز بذلك، بل اريد اركز عن الظاهرة التى ظهرت من اقليم الكردستان، و هذه الظاهرة تضر بكرامة السوريين و المواطنين في الاقليم معا.
عندما انت تاتي الى اربيل و تتجول بشوارعها، او اثناء عملك اليومي، تتواجه عشرات المتسولين، و اكثرهم يتظاهر بأنه سوري، ويقول لك” انا سوري” و بالكردية” من سوريم” ويظهر لك الهوية القديمة مكتوبة عليها اسمه و بعض معلومات عنه. مع الاسف صار الوضع السوري بهذه الصورة، والكل يريد يستفاد من ألامهم واحزانهم.
انا تابعت هذا الموضوع، ويوما رأيت متسولا في الشارع كان يدعي انه سوري، وكان الناس يعطونه الصدقة، و وجهه ما كان غريب علي، عرفته انه اذكى مستول في اربيل، انه رجل من اربعينيات العمر، هو غجري اما يسمى في اربيل”قَرَج” وعندما رأني ابتسم و ذهب، وهو ادرك انني اعرفه.
تكلمت مع احد اصدقائي في الوزارة الداخلية عن هذه الظاهرة، وقلت له” جملة انا سوري، اصبحت الجملة المفضلة لدى المستولين و بعضهم عندهم بطاقات التعريف” قال صديقي “ان الجهات المتخصة تعطي للسوري بطاقة خاصة للأقامة، و الهوايات التى تتكلم عنهان لابد انها مزورة” و ماالحل؟ على الوزارة الداخلية المحترمة في اربيل ان تعالج هذه المشكلة، ولا تعطي مجالا للمتسولين ان يتسولوا بهوية الاخرين.