19 ديسمبر، 2024 7:10 ص

العراقيون والعار… تغادر العراق كمحمد وتعود الى العراق كالحسين

العراقيون والعار… تغادر العراق كمحمد وتعود الى العراق كالحسين

النبوة المهاجرة والامامة الشهيدة يمكن اختزال قدرتهما على التاثير في العراقيين بقول شهير للعراقيين انفسهم ( لو يجي الله).
التفاصيل مهما دقت ستقودك الى التعميم مهما عظم، كلما تعلق الامر بالعراقيين عمم ولاتخشى الخروج عن الموضوعية.
من الصفات الثابتة للعراقيين العرب المسلمين انهم شعب ملحد غارق بمقولات الدين وان تدينهم اسوة بالتدين المصري السعودي العربي ايا كان جسماني عضلي ظاهري سطحي تجاري وانه لااثر للدين على الروح العراقية وان العراقي ينفصل عن الدين باللحظة التي يتعارض فيها الدين والمصلحة الشخصية وفقا لمقولة شهيرة ( خلي الله على صفحة) اي اركن الله جانبا.
كان اله العراقيين قديما ايل وبعد تحول قصير جبري الى الله نمى العراقيون الها اخرا وعبدوه بطاعة وصدق وهو الذات او الانا العراقية التي يتعوذون منها في محاولة فاشلة للهروب منها وهي التي تملا عليهم كل جوانب حياتهم واذا اردت اختبار صدقية هذا القول ماعليك سوى التعرض الى الذات العراقية ورؤية النتائج المباشرة والعنيفة على الفور.
مادمنا نميل الى الانتاج الوطني فلا بد من ابدال( خفي حنين) وهكذا يمكن القول عدت الى العراق ب (خفي الشطري).
اذا كنت قد هاجرت من اجل اصلاح الجماعة فانك عندما تعود اليها ستقتلك، لقد اصبحت اكثر فسادا من ذي قبل بعد ان تحولت من الكفر بالظلم الى الايمان بالعدالة والسؤال الاكثر اهمالا هو هل كانت هذه الجماعة يوما كافرة بالظلم فعلا؟ اذا اين الجيوش التي جندت نفسها في خدمة طاغية تافه من اسرة مفككة قادمة من اعماق المجهول؟
تدور الحياة العراقية حول ضميري المفرد المتكلم والمفرد المخاطب ، انا وانت فاذا كانت ال (انا) اله ماعليك سوى حفظ منزلة ال (انت) كاله اخر والا انهارت الحياة بالنسبة اليك فاذا لم تخاطب الفرد العراقي على انه اله وتعرضت لذاته تكون نهاية العالم.
انت خوش…هذه  هي الركيزة الاساسية لشخصية الرجال العراقيين الرثة.
في رحلة استكشافية استمرت 40 يوما لم اجد في العراق رجالا بينما كانت المراة عنوان الحياة.
من السهل على الزائر رؤية الرجال العراقيين يتشاجرون لاسباب تافهة ورؤية النساء يصلحن من امر ما.
رثاثة الرجل العراقي ظاهرة في مقابل عمق المراة العراقية ولتعويض هذا النقص الاخلاقي ابتدع مصطلح (زلمة) للرجل و(مرية) للمراة.
خلف ابواب غير موصدة لبيت نهبه العراقيون الذين افنيت حياتي في محاولة بناء حياتهم على اسس من الكرامة والعدالة والحرية والحق امضيت الليالي اخطط ليوم اخر ابقى فيه شريفا محكوما بمقولة عزيزة اهدهد بها الام فشلي (لابد من رجل شريف واحد) وسط جموع من الرجال الفاسدين تغص بهم الحياة بعد ان تكون الشمس صارت في ربع السماء بيوم عراقي غريب التوقيت ولا احد يلتفت الى خطورته.
فجرا تلقيت بطاقات دعوة صوتية متعددة الى الله وكما هو مرصود فان كثرة المؤذنين ظاهرة عراقية جديدة وذهبت بخفي الشطري الى المسجد وهناك لم اجد احدا سواي والمؤذن الشاب وفي اليوم الثاني والثالث ومع تبديل المسجد اكتشفت ان المساجد في الشرق عموما غير مصممة لصلاة الصبح مع ان القران نفسه يقول وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا اذ النفس البشرية اكثر استعدادا للتاثر في اوقات الصباح اذا من البداية نحن شعب ليس صباحي.
