19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

الى (الشرفاء والأحرار والعُقلاء والمخلصين) في الحزب الشيوعي

الى (الشرفاء والأحرار والعُقلاء والمخلصين) في الحزب الشيوعي

لا أعتقد أننا بحاجة الى ديباجة أو مقدمات تسبق البديهيات من الحقائق …
أنتم تعرفون الزعطوط مقتده (كُلِش زين) وقد ساقته الأقدار ومهدّت له البيئة المُتخلفة والجهل المُطبق على واقعنا نتيجة الصراعات الطويلة وعلى مدى عقود كثيرة بين الأحزاب الماركسية والقومية والدينية والتي رسّخت مفاهيم التناحر والاختلاف والكراهية وساهمت في تمزيق شمل المجتمع وجعلته يقع تحت طائلة العواطف الرعناء والتصرف العفوي لفئات بسيطة وساذجة من المجتمع مما جعلت مقتده وأمثاله يسوقهم بغير إرادتهم كقطعان الماشية.
لقد ورث مقتده عن أبيه إسماً (ليس إلاّ) والتفَّ حوله مجاميع من أبناء الشعب إكراما لأبيه.
إن مقتده فارغ (عقلاً وروحاً وفكرا) فلم يمتلك إطروحة سياسية ولامنهجاً فكرياً ولارؤية واقعية ولابعداً سياسياً ولاحصيلة دراسية ولامنطقاً للتحاور ولا مقومات ولا خطة ولا برنامج لإدارة بلداً ممزقا ومهلهلاً والذي كان هو عاملاً مهماً وفاعلاً في تمزيقه وأنّ مقتده كما يعرفه الجميع هو غير مؤهل وفاقد لأبسط مستلزمات القيادة الناجحة لحزب أو النهوض باصلاح وضع اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي متهريء.
جميعنا يعرف مقتده وتقلباته المزاجية وشطحاته الغبية ونزعاته البهلوانية ومستوياته الهابطة في كل صنوف الحياة.
جميعنا يعرف أنه إستمال جميع العناصر السيئة الذين لايتورعون عن التهديد والمجاهرة بالبلطجة والايغال بالعدوان والقتل وأرتكاب الجرائم وفرض وجودهم من خلال النفوذ وتحكيم لغة السلاح وتجييش الشارع.
جميعنا يعرف أن مقتده كان قد أرسى اللبِنَة الاولى لفصائل العصابات المسلحة وأسبغ عليها نعوتاً قُدسية حينما إبتدأها بجيش المهدي لتأليب الوازع الديني لدى الكثير من الشباب الذي إستطاع خداعهم والتغرير بهم وإستلاب عقولهم وتغييب وعيهم.
وجاءت بعده تباعاً فصائل أخرى كان قسمٌ منها قد إستُحدث نتيجة الى ردّ فعل لوجوده وتفرده في الشارع على مسرح الاحداث وقسمٌ منها جاء جرّاء الانشقاقات من تياره طمعاً في السطوة والقيادة على غرار مايفعل مقتده بعد أن تم إختراقهم وإستدراجهم من قبل جهات أخرى بعضها خارجية ليكون ولاءها لهم بعد تجهيزهم بالسلاح والمال والتدريب والخطط والمعلومات وغيرها ليقوموا بتنفيذ مايُملى عليهم.
وكانت فرصة سانحة لنوري المالكي لم يغفل الاستفادة منها حينما أغرى المجرم قيس الخزعلي بالانسحاب من جماعة مقتده ليكون ذراعاً عسكرية ضاربة لحزب الدعوة فكان نشوء عصائب الحق على يديه بعد أن إستفاد من الاموال الهائلة المنهوبة من أموال الشعب والتي وقعت تحت تصرف حزب الدعوة في فترة حكم المالكي وكانت النتيجة أن تكون هذه العصائب خنجراً قاتلاً في خاصرة الشعب العراقي للغدر والتنكيل والترهيب والتلاعب بمصائر وأموال وأرواح العراقيين ومستقبلهم.
إن الحديث عن مقتده وزبانيته لايعني أنه الوحيد في المشهد السياسي الحالي الذي أساء وتصرف بطيش ومكر وخداع وتضليل وفرّط بمصالح العراق العُليا بل أن الأمر ينطبق على جميع الذين تصدّروا المشهد السياسي حينما قدّموا مصالحهم ومصالح أحزابهم وأستنزفوا خيرات العراق وسرقوا ثرواته وأشاعوا الفرقة بين أبنائه وتآمروا عليه وكرّسوا الطائفية والمحاصصة البغيضة والتي نجم عنها فقدان الامن وغياب القانون وتدمير البلد وتحطيمه وتمزيقه الى أشلاء فأصبح العراق حينما يُذكر إسمه يتبادر الى الذهن النازحين والمُهجّرين والمهاجرين من أبناء الشعب المظلوم والارهاب الذي يفتك به والفصائل المسلحة الخارجة عن القانون وحكم العوائل والاقطاعيات الدينية وإنتشار الدجالين والنزاعات العشائرية ومئات الفضائيات الشخصية والخطف والاغتصاب والتسليب وتكميم الأفواه وكواتم الصوت والعبوات اللاصقة والمفرقعات والتفجيرات حتى وصل الامر الى أن الفصائل المسلحة من المليشيات تهدد قوات الجيش العراقي وقوى الامن الرسمية لما تملكه هذه المليشيات من معدات وأسلحة عسكرية ضخمة تتمترس بها والتي قد إستمكنت منها وسرقتها من معسكرات الجيش إضافة الى ما تجهزه لها دول الجوار حتى باتت تفرض رأيها وباقتدار على القرار السياسي في العراق.
