(( أن كل أمم العالم عاشت في فترة من الجهل والظلام من تأريخها استطاعت بعدها تسلق سلم المجد والعلو في الثقافة والحضارة على فترات من الزمن وحجزت لها مقعد متقدم بين الأمم الأخرى وأصبحت مصدر أشعاع لباقي الأمم . إلا أمة وحيدة كانت تتربع على قمة الشموخ والمجد والحضارة امتازت بولادة رجالا من رحمها ساهموا في سطوع نجمها بين أقرانها وهي الأمة العربية والتي ذكرها القران الكريم بأنها خير أمة أخرجت للناس أختارها الله تعالى من بين الأمم أن تكون خاتمة الرسالات السماوية ومن أظهرها خاتم الرسل وهو سيدنا محمد بن عبد الله أفضل الصلوات عليه وعلى آله وصحبه تتفيأ بظلال أشجارها المورقة على الجميع ونبراسا يقتدى ويهتدى بها لما تميزت من حضارة وتراث ثري وألق إلا أنها ضيعت كل هذا وأعادت عقارب ساعتها إلى الوراء وخاضت غمار التخلف والجهل بعدما زورت تأريخها وأدبها ودينها وشوهت ماضيها الأصيل الجميل وتراثها الغض . أمة أصبح ماضيها أفضل من حاضرها وخطر على مستقبلها حين ركضت ولهثت وراء الأمم الأخرى على حساب مواطنيها وشخصيتها وتراثها وتحجيم طاقاتها البشرية والاقتصادية بقيادة أناس لم يعرفوا السياسة على حقيقتها وخدمة لمصالح شعوبها فقادوا البلاد العربية إلى التخلف والجهالة وربط مصالحها مع الغرب وفسح المجال للهيمنة الغربية على كل شيء حين سمحت للدول الأخرى التدخل في شؤونها الداخلية والخارجية وعلى مقدراتها الاقتصادية والفكرية ومجتمعاتها وتعطيل كل الجهود العلمية والبشرية في بناء اقتصادها ومؤسساتها الحكومية وجعلت نفسها ذيولا تلهث وراء مصالح سياسيها على حساب مصالح شعوبهم وتركهم تحت خط الفقر ليكونوا دائما تحت وصاية أولياء أمورهم الغربيون وهؤلاء الولاة والحكام زوروا تأريخ هذه الأمة الخيّرة التي رحمها الله تعالى بالإسلام العظيم ونبيه الكريم الذي قادها نحو السمو والرفعة والسيطرة على نصف الكرة الأرضية . لكن تكالب الأمم الأخرى عليها وتجريدها من حضارتها من خلال دس كل ما هو مشوه وبعيد عن الإنسانية والحضارة عن تأريخها وأرثها الحضاري الإسلامي حيث أصبحت تفتقر إلى أبسط مقومات الحضارة والرفاهية من الناحية الاقتصادية والعمرانية والتقدم وزجها في حروب وصراعات داخلية وخارجية وتدمير لاقتصادها وشعوبها وعقول أبنائها بما يسمى الحضارة العصرية الجديدة والتكنولوجيا المدنفة بالسم القاتل للشخصية والأسرة العربية كل ذلك ساهم في إيجاد بيئة مُتَقَبِلة لكل شيء من الخارج وهناك من يدفع بهذا الاتجاه الخطير المعد مسبقا ضمن مشاريع ومخططات مرسومة بدقة وترتيب لهذا بدت الأمة العربية مهزوزة من داخل شخصيتها وأصبحت أذيل الأمم في ترتيب العالم باقتصادها وحضارتها وسياستها وهذا ليس تحاملا عليها لكن الواقع يشير إلى ذلك وعدم وجود بصيص أمل منير لنهاية النفق المظلم الذي تسير فيه هذه الأمة المرحومة الميتة سريريا وغياب الرؤيا الواضحة لحل مشكلاتها ومحاولات جادة لانتشالها من تخلفها وهيمنة العالم عليها وعلى مقدرات شعوبها ))