ظهرا وفي مساحة اقل من كيلومتر مربع واحد انفجرت مكبرات الصوت دفعة واحدة في سمفونية دينية وجدانية لشخص حرم من سماع الاذان طويلا لكن اعداد الذين بلغهم النداء وحضروا مخيب للامال ومع الوقت اخذت بالسؤال عن مغزى الاية ان الله سميع بصير فاذا كنا لانحتاج الى الخروج الى العراء ليرانا الله لماذا كل هذا الصياح ليسمعنا؟ اننا بحاجة الى اذان يبدا من حيث ينتهي صوت المؤذن الاول لكي تمجد كلمة الله ولا تتحول الى ضجيج قصدي كجزء من عبادة جسمانية.
اخطر تهديد يواجهه العراق كدولة ليس الارهاب فالارهاب يقتل من العراقيين اقل مايقتله الكباب.
الاصل (لحن الصباح) لكن في العراق( لحم مع الصباح) ، لاتبذل اية جهود بشان النظام الغذائي القصص كلها تدور حول تبديل النظام السياسي، شعب ياكل اللحم في الصباح، اللحم او الدهن المسمى قيمر وسلسلة دهون اخرى، اذا جمعنا بين اللحم واليوم الذي يبدا والشمس في كبد السماء وتطرف درجات الحرارة وعدم وجود اي انواع من الرياضة نفهم لماذا لايوجد عراقي حتى لو كان شرطيا يقف بصورة مهنية بكلمة شعبية شعب واكع للوراء.
الخطر رقم واحد على العراق كدولة وعلى النظام السياسي هو عدم وجود ولاية للدولة العراقية على اراضيها ( دراسة لاحقة).
الصورة الواقعية للاسواق انها تجمعات لصوص، يد التاجر العراقي تعودت على الخفة في الخديعة، مشكلة عندما تشعر ان الغذاء الذي سيدخل فمك مع القران تشتريه من تاجر فاسد يريد ان يسرقك بالوزن والسعر ويغشك بنوع البضاعة.
الخطر غير قليل الاهمية الاخر هو عدم وجود ولاية للدولة العراقية على الاوزان والمقاييس.
وفقا للشريعة الاسلامية فان ماء الوضوء يجب ان يكون مباحا لكن قلة من العراقيين تسدد ثمن الماء ومع ذلك تتوضأ به وهي سعيدة( الله يتقبل مولانا)، اكثر الذين سالتهم عن سبب عدم دفعهم اجور الماء احتجوا بان لا احد ياتيهم لاستيفاءها بالضمن فان ملايين البيوت تترك الماء يجري هدرا اما لانها تبخل بشراء صنبور او تتعمد ترك الصنابير مفتوحة.
المعادلة تكون هكذا،شبكة الاسالة تضطر لمعالجة مليارات من الامتار المكعبة غير الضرورية وبالتالي تقل كفاءة المعالجة ومن ثم اطفال وبشر يموتون بسبب عملية الهدر تلك اليس هذا هو احد انواع الارهاب في العراق؟
يعتقد العراقيون بنوع واحد من القتل، انه القتل المؤدي الى وفاة شخص لكن عندما يتعلق الامر بقتل الخلايا المسؤولة عن السمع والبصر بسبب التلوث الصوتي والبيئي فانه لااحد يعد هذا قتلا انه قتل العيون والاذان والانوف القتل الجزئي لاعضاء من بدن الانسان بما في ذلك الرئتين حيث الجميع يدخنون ببلاهة حتى في بنايات المحاكم وداخل سيارات النقل العامة.
يجلس الرجال العراقيون في المقاهي او خلف البسطات يبيعون البطيخ الاحمر والنبك تاركين الارض.
يعطل الرجال العراقيون مساحة نصف مليون كم مربع من الكرة الارضية وهم في خضم تمثيلية هائلة لسرقة اموال الدولة عن طريق  قروض المشاريع الزراعية الوهمية.