إن الجميع يدرك أن الوضع في العراق هو وضع غير إعتيادي وغير مألوف بعد أن إتسم بالوحشية والدموية وكل ما تحمله صفات الاجرام بعد أن تسلط عليه أوباش الاحزاب الدينية وغير الدينية من جميع الطوائف والمذاهب والقوميات في العراق وأرتضوا لأنفسهم السرقات والصفقات والتلاعب بالمال العام والرتب العسكرية العالية الدمج وأستسهلوا إزهاق الارواح والعبث في كرامات المجتمع ومنحوا لأنفسهم الحق في القتل وحيازة المناصب وتمرير كل مايشاؤون من مطامع من خلال البرلمان الذي أصبح مجلساً تشريعياً لخدمتهم وزيادة إمتيازاتهم ومنحهم الحصانة ولم يألوا جهداً في ملاحقة المفكرين والشرفاء من أبناء الشعب وبواجهات قانونية مشروعة تحت ذرائع شتى.
لقد إستاء الشعب العراقي مما يحصل وهبّ شبابه في ساحات التحرير في جميع المحافظات ليرفعوا صوتهم ضد الظلم والفساد منذ عام 2011 وتعرّضوا لأشد أصناف القمع على يد أركان السلطة وجلاوزة الاحزاب ومرتزقتها ومأجوريها ولكن ذلك لم يثنيهم فكان الحِراك الشعبي يتصاعد يوماً بعد آخر حتى وصل الى أوجّ عنفوانه وذروة تصاعده وحماسه في 2018 وكانت الأجواء مُهيّأة الى إكتساح التوجه الليبرالي والحركات العلمانية والتيارات المدنية للشارع حتى أن بوادر الأمل تصاعدت وتائرها وكانت معقودة على البرامج الاصلاحية والتحالفات السياسية والتنسيق الفاعل بين تلك الحركات.
وهنا جاءت المفاجأة الصاعقة حينما (ختل) الحزب الشيوعي تحت أبط المعتوه والتافه مقتده في تكتل أسموه سائرون ولا ندري الى أين سائرون !
ولم يطول الوقت حتى انبثقت حملة (مقاطعون) للانتخابات بعد أن تيقنّ الجميع أن فسحة الامل قد تلاشت تماماً وأن مسيرة الحِراك الشعبي الوطني قد سرقها وصادرها الحزب الشيوعي (النحِس) من أجل ضمان حصوله على عدة مقاعد كما كان يسوّل لهم ويُمنّيهم بها صعلوكهم جاسم الحلفي الذي قاد هذا التصرف الشاذ والتواطيء المنحرف مُتناسين بغبائهم أنهم لو كانوا قد حافظوا على مواقفهم وتأريخهم وسمعتهم لحصلوا في ظل تلك الظروف المُشجعة الى مقاعد أكثر مما حصلوا عليها بعد تحالفهم المُهين مع الأرعن مقتده وعصاباته فضلاً عن الاحتفاظ بسمعتهم وتأريخهم.
لم يكن هذا فحسب بل أن مقتده قد صادر منهم أيّ موقف وطني إزاء الاحداث التي تحصل في العراق والتي تتعارض مع توجهات مقتده فلم يجرؤ الحزب الشيوعي على إنتقاد أية ظاهرة غير صحيحة على المستوى السياسي او غيره بل أن الحزب الشيوعي يلجأ الى أن يدسّ رأسه في الظلام حتى لاترى عينيه مايُعاني منه المجتمع من مآسي حتى إنصهر الحزب كغيره في بوتقة التطرف والمحاصصة والمغانم الشخصية والحزبية وتناسى التضحيات الجسام للحزب وللشعب والاهداف السامية في تحقيق الحلم الكبير في إنشودته التي مابرح يتغنى بها في الوطن الحر والشعب السعيد ليأتي ويجعل الشعب مخذولاً لأنه في تعاسة أكثر من الفترات السابقة.
وتأتي الطامّة الكبرى لتنشغل ممثلتهم المدعوة هيفاء الامين وهي ترفع خشمها بغرور وصلف لتتصرف بطريقة شائنة في مواقف متعددة وبدلاً من أن يقف الحزب ليُعيد ضبط إيقاعات تصرفاتها اللامسؤولة والحمقاء والتخبط في تصريحاتها فانه يندفع مُتحاملاً وحاقداً لملاحقة أبناء مدن العراق الكريمة قضائياً عن طريق دعوات كيدية مستغلاً نفوذه الحزبي ووجوده الرسمي في السلطة بعد أن غفل أتباع الحزب البُلداء أن هذا الامر سيزيد من حنق أبناء العراق وسخطهم على الحزب الشيوعي وضد القائمين عليه وسيزرع هوّة سحيقة بينه وبين تطلعات أبناء الشعب حتى ذهب بعض المُرجفين منهم والذين يعتبرون أنفسهم طليعة الفكر الشيوعي وضمن مثقفيه في خطاباتهم ومواقع التواصل الاجتماعي الى التحريض على القوة والعنف ورفع السلاح للوقوف بوجه بعض التصرفات غير المقبولة لأبناء الشعب !