كثيرا ما تم الخلط بين المفاهيم التي جاء بها النظام الديمقراطي بالعراق , ومشكلة الوضع العراقي ان هناك دستورا لم يفهم احد منه شيء .!
لا اعلم ما السر خلف وجود من لم يفهم لحد الآن ما هو الفرق بين الحكومة والدولة , ويعتبرون أن مجرد اتخاذنا موقفا مع الدولة يعني انتصارنا للحكومة ؛ مع العلم أني كثيرا ما انتقدت السلطة !
عند تصفحي للفيسبوك أرى الكثير من الأمثلة الحية لما أقول ؛ فمتابعتي لبعض الآراء لمن علقوا على موضوع السفارة العراقية بالأردن , أطلعني على الكثير ممن يشتم الدولة عداءاً بالحكومة , ويقف مع الأردنيين ضد العراق ولا افهم ما هو الدافع وراء عداءه للدولة !!
وهناك مثال أخر ؛وهو المشاركة بالانتخابات لمجالس المحافظات , فالعراقيين جُهلوا بان الدولة لم تقدم لهم شيئا ؛بينما الذي لم يقدم لهم شيئا هي الحكومة , وهم بالأصل يعارضون الحكومة بسياستها ؛بينما وضعهم الأعلام المُجهل بمحل معارضة الدولة العراقية وهذا أمر خطير .
لو أن الشعب العراقي فهم أن الدولة العراقية هي الجسد الأكبر , ولا تمثل الحكومة من الدولة ألا أحدى السلطات الثلاث في العراق لكانت نتائج الانتخابات تختلف كثيرا عما هي الآن .
قد أتفهم ضمنيا لما الشعب قد عارض الدولة العراقية , بالوقت الذي هو بالأصل يعارض الحكومة ؛ولكن أن يقوم نائب برلماني بهذا الفعل فذلك أمر خطير جدا … فكلنا نتذكر كيف أن نواب القائمة العراقية رفضوا التصويت على الموازنة , التي تخص الدولة بسبب مواقفهم اتجاه الحكومة , وهذا تجسيد حقيقي لالتباس المفاهيم لدى النواب بشكل عام . وليس نواب الكتل الأخرى بأكثر أدراكاً من نواب القائمة العراقية .
أن هذا التجهيل الذي يمارسه النواب والأعلام اتجاه الدولة العراقية ؛هو جريمة بحد ذاتها , لان المواطن العراقي يهان ويضرب كما حدث في الأردن , بسبب مواقف بعض المحسوبين على العراق في المثال أعلاه.
وكذلك تسرق أموال الشعب العراقي ويتسلط عليه المفسد بسبب عدم ذهاب المواطنين للانتخابات .
وتتأخر على المواطن استحقاقاته بسبب عدم التصويت على الموازنة , التي كثيرا ما ينتظرها المواطن , اعتقادا منه بالنجاح الحكومي الذي يثقف له ولا نراه فعلا !!
أقول قولي هذا عسى أن يسمع كلامي احدهم و يتعظ .