يشهد العراق ثورة من البناء السكني الباذخ، قصور ترتفع على اعمدة اين منها ارم ذات العماد انه الدبل فاليوم ، اموال النفط تتدفق على العراقيين ، شعب غني جدا يتقاتل على ابواب دوائر الجوازات للسفر بكل الاتجاهات، شعب يتعامل بارقام الدفتر والعشرة دفاتر والمئة دفتر، رزم الاموال ظاهرة في العراق، اكوام اللحم والارز والولائم الباذخة، الخبز الابيض الذي ليس له مثيلا في كل انحاء العالم، هذا الشعب لايزال يعتقد انه غير سعيد، ارخص لتر بانزين موجود في العراق وارخص لتر ماء وارخص وحدة كهرباء وارخص مستشفى وارخص رغيف خبز وتعليم مجاني.
ماذا يحتاج الشعب العراقي ليكون شعبا محترما؟
هناك صنم اسمه الشعور بالتعاسة لايريد العراقيون التخلي عن عبادته انهم يخافون من الشعور بالسعادة لان اظهار السعادة يعني مطالبتهم بالتزامات عامة.
التبرع لبناء المدارس وتوسعة المستشفيات، ايقاف السرقة بعد تجريدهم من حجة ظلم الدولة لهم، المشاركة العامة والمسؤوليات الاخلاقية، البدء بالعطاء بدل مواصلة المطالب بالاخذ، الانتقال من الكسل الى العمل، عبادة الله بعد التخلص من عبادة الذات وعبادة الله مكلفة ترتب حقوقا معنوية ومادية على الفرد.
لايعرف العراقيون معنى سرقة اعمار الاخرين عندما يحاولون تجاوزك في كل مناسبة لكن بشجاعة غير معهودة اوقفت كل شخص حاول تجاوزي في اي مكان دخلت اليه والغريب انني جنيت من وراء ذلك الكثير من الصداقات العابرة.
هناك ظاهرة غريبة في العراق وهي تكريم الشخص الذي يخالف النظام غير الموجود اصلا بوصف ديني هو كلمة حجي وذلك عند الاعتراض عليه كما انه من المؤسف ان تستخدم كلمة ابو علي للنداء على الغرباء وهو نسخ لتقليد سعودي باستخدام كلمة محمد.
لايزال العراقيون يعتقدون جازمين بان الله هو المسؤول بصورة شخصية عن نظام السير وانه الذي يرتب صدم هذه الكيا بتلك البهبهان فيما يجعل تلك المرسيدس تمضي الى نهاية رحلتها بسلام وان التدريب على قيادة السيارة ومتانتها وصلاحية الطريق والعلامات المرورية ونوع لباس السائق ليس لها اي دور يذكر بنظرهم في وقوع الحوادث.
قد لاتصدق ان العراق وحده من بين دول العالم الذي ليس فيه تحويلات رسمية تربط الشوارع المتوازية مع بعضها خاصة الطرق الخارجية.
الظاهرة الاجمل في العالم موجودة في سماء العراق وهي ربما الشئ الوحيد الذي لم يتبدل وهي اسراب الحمام البيتي المحلقة في سماء كل قرية ومدينة مع ماتواجهه من اضطهاد ثقافي اسوة بكل ظاهرة جمالية.
الجسور تبنى فوق انهار تحتاج الى السدود.
لا مكتبات…
كيف تتعامل مع شعب لايقرأ؟
في رحلة ركضي اليومي لاستعادة عراقيتي …الجنسية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن واغلاق القضايا الموروثة ضدي من النظام السابق لمحت رجلا عراقيا في مكان عمله منكبا على قراءة كتاب فوقفت امامه قائلا بفرح اخيرا عثرت على عراقي يقرا كتابا ، اطبق الرجل الكتاب ونظر الي بدهشة مما كشف عنوان الكتاب ( قصص الانباء) عندها املت راسي لاخرجه من تحت سقف الدكان وخاطبت السماء قائلا…
حقا مالذي فعلته لكي اواجه كل هذا العذاب؟
كنت اخاله كتابا عن قصة الطفولة التي تبيع اكياس النايلون او قصة المراة التي تقع كمخلوق ناقص في حدود ولاية الرجل.
هناك طاقة ايجابية في ارض العراق ما ان تطأها حتى تشعر بسعادة مطلقة ، النخيل حقول طاقة ايجابية، المأذن والاضرحة، الانهار ، الشمس، كل ماقبل البشر يعتبر بالنسبة لك جزء من الحل المشكلة تبدا مع اول اتصال لك بالبشر، مشكلة العراق هي الانسان والانسان فقط، وتحديدا الرجل الرث الذي لايملك ملامحا تمكنك من التعرف عليه انك تتعامل مع مجهول لايمكن توقع ردود افعاله.
