19 ديسمبر، 2024 12:51 ص

“أمير موسوي” : الإمارات تضحي بـ”السعودية” في الصراع مع إيران !

“أمير موسوي” : الإمارات تضحي بـ”السعودية” في الصراع مع إيران !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إنتهى اجتماع دول “منظمة التعاون الإسلامي”، في مدينة “مكة المكرمة”. وسبق ذلك اجتماع مندوبي الدول العربية أو “الجامعة العربية”، وكذلك اجتماع مندوبي دول “مجلس التعاون الخليجي”.

لكن ما الهدف من هذه الاجتماعات ؟.. وهل تستطيع “السعودية” تحقيق أهدافها وتطلعاتها في ضوء هذه السلسلة من الاجتماعات ؟.. وما تأثير هذه الاجتماعات على العلاقات والتطورات الإقليمية ؟..

وللإجابة على هذه الأسئلة؛ أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”، مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”، الحوار التالي مع “أمير موسوي”، الخبير في قضايا الشرق الأوسط..

الأهداف.. إيران و”صفقة القرن”..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما الهدف من اجتماعات “مكة المكرمة” الثلاث ؟

“أمير موسوي” : بالإجمال يمكن القول؛ أن السبب والهدف الرئيس من اجتماعات “مكة المكرمة”، هو توفير الأجواء اللازمة في التنسيق الإقليمي ضد “إيران”؛ بخلاف تهيئة الأجواء لاستعداد العالم العربي والدولي الإسلامية في تمرير “صفقة القرن”.

“الدبلوماسية الإيرانية” : لكن هل تستطيع “السعودية” تحقيق هذه الأهداف ؟

“أمير موسوي” : بالتأكيد لم يستطع “آل سعود” تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها. لأن هذه الاجتماعات جاءت متأخرة جدًا.

وهناك أسباب أخرى كانت بالغة التأثير في فشل هذه الاجتماعات، أولاً: تجاهل مقترح وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، بشأن التوقيع على اتفاقية “عدم الإعتداء”، حيث تسبب رد فعل “السعودية” السلبي في إندلاع انشقاقات حادة بين الدول العربية والإسلامية. خاصة بعد موافقة الكثير من هذه الدول على المقترح الإيراني.

وقد كانت هذه الدول تميل إلى رد فعل سعودي إيجابي؛ على المقترح الإيراني، والحد من مستويات الصراعات والتوتر والأزمات في المنطقة.

ثانيًا: تصريحات “دونالد ترامب”، في “طوكيو”. وكأن “ترامب” قد نثر، عمليًا بهذا الخطاب، اليأس على وجه “نتانياهو” و”محمد بن سلمان”، ودفع إلى تغيّر تطلعات “الكيان الصهيوني” والسعوديون.

وهذه الأسباب تسببت في إنعقاد اجتماع دول “مجلس التعاون الخليجي”، خلف الأبواب المغلقة، بحيث لا يبرز للعلن مستوى الخلاف بين الأعضاء.

لكن ومع الأخذ في الاعتبار للمواقف الكويتية والعُمانية والقطرية؛ ووضوح مستوى الخلافات وتعارض مواقف الأعضاء مع “السعودية”، ورغم التغطية الإعلامية فقد أتضح بالنهاية فشل هذه الجلسة السرية بشكل كامل.

بيان أعد مسبقًا لقمم فاشلة..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هو رأيكم في البيان الختامي؛ وتحديدًا بيان “جامعة الدول العربية” ؟

“أمير موسوي” : بالنسبة للبيان النهائي، إنما جاء في قالب توجيه عدة اتهامات إلى “إيران”، وهو أمر عجيب وغير متوقع وليس له محل من الإعراب. بعبارة أخرى فقد فشلت كل تخطط “السعودية” لإقامة هذه الاجتماعات الثلاث بشكل فاحش.

إذ خلا البيان الخاتمي من أي بنود فعالة أو توافق حقيقي بين الأعضاء المشاركين على مواجهة “الجمهورية الإيرانية” في المنطقة أو تهيئة الأجواء لتشكيل (ناتو) عربي. لا شيء سوى الاتهامات الواهية بخصوص الجزر الثلاث ومسألة “البحرين” أو “اليمن”؛ وهو ما تابعناه قبلاً في مواقف وتصريحات قيادات “السعودية” و”الإمارات”.

والبند الأخير المتعلق بـ”القضية الفلسطينية”؛ فقد طُرح بشكل عام دون الإلتفات إلى مطلب، “محمود عباس”، لإضافة بند معين، وهو ما يعكس حجم التناقض.

“الدبلوماسية الإيرانية” : يعني هل تعتقد أن البيان كٌتب قبل بدء الاجتماع ؟

“أمير موسوي” : بالتأكيد.. أنظر إلى مواقف بعض الدول، وتحديدًا “برهم صالح”، الرئيس العراقي، وسوف ترى أن البيان كٌتب قبل بداية الاجتماع.

لأن بنود البيان إنما تنطبق فقط على موافق الملك “سلمان”؛ ولا تتناسب وكلمات باقي الأعضاء. أضف إلى ذلك، عزوف “عبدالفتاح السيسي”، رئيس جمهورية مصر العربية، عن تكرار اتهامات الملك، “سلمان”، لـ”الجمهورية الإيرانية”، وإلتزم الصمت إلى جانب “الإمارات” و”البحرين”.

فإذا كان هذا هو موقف الأطراف الفاعلة؛ فكيف أشتمل البيان الختامي على اتهامات الملك “سلمان” ضد “إيران” ؟!.. الإجابة واضحة؛ لأن البيان كُتب قبل خطابات الأعضاء بالشكل الذي ستناسب وأهداف “الرياض”.

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هي في رأيكم أهداف “أبوظبي” و”المنامة” من إلتزام الصمت ؟

“أمير موسوي” : أعتقد أن “أبوظبي” تخطط جديًا بغرض توريط “السعودية” في المنطقة؛ وتسعى بهذه الخطط، وذاك الصمت إلى الحد من صراعات “أبوظبي”؛ في ضوء العلاقات الإقليمية.

أي أن “الإمارات” تُعد لـ”السعودية” نفس الخطة التي كانت تعدها الأخيرة لـ”الجمهورية السورية”. فـ”الإمارات” تنأى بنفسها وتسعى إلى توريط “السعودية” أكثر من ذلك قبلًا في الصراع ضد “إيران”، لأنها تعلم أن تداعيات هذا الصراع ستكون كبيرة بالنسبة للدول العربية، من ثم تحاول بكل الطرق أن تنأى بنفسها قدر الإمكان عن المواجهة المباشرة مع “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة