18 يناير، 2025 10:42 م

بيادق شطرنج في لعبة قديمة !

بيادق شطرنج في لعبة قديمة !

“قطعنا شوطا ً طويلاً لتوفير الأمن والأمان للعراقيين وإيقاف الهجمات الإرهابية الشرسة التي سادت الساحة العراقية آنذاك !! ” تلك جملة تصدرت تصريحات القائد العام للقوات المسلحة “نوري المالكي”  وترددت كثيرا ًفي أكثر محافله، فما بالك بالشوط الجديد الذي ستخوضه قواتنا الأمنية بعد التغيرات التي أجرها المالكي في صفوفها، ريت إن سقت  الدماء الزكية ارض عراقها كلما تعطش مهادها، لتعانق أجساد أبنائها وتخضَر أيتاما وأرامل ثكلى ضحية سياسيات فاشلة  وصراعات مقيتة.
ما برح المغلوب على أمره إلا إن يكون صيدا سهلا ً لتلك التصريحات، يحسبها قاربا ًسيوصله بر الأمان، ويخفف عصف الأزمات التي تفاقمت حتى ألفها، ثم تفاجأ  أن قاربه مثقوب.. ما هي إلا لعبة تقوم على أشواط يقطعها القادة الآمنين، في كل مرحلة  من مراحل لعبة الأمن التي أجادوها، ولعل الانتخابات الأخيرة  كانت ابرز تلك المراحل التي تهيأ لها حزب السلطة، لأمتصاص الغضب العارم الذي ساد البلاد بسبب الانهيارات الأمنية المتتالية محاولاً مد جسوراً مقطوعة الحبال  بين المواطن الجريح  والجهاز الأمني المرتبك لتعزز ثقةً نبحث عنها ولا نجدها فالثقة باتت سمكاً في رمال !.
سيناريو لإحداث متكررة، كأننا نعيش واقع مسلسلات كارتونية، بشخصيات متعددة، لقصة واحدة.. تتغير فيها الوجوه لتلقي على مسامعنا وترسخ في أذهاننا قصة ينتصر فيها الشر على الخير، ويكون البطل مقتولاً أخر حلقة من حلقات المسلسل!..على عكس ما اعتدناه بأنتصار خيار القوم على شرارهم , فتغير القادة الآمنين دون تغير الأدوات العملية لا يجدي نفعا ً،واستبدال  الضباط بضباط آخرين يحملون نفس الفكر ومشبعين بـعقائد المدرسة الصدامية، كأن القائد المفدى يستبدل الأسود بالسواد فما هو التغير؟!  وأين ما سنوفره من الامان؟!
ألجهاز يستطيع ان يكشف 20% – 40 % من المتفجرات؟ وحسبكم التصريح الأخير “للمالكي ” ..! ولا يخفى على احد أننا نتعامل مع إرهاب خطر! يمتلك من المهارات، والأجهزة المتطورة ما أهلته لخوض الصراع والانتصار على قوانا  الأمنية الممتنة للإرهاب، فبعد كل الفشل يكرمون، ويرقون إلى مناصب أعلى مكافئة على فشلهم الذريع، لشوطهم المقطوع الذي أشار إليه قائدهم واخذوا يرفعون صوره على مشارف سيطراتهم الامنية محاكين ما ورثوه عن القائد الضرورة معيدين انتاج “ضرورة جديدة “، في استنساخ فج للزمن ،مثل مآل عبود قنبر بطفرة لا مثيل لها من قائد عمليات بغداد الى نائب رئيس اركان الجيش ! وتلك هي مكافئته على “شوطه الطويل” الذي قطعه وهو يقود العراقيين من فشل امني إلى فشل أكثر وطأةً مما مضى، وإناطة مهمة مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة إلى مسيلمة قومه المحملة بخبرة ضابط  التوجيه السياسي والإعلامي لصدام المجيد، ولا يزال الحبل على الجرار فاستبدال 13 قائد من القادة الآمنين وإلغاء قيادة عمليات كرخ بغداد و رصافتها تعد الأولى من نوعها، واستثناء وزارة الداخلية من هذه التغيرات يعزز انها منزهة قامت بواجبها على أتم وجه، وذلك لانها تمت بصلة وثيقة لحزب السلطة وإدانتها تمثل أدانه لهرمها،وربما تكون معصومة ولا تخطئ!، لنقطع بها “شوطا ً” أخر،ونضحك على ذقون من بات يعلي نفسه بالتمني لتوفير الأمن بأدوات جديدة واليات عمل تحل محل أجهزة كشف المتفجرات.

أحدث المقالات

أحدث المقالات