ان مهمة اي ادارة عراقية مهما كان شكل النظام السياسي هو تاديب الرجل العراقي.
يسرق الرجال العراقيون اموال الطرق والمستشفيات والمدارس والمكتبات وامول الرعاية وكل اموال عامة تصل اليها ايديهم اما وقت العمل فسرقته لم تعد سرقة بنظرهم اصلا.
من اين يبدأ اصلاح هؤلاء ؟
من هو الذي تقع عليه مسؤولية اصلاح هؤلاء؟
هل من الحكمة والعقل ان تحاول اصلاح الرجل العراقي مقفول العقل والوجدان والضمير ؟
مزيدا من المسدسات قليلا من الكتب في زمن الفورة المالية.
شعب يشتري كل شئ الا مجهرا يرى فيه الحياة من الصغر او تلسكوبا ينظر فيه الكون على كبر.
شعب يلقي ملايين الاطنان من الطعام ولم يخطر بوجدانه مرة ان يجد طريقة لاطعام الحيوانات التي تهيم على وجوهها من الجوع.
هناك ارواح معذبة تحوم في سماء العراق ولن يجد اهل العراق راحتهم واستقرارهم مالم يهتموا بالارواح متخلين عن جسديتهم الموحشة.
الحقيقة المفزعة ان الرجال العراقيين هم العار بعينه.
اذا حذفنا الاستخدام المعيب للطاقة الكهربائية فانه لن تبقى اي مشكلة اسمها مشكلة الطاقة الكهربائية.
الفرد العراقي يستهلك اكثر من مئة ضعف حاجته الفعلية للطاقة ذلك ان الاجهزة التي يستخدمها شديدة الاستهلاك للطاقة كما انه يطلقها على اقوى درجة فضلا عن تركها جميعا تعمل حتى دون الحاجة لعملها مضافا الى ذلك زيادة مفرطة في عددها فمن تكفيه مروحة يستخدم ثلاث ومن تكفيه ثلاجة يستخدم معها مجمدتين.
شعب غريب الاطوار…
انه ينام تحت اجهزة التبريد ويتغطى من شدة البرد…
ترى ماهو العار الوطني؟
يعتقد العراقيون ان الاوكسجين ياتي لوحده ، انهم يطالبون بشبكة الماء وشبكة الكهرباء ولاحديث عن شبكة الهواء، العراقيون شعب قصصي يحب السرديات عن الكرم ونجابة المحتد وعظم المنزلة القبلية لكنهم لايتحدثون في قصصهم عن اصل الهواء والقصة ان الانسان يتبادل مع النبات عملية التنفس وبما انه تم تدمير النبات في الجنوب على الاقل فان الاطباء راحوا يملئون اكياسا من النقود بسبب نقص الاوكسجين بالجو وزيادة امراض القلب.
 نقص الاوكسجين واحد من الاخطار التي تواجه الناس في الجنوب ويزيد المشكلة تعقيدا الاستمرار في منح قطع اراضي سكنية على حساب الارض الزراعية وطريقة البناء والاستمرار في حرق النفايات لكن لحس الحظ فان العواصف الترابية تدرب الرئة للانسان الجنوبي لتكون حالة بايلوجية هجينة تتحمل ضغط البيئة.
لابد من وجود جهة توقف استغلال الاطباء لنقص الاوكسجين بالجو وتعتبر امراض القلب والجهاز التنفسي الناتجة عن ذلك كارثة وطنية لايجوز تقاضي اجرا على معالجتها.
انني اتضامن مع الناس الذين يحاولون تاديب الطبيب العراقي لكنني بالطبع ضد العنف مهما كان.
الحقيقة ان الطبيب العراقي تحول الى تاجر باجساد الناس، انه امبراطور يبني قصرا دبل فاليوم بدل زراعة حديقة في بيت متواضع انه جزء من مشكلة المرض.
كل رجل عراقي تقع عليه عينك هو جزء من مشهد العار الوطني الذي لحق بنا.
هاي هيه…

أحدث المقالات

أحدث المقالات